ملخص
أظهر بحث جديد أن نحو نصف عدد مستخدمي "تويتر" الذين اعتادوا على نشر محتوى يتعلق بقضايا المناخ والبيئة، قد تخلوا عن منصة التواصل الاجتماعي، منذ تولي إيلون ماسك زمام الأمور فيها، ما أثار مخاوف في شأن "الآثار المقلقة" لهذا النزوح الجماعي.
أظهر بحث جديد أن نحو نصف عدد مستخدمي "تويتر" الذين اعتادوا على نشر محتوى يتعلق بقضايا المناخ والبيئة، قد تخلوا عن منصة التواصل الاجتماعي، منذ تولي إيلون ماسك زمام الأمور فيها، ما أثار مخاوف في شأن "الآثار المقلقة" لهذا النزوح الجماعي.
ويؤكد البحث - الذي نُشر يوم الثلاثاء الفائت في مجلة "الاتجاهات في علم البيئة والتطور" Trends in Ecology & Evolution - أن نحو نصف مستخدمي "تويتر" الذين تم تحديدهم على أنهم معنيون بمواضيع البيئة قد أوقفوا نشاطهم على المنصة.
وقد عمل واضعو الدراسة على تحليل عينة من 380 ألف مستخدم، قاموا بالتغريد عن المناخ والبيئة مرة واحدة على الأقل كل 15 يوماً. وتبين من البحث أنه في غضون 6 أشهر من تولي ماسك المسؤولية، أصبح نحو 47.5 في المئة من هؤلاء المستخدمين غير نشطين.
وعلى سبيل المقارنة، نظر الباحثون أيضاً في مجموعة أخرى منفصلة مؤلفة من 458 ألف مستخدم قاموا بالتغريد حول السياسة الأميركية، فلاحظوا أن 21 في المئة فقط من هؤلاء المستخدمين أصبحوا غير نشطين في الفترة نفسها.
البحث أجري في الفترة الممتدة ما بين ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022 ومايو (أيار) من عام 2023، وقادته شارلوت تشانغ الأستاذة المساعدة في علم الأحياء والتحليل البيئي في "كلية بومونا" للفنون الحرة في كاليفورنيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى الباحثون أن هذا النزوح الجماعي يسلط الضوء على الآثار الملموسة للتغييرات في ملكية "تويتر"، وطريقة تأثير النهج التشغيلي للمنصة على العالم الحقيقي.
وكتب مؤلفو الدراسة أن "موقع ’تويتر‘ كان المنصة المهيمنة بين وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى أصحاب المصالح البيئية المتنوعة، لجهة التواصل في ما بينهم، والتنظيم حول أهداف الدفاع عن البيئة، وتبادل الأفكار، والبحث، وبلورة الفرص الجديدة للتعاون".
ولفتوا إلى أنه "لا يوجد في الوقت الراهن أي بديل في الأفق ليحل مكان "تويتر"، ما يعرض للخطر المشاركة القوية للأفكار حول مواضيع كتلك التي تتعلق بالاستجابة لكوارث الطقس المتطرف، والحفاظ على التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ".
تجدر الإشارة إلى أن عملاق التواصل الاجتماعي، الذي يُشار إليه الآن باسم "إكس" X ، خضع لسلسلةٍ من التحولات والتعديلات الجوهرية بعد الاستحواذ عليه من قبل مؤسس شركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، علماً أنه لطالما كانت المنصة بمثابة قناةٍ حيوية للحصول على معلوماتٍ فورية وآنية، إضافة إلى دورها على صعيد حشد الدعم الجماعي لقضية ما.
وتشير النتائج الجديدة للدراسة، إلى أن خطاب الكراهية قد زاد بشكل كبير بعد بيع "تويتر"، وأن التفاعل زاد بشكل ملحوظ بالنسبة إلى الجهات اليمينية المثيرة للخلافات والجدل.
ورجح أخيراً الباحثون أن تكون للتغييرات التي طرأت على "تويتر" - منذ عملية الاستحواذ على المنصة - تأثيراتٌ مضاعفة أيضاً على الشرائح الأخرى للمستخدمين، مثل النشطين في مجال سياسة المناخ، أو الاستجابة المستقبلية للكوارث بعد أحداث الطقس المتطرفة.
© The Independent