ملخص
الأموال التي جمدها وزير المالية تهدف إلى تضييق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات تعليمية ومشرعون يصفون القرار بأنه عنصري
جمد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأموال المخصصة للبلدات العربية وبرامج التعليم الفلسطينية في القدس الشرقية، متذرعاً بمخاوف من الجريمة وأخرى تتعلق بالسلامة، مما أثار اتهامات له بالعنصرية.
قال سموتريتش، العضو البارز في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القومية الدينية، أمس الإثنين إن بعض أموال الموازنة المخصصة للمجالس المحلية العربية كانت بمثابة رشوة سياسية من الحكومة السابقة وقد ينتهي بها الأمر في أيدي "المجرمين والإرهابيين".
وأضاف سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية المؤيد للاستيطان، الذي أثارت تصريحات سابقة أدلى بها في شأن الفلسطينيين إدانة دولية، أن "أولويات حكومتنا القومية مختلفة عن أولويات الحكومة اليسارية السابقة وينبغي ألا نعتذر عن ذلك".
وكانت هيئة البث العام الإسرائيلية (راديو كان) أول من أورد الأخبار في شأن التجميد أول من أمس الأحد، عندما نشرت رسالة من وزير الداخلية موشيه أربيل إلى سموتريتش يحثه فيها على الإفراج عن 200 مليون شيكل (54 مليون دولار) من الأموال المخصصة للإدارة و100 مليون أخرى للتنمية الاقتصادية.
غلق الفجوات
واتهم النائب منصور عباس، الذي يترأس القائمة العربية الموحدة، سموتريتش بالعنصرية. وقال إن المواطنين العرب يحق لهم الحصول على تلك الأموال، موضحاً "في الحقيقة أن هذه الأموال استحقاق للمجتمع العربي وجاءت تحت عنوان غلق الفجوات بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي".
ويشكل المواطنون العرب، ومعظمهم من نسل فلسطينيين بقوا في دولة إسرائيل الجديدة بعد حرب عام 1948، نحو 20 في المئة من سكان إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب للتعليق، بينما اتهم زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد سموتريتش بالعنصرية، من خلال "إساءة معاملة المواطنين العرب لمجرد أنهم عرب".
وتعاني الأقلية العربية في إسرائيل على مدى عقود من تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بالمواطنين اليهود، بما في ذلك ارتفاع معدلات الفقر وضعف البنية التحتية في المدن المكتظة وضعف التمويل للمدارس.
قال أمير بشارات المدير العام للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية إن الأموال الإضافية التي خصصت في عام 2022 لصالح 67 مجلساً عربياً، هي إقرار من الدولة بسنوات من تخصيص موارد غير كافية للبلدات العربية.
وأضاف أن التجميد قد يعني أن المجالس قد تعجز عن توفير الخدمات الأساسية مثل جمع القمامة أو إعادة فتح المدارس بعد العطلة الصيفية.
"كراهية وعنصرية"
قال سموتريتش إنه سيتم أيضاً تجميد مبلغ منفصل قيمته 200 مليون شيكل كان يهدف لتشجيع الدراسات الأكاديمية بين الفلسطينيين من القدس الشرقية، إلى حين يقضى على ما وصفه بأنه "نشاط إسلامي متطرف" في الحرم الجامعي.
وفي مايو (أيار) مددت الحكومة خطة خماسية لعام 2018 بقيمة 2.1 مليار شيكل تهدف إلى تحسين التعليم والتوظيف والصحة والبنية التحتية في القدس الشرقية التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها في خطوة غير معترف بها دولياً.
وتتضمن الخطة برامج لمساعدة الفلسطينيين، الذين يشكلون ما يقرب من 40 في المئة من سكان القدس ونحو ثلثيهم تحت خط الفقر، في الاندماج في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.
قال سموتريتش إن خطة القدس الشرقية الجديدة ستتضمن زيادة في الموازنة الإجمالية، لكنه أضاف أنه على رغم أن تشجيع الدراسات الأكاديمية بين الفلسطينيين في المدينة قضية جديرة بالاهتمام، فقد ترتب على ذلك عواقب غير جيدة.
وقال على "فيسبوك" رداً على تقرير هيئة البث العام الإسرائيلية "خلال السنوات الأخيرة تكونت خلايا إسلامية متطرفة في الجامعات والكليات الإسرائيلية، تعرب مراراً وتكراراً عن تضامنها مع أعداء إسرائيل".
ولم يتضح ما البيانات أو الأبحاث التي استند إليها سموتريش في ادعاءات التطرف، على رغم أنه استشهد باحتجاجات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين خلال حرب عام 2021 بين إسرائيل وغزة، ورفضت المؤسسات الأكاديمية المعنية ادعاءه.
وأعربت الجامعة العبرية في القدس، إلى جانب ثلاث مؤسسات أخرى، عن صدمتها من قرار سموتريتش الذي سيؤثر في مئات الطلاب الفلسطينيين، وحثت نتنياهو على عدم السماح بانتشار "الأصوات التي تروج للكراهية والعنصرية".
وأضافت الجامعة أن مسؤولي الأمن أوضحوا أن قرار سموتريتش سيترتب عليه نتائج عكسية.