بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في النيجر الأسبوع الماضي وأطاح بالرئيس محمد بازوم، تصطدم التحليلات والتأويلات لمستقبل البلاد بعدد من المعطيات التي تشير لها الكاتبة والباحثة أماني الطويل، مؤكدةً أن النيجر حالياً، مرهونة بأهميتها الاقتصادية والجيوسياسية بالنسبة لفرنسا.
وتوضح الطويل، أن فرنسا قد اتخذت قراراً في أن يكون تدخلها هذه المرة مختلفاً ولا يشبه تلك المرات التي اكتفت فيها بالعقوبات وبتحريض دول العالم على الدولة التي حدث فيها انقلاب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فمن الناحية الاقتصادية، يغطي اليورانيوم المستخرج من النيجر حوالى 70 في المئة من إنتاج الطاقة في فرنسا. أما عسكرياً وسياسياً، فإن النيجر هي نقطة ارتكاز للتحالف ضد الإرهاب الذي تقوده فرنسا، ناهيكم عن الوجود العسكري الأميركي المستحدث المتمثل في قاعدة أنشئت هناك منذ عام 2014 للطائرات المسيرة.
وتقول الطويل: "مثل هذه الأهمية تجعلنا نتوقع أن يكون هناك تدخل له صفة عسكرية في النيجر، لكن السؤال: هل التدخل سيكون من منصة منظمة دول غرب أفريقيا أم من تشاد؟ ذلك لأن تشاد حليف فرنسي وحليف للرئيس محمد بازوم وهي شريك بالحرب على الإرهاب كما أنها تملك جيشاً له قدرات نوعية في المنطقة".
من ناحية أخرى، تبين الطويل أن التدخل الفرنسي في النيجر قد يسفر عن حرب أهلية، حيث ستقوم السلطات الانقلابية بتجييش الشعب ضد التدخل، وفي المقابل ستكون هناك قوى داعمة للديمقراطية، وعلى صعيد ثالث ستكون هناك قوى لروسيا التي إن لم تكن صاحبة تأثير مباشر في هذا الانقلاب، فهي على الأقل مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي فعلتها "فاغنر" ويتابعها ملايين الأشخاص في الساحل.
مما سبق، تؤكد الطويل أننا مقبلون على مرحلة من الاضطرابات وعدم الاستقرار مضافة للحالة الراهنة في الساحل الأفريقي، الأمر الذي سوف يشكل تصعيداً للتهديدات الأمنية لدول شمال أفريقيا.
Listen to "النيجر رهن الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية" on Spreaker.