قال وليام لاي نائب رئيسة تايوان خلال زيارة للولايات المتحدة نددت بها الصين إنه إذا كانت تايوان آمنة سيكون العالم آمناً، وكرر في الوقت نفسه استعداده للتحدث مع الصين.
ويعد لاي المرشح الأبرز لتولي منصب رئيس تايوان في الانتخابات التي ستجرى في يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو موجود في الولايات المتحدة في ما يعد رسمياً توقفاً عابراً في طريقه إلى باراغواي لحضور مراسم تنصيب رئيسها الجديد. وباراغواي واحدة من 13 دولة فقط تحافظ على علاقات رسمية مع تايوان التي تطالب الصين بالسيادة عليها.
وقال لاي في تصريحات له على مأدبة غداء في نيويورك، "نحن بالفعل على الطريق الصحيح. لا نخاف أو نتراجع بسبب التهديدات الاستبدادية المتزايدة. علينا أن نتحلى بالشجاعة والقوة لمواصلة تنمية تايوان على طريق الديمقراطية".
وتكن الصين كراهية خاصة تجاه لاي الذي وصف نفسه في السابق بأنه "طرف فاعل في استقلال تايوان". ومع ذلك قال لاي مراراً خلال حملته الانتخابية إنه لا يسعى إلى تغيير الوضع الراهن لكن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه أن يقرر مستقبله.
وتعهد لاي بالحفاظ على السلام والوضع الراهن.
وقال لاي مجدداً إنه من منطلق الكرامة والمساواة فإنه "على استعداد تام" للتحدث مع الصين والسعي لتحقيق السلام والاستقرار باتباع سياسات رئيسة تايوان تساي إينغ وين.
لكنه أوضح أنه سيحمي سيادة تايوان وأن شعب تايوان هو وحده الذي يمكنه تقرير مستقبله مشيراً إلى أن جمهورية الصين، الاسم الرسمي لتايوان، وجمهورية الصين الشعبية "ليسا خاضعين لبعضهما بعضاً".
الصين تتوعد
وكانت الصين توعدت أمس الأحد باتخاذ "إجراءات حازمة وقوية" رداً على زيارة نائب رئيسة تايوان ويليام لاي إلى الولايات المتحدة التي أكدت أنها تراقبها عن كثب.
وتوقف لاي، المرشح لانتخابات تايوان الرئاسية العام المقبل، في الولايات المتحدة كنقطة عبور في طريقه من وإلى باراغواي، حيث سيحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب سانتياغو بينيا.
وتطالب الصين بتايوان وتعهدت بضمها وإن كان بالقوة، فيما تكثف الضغط السياسي والعسكري عليها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على الإنترنت إن "الصين تتابع عن كثب تطورات الوضع، وستتخذ إجراءات حازمة وقوية لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".
يتحدث لاي بشكل أكثر صراحة من الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين عن تأييده لاستقلال تايوان، علماً بأن بكين تتبنى موقفاً معادياً للأخيرة على اعتبار أنها ترفض القبول بفكرة أن تايوان تابعة للصين.
وسبق للطبيب الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد وتحول إلى شخصية سياسية أن وصف نفسه بأنه "عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان" وشدد هذا الأسبوع لدى تحدثه مع قناة تلفزيونية محلية بأن تايوان "ليست جزءاً من جمهورية الصين الشعبية".
وقال إن "جمهورية الصين وجمهورية الصين الشعبية غير تابعتين لبعضهما بعضاً"، مستخدماً الاسم الرسمي لتايوان.
ولدى وصوله إلى نيويورك الأحد، قال لاي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) "سعيد بوصولي إلى التفاحة الكبيرة، رمز الحرية والديمقراطية والفرص"، مضيفاً أن ممثلين عن "المعهد الأميركي في تايوان" الذي يعد بمثابة سفارة تايوان في الولايات المتحدة بحكم الأمر الواقع، استقبلوه في المطار.
وتابع "أتطلع للقاء أصدقاء وحضور برامج في إطار الترانزيت في نيويورك".
ولقي لاي استقبالاً حاشداً لدى وصوله إلى الفندق، حيث رحب به أشخاص يلوحون بعلم أبيض وأخضر يعد رمزاً يستخدمه المؤيدون لاستقلال الجزيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتوقع بأن يواصل لاي رحلته إلى باراغواي ليتوقف بعد ذلك في سان فرانسيسكو في طريقه للعودة.
وأشار في تغريدة عبر منصة "إكس" الأحد إلى أنه سيلتقي رئيسة "المعهد الأميركي في تايوان" لورا روزنبرغر في سان فرانسيسكو الأسبوع المقبل.
خلال الأسبوع الذي سبق مغادرة لاي، نفذ الجيش الصيني توغلات تعد أكبر من المعتاد حول مياه وأجواء تايوان، علماً بأن بكين تقوم بهذه العمليات بشكل شبه يومي منذ أكثر من عام.
والأربعاء، ذكرت وزارة الدفاع بأن 33 طائرة حربية صينية وست سفن رصدت في محيط الجزيرة خلال 24 ساعة.
مثير للمشاكل
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "الصين تعارض بشدة أي شكل من أشكال التواصل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان وتعارض بحزم الانفصاليين الساعين إلى (استقلال تايوان) الذين يدخلون الولايات المتحدة تحت أي مسمى ومبرر كان، كما تعارض بشدة أي اتصال رسمي بين الولايات المتحدة والجانب التايواني".
وأضاف المصدر أن "الصين تعرب عن عدم رضاها القوي وتدين بشدة إصرار واشنطن على ترتيب (ترانزيت) ويليام لاي في الولايات المتحدة"، واصفاً المسؤول التايواني بأنه "انفصالي ومثير للمشكلات".
وذكر الناطق باسم الخارجية الصينية بأن "واشنطن وتايبيه، بالتعاون معاً، تسمحان لوليام لاي بالمشاركة في أنشطة سياسية في الولايات المتحدة تحت ذريعة (الترانزيت)".
وتابع "ينتهك ذلك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة ويقوض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها".
في المقابل قال مجلس شؤون البر الرئيس الصيني في تايوان إن الصين هي المثير الفعلي للمشكلات، مشيراً إلى نزاعها مع الفيليبين هذا الشهر في بحر الصين الجنوبي واستمرار المضايقات العسكرية لتايوان، ضمن ممارسات أخرى.
وقال المجلس في بيان "تدافع حكومتنا بقوة عن سيادة وأمن البلاد وتحمي خطوط الدفاع عن الديمقراطية والحرية. لن نتراجع أبداً أو نستسلم".
تكن الصين كراهية خاصة تجاه لاي الذي وصف نفسه في السابق بأنه "طرف فاعل في استقلال تايوان". ومع ذلك قال لاي مراراً خلال حملته الانتخابية إنه لا يسعى إلى تغيير الوضع الراهن لكن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه أن يقرر مستقبله.
زيارة "متواضعة المستوى"
وقال مصدر مطلع على خطط الجولة، إن لاي سيلتقي تايوانيين مغتربين في حفلات استقبال خلال التوقف في نيويورك ويلقي خطاباً.
وأضاف المصدر أن لاي لن يلتقي نواباً أميركيين، وسيبقي الزيارة "متواضعة المستوى"، بما يتماشى مع موقف تايبيه وواشنطن المماثل "لإدارة المخاطر بشكل مشترك عند مواجهة موقف استبدادي في هذا الوقت الحرج".
وقالت لورا روزنبرغر رئيسة المعهد الأميركي في تايوان، وهو منظمة غير ربحية معنية بالعلاقات غير الرسمية مع تايوان تديرها الحكومة الأميركية، عبر منصة "إكس" إنها ستلتقي مع لاي في سان فرانسيسكو التي من المقرر أن يصل إليها الأربعاء في طريق العودة إلى بلاده.
وقال مسؤولون تايوانيون إن الصين ستستخدم توقف لاي في الولايات المتحدة ذريعة لبدء تدريبات عسكرية هذا الأسبوع على الأرجح بالقرب من تايوان لترهيب الناخبين قبل انتخابات العام المقبل كي تجعلهم "يهابون الحرب".
ونشرت قيادة المنطقة الشرقية في جيش التحرير الشعبي الصيني، المسؤولة عن المنطقة المحيطة بتايوان، اليوم على حسابها على منصة "وي تشات" مقطع فيديو قصيراً يظهر طائرات مقاتلة تمارس تدريبات على مناوشات من مدى قريب في مكان غير معلوم، قائلة إن قواتها شاركت أخيراً في "تدريب جوي مكثف جداً".
وتأتي توقفات لاي العابرة في الولايات المتحدة بينما تحاول بكين وواشنطن تحسين العلاقات بينهما.
وتشمل هذه الخطوات زيارة محتملة قد يقوم بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي للولايات المتحدة التي يمكن أن تمهد الطريق لعقد اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ هذا العام.
وكثفت الصين من أنشطتها العسكرية حول تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية في محاولة لإجبار الجزيرة على قبول سيادة بكين عليها.
ونفذت الصين مناورات حربية حول تايوان في أبريل (نيسان) اعتراضاً على لقاء رئيسة تايوان تساي إينغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في كاليفورنيا أثناء توقفها في طريق العودة إلى تايبيه قادمة من أميركا الوسطى.