ملخص
تعاقبت على قرية "تل السلطان" 29 حضارة
على تل يشرف على مدينة أريحا الحالية أقيمت واحدة من أقدم القرى الزراعية المحصنة حول العالم، والتي تعود إلى أكثر من 12 ألف سنة، وهي قرية "تل السلطان".
وساهمت القرية في تطور الحضارة الإنسانية عبر زراعة الأرضي، فإلى جانب أهم ينابيع المياه في فلسطين، نشأت الحضارة النطوفية فيها عام 10500 (قبل الميلاد) وسكنها نحو ثلاثة آلاف شخص.
وتعاقبت على قرية "تل السلطان" 29 حضارة بدأت بالنطوفية، مررواً بالعصور الحجرية والبرونزية، ثم الحكم اليوناني، فالروماني، وانتهاءً بالإسلامي.
ولم تنتقل القرية إلى موقعها الحالي إلا بعد تدمير الفراعنة "تل السلطان" القديمة عام 1550 (قبل الميلاد) وتأسيس مدينة أريحا، والتي تعني "آلهة القمر"، حيث جذبت مياه أخفض منطقة في العالم ومياهها وطقسها الدافئ وتربتها الخصبة الإنسان لكي يزرعها بعد أن كان يعيش على جمع المواد الغذائية وصيد الحيوانات.
وفي عام 1952 كشفت الحفريات الأثرية التي قامت بها عالمة الآثار البريطانية كاثلين كنيون عن قرية زراعية محصنة تحيط بها أسوار مرتفعة وبرج حجري شبه دائري يعد من أقدم الأبنية المعمارية التي ما زالت قائمة في العالم.
وبارتفاع ثمانية أمتار وقطر تسعة أمتار يشرف البرج على كامل غور الأردن، والذي يضم ممراً مسقوفاً بالحجر ودرجاً داخلياً.
وعثر علماء الآثار في "تل السلطان" على ختم يحمل الاسم الكنعاني لأريحا "يريحو" في دلالة على الاستمرارية الحضارية للمدينة عبر الأجيال المتعاقبة على مدى أكثر من 3500 عام، بحسب مدير عام التراث العالمي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أحمد الرجوب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وترتفع "تل السلطان" 21 متراً عن سطح البحر فيما تنخفض أريحا بنحو 250 متراً.
على مقربة من البحر الميت وفي محيط الموقع الأثري عثر العلماء على أطلال أقدم قرية محصنة في العالم، حيث تعمل وزارة السياحة والآثار الفلسطينة على إدراج "تل السلطان" على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" للتراث العالمي.
وبعد أن صوتت المنظمة بشكل مبدئي على قبول ترشيح "تل السلطان"، فإن القرار النهائي سيكون خلال اجتماع الهيئة التنفيذية بـ"اليونيسكو" في العاصمة السعودية الرياض الشهر المقبل.
ولأكثر من أربع سنوات، استمر عمل طواقم وزارة السياحة والآثار الفلطسطينية على ملف إدراج "تل السلطان" على لائحة "اليونيسكو".
وقال الرجوب إن الخطوة تهدف إلى "الحفاظ على الأهمية الحضارية الاستثنائية للقرية، والحفاظ عليها من التدمير وتحويل الموقع إلى مقصد للسياحة المحلية والعالمية"، ولذلك بدأت وزارة السياحة مشروعاً لتطوير وإعادة تأهيل الموقع بدعم إيطالي بهدف إبراز المعالم التاريخية فيه بأدوات تكنولوجية حديثة، بحسب قوله.
وشدد الرجوب على أن إدراج "تل السلطان" على قائمة التراث العالمي سيعمل على "حماية الهوية والرواية الفلسطينية، وسيسهم في تعزيز الجوانب الاقتصادية والسياحية للمنطقة"، كما "ستعزز مكانة فلسطين في العالم، من خلال زيادة عدد الزوار والسائحين إلى الموقع، بما يسهم في إبراز التراث الفلسطيني وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة".