Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنضم الجزائر إلى مجموعة "بريكس"؟

أوفدت الحكومة الجزائرية وزير المالية عبدالعزيز فايد ما أوحي بأن توسيع دائرة أعضاء المجموعة مؤجل إلى حين

أوفدت الجزائر وزير المالية عبد العزيز فايد للمشاركة في قمة مجموعة دول "بريكس" بمدينة جوهانسبورغ (أ ف ب)

ملخص

لم يسجل منتدى جوهانسبورغ حضور رؤساء أو ملوك دول وإنما ممثلين حكوميين وقد دعي ما مجموعه 69 دولة لحضور القمة

لم يحضر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قمة "بريكس" المنظمة في جنوب أفريقيا، تاركاً وراءه تساؤلات حول الأسباب على رغم أن الحديث الذي سبق القمة لم يتطرق إلى مشاركة رسمية، إلا أن الاهتمام الذي أولته الجزائر لمسألة الانضمام إلى هذا التكتل جعل من غياب الرئيس تبون عن القمة يفتح باب التأويلات على مصراعيه.

عكس التوقعات

وعلى عكس توقعات أطراف محلية ودولية عدة، لم يحضر الرئيس الجزائري قمة مجموعة دول "بريكس" التي انطلقت أمس الثلاثاء في مدينة جوهانسبورغ، وفي حين تبقى قائمة الملفات المقرر مناقشتها متنوعة غير أن مسألة توسيع هذا التكتل أهم ما يجلب انتباه المتابعين، لا سيما الدول التي أبدت رغبتها في الانضمام وعددها يفوق الـ20، منها سبع دول عربية.

وأوفدت الجزائر وزير المالية، عبدالعزيز فايد، للمشاركة في هذه القمة ممثلاً عن الرئيس تبون، الخطوة التي توحي بأن توسيع دائرة أعضاء المجموعة مؤجل إلى حين، أو أن الجزائر ليست معنية بمقعد في هذا التكتل الاقتصادي خلال المرحلة الحالية، على رغم أن منتدى جوهانسبورغ لم يسجل حضور رؤساء أو ملوك دول وإنما ممثلين حكوميين، إذ دعي ما مجموعه 69 دولة لحضور القمة، من بينها جميع الدول الأفريقية.

ويشارك في القمة قادة كل من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، في حين يكتفي الرئيس الروسي بكلمته المسجلة بسبب أمر من المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ويمثّله في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وقال وزير المالية الجزائري، إن حضور الجزائر لقمة "بريكس" يعكس اهتمام الدولة الكبير في تعزيز التعددية العادلة والمُنصفة لإصلاح الحوكمة العالمية، وأضاف خلال التدشين الرسمي للخط الجوي الرابط بين "الجزائر ـ جوهانسبورغ"، أن دعوة الجزائر من قبل جنوب أفريقيا للمشاركة تؤكد عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين.

حضور ليس ضرورياً؟

وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبدالكريم عليوات، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن حضور الرئيس تبون في قمة "بريكس" بجنوب أفريقيا ليس ضرورياً، على اعتبار أن ليس هناك ما يستدعي مشاركته شخصياً، مشيراً إلى أن التطلع الكبير بعد الاهتمام الواسع لمسألة انضمام الجزائر لهذا التكتل هو الذي جعل عدم حضور الرئيس تبون يثير الاستغراب، وقال إن أغلب الحضور من المسؤولين الحكوميين ولا وجود لرؤساء دول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل عليوات، أن التنافس بين الدول على الانضمام لمجموعة "بريكس"، والذي بدأ يأخذ صفة "الخصومة"، إضافة إلى ارتفاع عدد الراغبين في دخول هذا التكتل، ثم عدم التوافق المسجل بين الأعضاء المؤسسين الخمسة، من أهم أسباب غياب التمثيل الرئاسي في جوهانسبورغ، قائلاً: يظهر جلياً أن هناك محاولات تجنب إحراج الدول عبر منح مزيد من الوقت من أجل المشاورات، وقال إن تشابك العلاقات بين الدول وتنوعها بين مختلف الأقطاب يجعل الخروج بقرار قبول انضمام دول على حساب أخرى صعباً، لا سيما في ظل الضغوطات الغربية وتسارع الأحداث الحاصلة في العالم التي تدخل في خانة "الابتزاز" تارة و"التحذير" تارة أخرى، وختم: "يبدو أن مسألة توسيع التكتل مؤجلة إلى حين اتضاح الرؤية".

احتمالات وراء الغياب

من جانبها، تعتبر أستاذة العلاقات الدولية مريم كريمي، أن سوء التفاهم الحاصل بين الهند والصين بخصوص توسيع الأعضاء أكبر عرقلة تواجه الدول الراغبة في الانضمام إلى "بريكس"، على رغم ترحيب الدول الأخرى المؤسسة، وقالت إن الصين تبدي حماسة حيال توسيع التكتل بشكل سريع وزيادة نفوذه، لكن الهند تتوجس من نوايا خصمها الإقليمي.

لكن قد يكون عدم حضور رؤساء وملوك الدول الراغبة في الانضمام يأتي بطلب من قادة "بريكس"، تجنباً للحساسيات والتأويلات، وتجاوزاً لأي تأثير على القمة، تضيف كريمي، التي أبرزت أن تخفيف التمثيل من شأنه منح بعض الارتياح والتخفيف من الضغط بين الأعضاء، على اعتبار أن علاقة كل راغب في الانضمام مع أعضاء "بريكس" ليست متساوية، موضحة أنه يمكن ترقب الإعلان عن قبول عدد من الدول لكنه يبقى احتمالاً ضعيفاً بخاصة في ظل غياب الرئيس الروسي بوتين، وختمت أن عدم حضور الرئيس الجزائري لقمة "بريكس" لم يكن مبرمجاً، كما أنه ليس ضرورياً.

تأجيل الانضمام وإشارات الرئيس

وألقت الجزائر بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي خلال الأسابيع الأخيرة لضمان مقعد لها ضمن مجموعة "بريكس"، وهي التحركات التي تزامنت مع بداية العد التنازلي لعقد قمة قادة المجموعة في مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا بين 22 و24 أغسطس (آب) الجاري، وهو ما تحدث عنه الرئيس تبون في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، بأن الصين وبقية الدول الفاعلة في مجموعة "بريكس"، على غرار روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، تدعم انضمام بلاده إلى هذا القطب الجديد، لكنه لم يجزم بأن الانضمام سيكون خلال القمة المقبلة، وأشار إلى أن أول خطوة قد تكون قبولها كعضو مراقب.

إلى ذلك، يعتقد أستاذ العلوم السياسية توفيق بوقاعدة، أن انضمام الجزائر لـ"بريكس" قد يتأجل خلال القمة لأسباب يرتبط بعضها بالتكتل ذاته ويتعلق البعض الآخر بطبيعة ونمط الاقتصاد الجزائري، موضحاً أنه لم تتضح صورة وآليات توسعة التكتل، وهل يُقدم فعلاً على ضم دول جديدة أم يتم إرجاء ذلك إلى وقت آخر يتسم باستقرار دولي أكثر حتى لا تتم إثارة حساسية قوى غربية من وراء توسعة المجموعة. وأضاف في ما تعلق بطبيعة ونمط الاقتصاد الجزائري، إنه لا يتوافر لحد الآن على أهم ثلاثة عوامل أساسية تفكر المنظمة في إدراجها كشروط أساسية للانضمام بحسب أغلب المتابعين، وهي تنوع الاقتصاد وقيمة الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير