ملخص
تعلق تونس آمال الخروج من الأزمة الاقتصادية على تعيين أحمد الحشاني رئيسل للحكطومة خلفا لبودن
في خطوة مفاجئة خلال ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، قرر رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد إنهاء مهمات رئيسة الحكومة نجلاء بودن وتعيين أحمد الحشاني خلفاً لها.
وخلال إشراف سعيد على أداء الحشاني اليمين الدستورية بقصر قرطاج، شدد رئيس تونس على أن "هناك تحديات كبيرة لا بد من أن نرفعها بإرادة قوية من أجل الحفاظ على وطننا والسلم الأهلي داخل المجتمع".
وبينما لم يذكر بيان رئاسة الجمهورية أسباب الإقالة إلا أن تدهور الوضع الاقتصادي وتداعياته الاجتماعية سرعت الإجراء.
اختيار صائب
ويرى رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية كمال بن يونس أن "استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عجلت بإقالة نجلاء بودن، علاوة على عجزها عن رفع التحدي الأكبر الذي يعتبره قيس سعيد أولوية قصوى وهو مقاومة الاحتكار وتوفير المواد الأساس للتونسيين".
ويرى بن يونس أن "اختيار المدير العام السابق في البنك المركزي الذي عمل في مجال الاقتصاد والمال لأكثر من 30 عاماً صائب، من أجل إعطاء أولوية للملف الاقتصادي بعد أن تم تضخيم الملفات السياسية على حساب الملفات الاقتصادية والاجتماعية منذ عام 2011".
وأكد رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية أن "تكليف رئيس حكومة له خلفية اقتصادية خطوة ضرورية خلال المرحلة الراهنة، لما تعيشه تونس من تدهور اقتصادي له تداعياته الاجتماعية"، مشيراً إلى أن "الفرصة اليوم ملائمة لتشخيص الوضع الاقتصادي والمالي"، ومعرباً عن "أمله في تحسن المؤشرات التنموية في البلاد".
أزمة الخبز
ويرى المتابعون للشأن العام في تونس أن أزمة الخبز الأخيرة والتخوف من احتقان اجتماعي جراء عدم توفر المواد الغذائية الأساس عجلتا بتغيير رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
وكان قيس سعيد دعا إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة تتعلق بالخبز لوضع حد للعملية الملتوية لرفع الدعم"، مضيفاً أن "الخبز خط أحمر بالنسبة إلى التونسيين".
إقالة متوقعة
من جهته يعتبر الكاتب الصحافي والنائب السابق في البرلمان هشام الحاجي أن "إقالة نجلاء بودن كانت متوقعة لأنها فشلت في إدارة مختلف الأزمات التي تعيشها تونس، وبخاصة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الحاجي إلى أنه "على رغم تراجع الحركات الاحتجاجية لم توفق الحكومة في تحسين الظروف الاجتماعية للتونسيين، بل التهبت الأسعار وتراجعت القدرة الشرائية مما خلق تخوفاً من تدهور الأوضاع الاجتماعية في البلاد".
وأضاف النائب البرلماني السابق أن "نجلاء بودن لا تملك تجربة سياسية وإدارية كبيرة تخولها إدارة الأزمات بحكمة وإيجاد الحلول المناسبة".
وبخصوص الأولويات أكد الحاجي أنها "اقتصادية واجتماعية من خلال التوجه نحو إنتاج الثروة وتحريك عجلة النمو الاقتصادي والحد من دوامة الاقتراض، وكذلك العمل على إعادة تموقع تونس في الخريطة الإقليمية والدولية"، معرباً عن "أمله في أن يحسن رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني إدارة أزمات البلاد المتعددة".
مهمة صعبة
وفي المقابل أكد وزير التجارة الأسبق محسن حسن "صعوبة مهمة رئيس الحكومة الجديد في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه تونس والذي طاول الحياة المعيشية اليومية للمواطن وعلى رأسها الخبز"، معرباً عن أمله في أن "يكون لدى الحشاني القدرة على التشخيص الجيد لمعالجة الوضع المتردي"، داعياً إلى "ضرورة إيجاد حلول للحد من ارتفاع الأسعار".
وكانت حكومة بودن تعرضت إلى انتقادات عدة بسبب سوء إدارتها لأزمة البلاد، إذ وصف المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري الحكومة بأنها "فاشلة وعليها أن ترحل"، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أنه "منذ تعيينها لم تحل أي مشكلة في القضايا المطروحة، وهي عاجزة عن إدارة أي ملف".
وفي الوقت نفسه دعت "حركة الشعب" رئيس الجمهورية إلى إقالة حكومة نجلاء بودن وتعيين حكومة سياسية، في حين يأتي تعيين الحشاني مع تزايد الأزمة الاقتصادية والمالية وسط تخوف جدي من عجز تونس عن الالتزام بسداد ديونها الخارجية البالغة أكثر من 80 في المئة من الناتج المحلي.
رجل الاقتصاد
ويعتبر رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني رجل اقتصاد وقانون، إذ حصل على الشهادة في القانون من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس العاصمة، وشغل منصب المدير العام للبنك المركزي التونسي، فيما لم يعرف عنه أي نشاط سياسي، لكن التونسيين يأملون في إجراءات عاجلة تخفف وطأة الأزمة الاقتصادية وتحد من تداعياتها الاجتماعية، فهل ينجح رجل الاقتصاد في إخراج البلاد من أزمتها؟