ملخص
مقدمة برنامج على راديو 5 لايف "بي بي سي" تستقيل من مهامها لتهتم بأطفالها.
إن كنتم تتساءلون عن سبب مغادرة هيلين سكيلتون برنامجها على راديو 5 لايف (Radio 5 Live) التابع لهيئة القناة البريطانية "بي بي سي" لقضاء مزيد من الوقت مع أولادها إيرني، 8 سنوات، ولويس، 5 سنوات، وابنتها الصغرى ألسي، 16 شهراً، بوسعي أنا أن أخبركم. الجواب بسيط: الأم العاملة هي أصعب وظيفة على الإطلاق.
مع صوتها الذي يرتجف تأثراً، شرحت سكيلتون على الهواء قائلة، "لست على ما يرام لأنني اتخذت هذا القرار، ولكن للضرورة أحكام. التوفيق بين الأمرين صعب للغاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت سكيلتون قد تسلمت منصبها من لورا ويتمور منذ عام في الفقرة التي تبث صباح يوم الأحد، ولكن يبدو واضحاً أنها حالة من تأنيب ضمير مخيفة التي تراود الأم فيما أصبح التوفيق بين العمل والعائلة مرهقاً ومضنياً.
وأنا أشعر تماماً بذلك التمزق الذي تشعر به لأن علينا الاختيار بين العمل وعدم العمل، فنحن النساء لا يمكننا الحصول على كل شيء تماماً.
ترغب غالبية الأمهات من بيننا أن يكن حاضرات قدر الإمكان في حياة أولادنا إن أمكننا ذلك. ولهذا السبب لم يكن قرار مقدمة البرامج التلفزيونية والإذاعية بالتوقف عن العمل "في الوقت الحالي" نهائياً.
فهي تريد أن تكون حاضرة في حياة ابنها البالغ 8 سنوات، والذي يحتاج إليها. ولا ألومها: أنا أيضاً لدى أولاد صغار وغالباً ما يقال لي إن هذه المرحلة من الاعتناء بالأطفال تمر سريعاً كالبرق. وسرعان ما تجدون أولادكم يتحولون إلى مراهقين لا يأبهون لكم في أنحاء ويستفيلد حاملين هواتفهم الخلوية.
تقوم سكيلتون، 40 سنة، بتربية أولادها بشكل مشترك مع زوجها السابق ريتشي مايلر، 33 سنة، نجم دوري الرغبي الإنجليزي وفريق ليدز رينوس، بعد انفصالهما العام الماضي. وأضافت أنها تود أن تكون موجودة لمشاهدة أولادها يلعبون في مبارياتهم الرياضية خلال عطلات نهاية الأسبوع وقالت للمستمعين "هنالك ولد مهمش يبلغ 8 سنوات يحتاج إلى بشدة".
أن تكون الأم امرأة عاملة مع أولاد صغار هو وضع مستحيل. عندما كان طفلاي لولا وليبرتي – 5 و7 سنوات حالياً – صغيرين لارتياد المدرسة، كان بوسعي العمل بدوام جزئي وبحسب، لأنني كنت عاجزة عن تحمل كلفة رعاية الأطفال المرتفعة والتي بلغت 15 جنيهاً استرلينياً في الساعة في غالبية الأحيان.
وعلى غرار كثير من صديقاتي الأمهات، ما زلت أجد نفسي في نهاية المطاف أمام موقف عبثي سخيف يتحتم فيه أن أدفع كل راتبي لمقدمة رعاية أخرى تهتم بأولادي في حين أن جل ما أريده هو الاعتناء بهم بنفسي.
أشعر بغصة في قلبي عندما أعمل وأنا أتلقى الأحداثيات المعتادة على تطبيق "واتساب" من المربية مع صور لأولادي وهم يلعبون في الرمال أو المتنزه المائي وتبدو عليهم السعادة والبهجة. لماذا لست هناك؟ لماذا أعطي راتبي لحاضنة أطفال؟
أشعر بنزاع يندلع في داخلي. فمن جهة، يجعلني ذلك أشعر بالسعادة لأنهم سالمين ويحظون بأوقات جيدة، ولكن من جهة أخرى، قلبي ينفطر. وما يزيد الطين بلة هو أنني على غرار الأمهات الأخريات، أعاني تأنيب ضمير الأم. فأنا أشتاق لأولادي ويتآكلني الذنب لأنني أشعر بأنني فاشلة كمقدمة رعاية لهم. "أمي، لماذا يتحتم عليك العمل؟" يصرخون باكين. وأنا أجيبهم "لكي أشتري لكم ألعاباً"، وأنا أوصلهم إلى متحف العلوم برفقة المربية. ومن ثم أقوم بالمقارنة وأغرق في اليأس. أرى أمهات أخريات يتجولن ويتسكعن برفقة أولادهن كما لو كن من عائلة "والتون" (عائلة أميركية فاحشة الثراء) وأشعر بأنني أم سيئة. كما يتآكلني الشك عندما أضعهم أمام شاشة التلفاز مجدداً وأشتاق إلى أن أكون حاضرة أكثر معهم عوضاً عن إنهاء مشروع عمل كالعادة.
لا أبذل ما يكفي من الجهد لأعلم ليبرتي القراءة، ولست موجودة في أيامهما الرياضية لأن أمامي مهلة محددة لتسليم العمل. وعندما تسر لي لولا أنها تشعر بأنها "تركت" الدمية القطة التي تملكها لأن المربية طلبت منها أن تتركها في المنزل، أشعر بالذنب يسيطر عليَّ. هل هذا هو شعور ولدي تجاهي؟
يبدو الأمر غير عادل. نحن في عام 2023: لماذا بوسع الرجال الحصول على كل شيء ولا يزال هذا مستحيلاً على النساء؟
لا يتعلق الأمر بكوني أم عازبة، فحتى صديقاتي المتزوجات اللاتي يصل إلى أيديهن راتبان في نهاية الشهر يشعرن أيضاً بهذا الضياع والتمزق.
لقد أقدمت سكيلتون على خطوة شجاعة ومؤلمة في الابتعاد عن مكان العمل. يبدو أنها تشعر بالحاجة لأن تكون موجودة مع أولادها بشكل أكبر، وهذا جيد لها.
على غرار سكيلتون، أعرف مدى صعوبة أن تكون المرأة أماً عاملة. الأمر أشبه بأن تكوني عالقة بين المطرقة والسندان طيلة الوقت. لهذا، برأيي، "هي لا تشعر أنها بخير لاتخاذها هذا القرار". فهي ليست سعيدة بقرارها، ولكنها مستعدة للتضحية من أجل أولادها، وهذا هو جوهر الأمومة.
إنه لأمر مؤسف فحسب ألا تتمكن النساء من الحصول على كل شيء في المقام الأول.
© The Independent