ملخص
أصابع الانتقاد توجه إلى الحكومة البريطانية إثر فرار سجين متهم بالإرهاب
كشفت مصادر استخباراتية عن أنه "بات من شبه المؤكد" أن السجين المتهم بالإرهاب الذي فر من السجن بعد أن ربط نفسه إلى أسفل شاحنة توصيل الطعام، حظي بمساعدة من داخل السجن.
وتجري عملية ملاحقة بعد أن تمكن الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة، 21 سنة، من الفرار من سجن واندسوورث متنكراً بزي طاه صباح الأربعاء (السابع من سبتمبر "أيلول").
ويزعم أن خليفة المتهم بزرع قنابل مزيفة في قاعدة عسكرية "تدرج" إلى محاولة التجسس لصالح إيران بحسب ما علمت "اندبندنت"، علماً أن ملاحقته والبحث عنه على قدم وساق لمنعه من الفرار خارج البلاد.
وقال مسؤول الاستخبارات "كل المؤشرات تدل على أنها كانت عملية منسقة وليس انتهاز فرصة للفرار. بات من شبه الواضح أنه حظي بمساعدة من داخل السجن".
ويأتي ذلك تزامناً مع تصريح وزير العدل أليكس شالك الذي قال "إنه يجب ألا يترك أي مكان من دون تفتيش" للكشف عن طريقة هرب خليفة، في حين اعتبر كبير مفتشي السجون تشارلي تايلور بأن السجن الذي يعود إلى 170 عاماً "كان في وضع مقلق" و"يجب إقفاله".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الجندي السابق اتهم في إطار خرق قانون الأسرار الرسمية من خلال جمع معلومات عن زملائه في القوات المسلحة بشكل قد يخدم العدو. ويزعم بأنه حصل على المواد والوثائق من النظام المشترك لإدارة شؤون الموظفين في وزارة الدفاع.
كما تم اتهام خليفة الذي عمل متخصصاً في تكنولوجيا المعلوماتية في الفيلق الملكي للإشارات بأنه ترك قنابل مزيفة في قاعدة عسكرية. واختفى لثلاثة أسابيع بعد أن زرع الأجهزة في القاعدة قبل أن يتم توقيفه في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي. ونتيجة لذلك فصل من الجيش.
وثم، حاول خليفة وهو مواطن بريطاني يقال إن والده إيراني، نقل المعلومات إلى قوة خارجية يعتقد أنها إيران بحسب ما أفادت مصادر أمنية. وقالت تلك المصادر إنه سعى لكي "يتدرج" إلى التجسس بواسطة المواد التي حصل عليها من وزارة الدفاع.
وفي هذا السياق، قال جندي سابق كان على معرفة وثيقة بالوقت الذي أمضاه المشتبه فيه في الجيش إنه (أي خليفة) لم تبد عليه [علامات] التدين ولم يظهر اهتماماً كبيراً بالسياسة. وأضاف "لم يثر أية مشكلات ولطالما اعتبر شاباً لائقاً ومهذباً".
ويشار إلى أن وحدات الكتيبة 16 للإشارات مرتبطة بأفواج النخبة في خط المواجهة في الجيش البريطاني والتي تضم القوات الخاصة وكتيبة المظليين وكتيبة الجوركا Gurkhas والبحرية الملكية. ويعتقد أن خليفة كان بوسعه الوصول إلى أحدث المعدات الكهربائية الدفاعية.
وفي تحديث، مساء الخميس، كشفت الشرطة عن أن خليفة حظي بـ65 دقيقة فقط للخروج إلى الحرية بين الوقت الذي عبرت فيه شاحنة "بيدفود" لتوصيل الطعام والتي فر على متنها بوابات السجن عند الساعة 7:32 صباحاً والوقت الذي لحقت بها الشرطة وأوقفتها على طريق ريشموند عند الساعة 8:37 صباحاً.
وفي سياق متصل، قال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن دومينيك مورفي إنه "من غير الاعتيادي بعض الشيء ألا يكون هنالك صور أو مشاهد مؤكدة له منذ ذلك الحين".
وفي إطار إطلاع النواب على آخر المستجدات المتعلقة بالملاحقة في وقت مبكر من الخميس، قال الوزير شالك لمجلس العموم إنه جرى العثور على أربطة في الجانب السفلي من الشاحنة المستخدمة للفرار وأضاف "يتم أخذ كل خطوط التحقيق في الاعتبار".
وسيبحث التحقيق المستقل في أسباب وضع المتهم بالإرهاب في السجن المصنف ضمن الفئة "ب" بدلاً من وضعه في سجن "بلمارش" المصنف ضمن الفئة "أ" حيث القيود الأمنية مشددة.
ويتزامن التحقيق بعد بروز مخاوف متعلقة بالأمن في سجن واندسوورث العام الماضي بعيد فرار أحد السجناء عام 2019.
وأفاد تقرير صدر عن تحقيق في أحوال السجن الواقع في جنوب غربي لندن يعود إلى سبتمبر 2021 ولكنه نشر العام الماضي بأن "خرقاً أمنياً خطراً" أدى إلى عملية الفرار السابقة.
وقال المحققون إنهم منحوا "بعض التطمينات" في شأن اتخاذ خطوات للحيلولة من دون حصول المزيد من عمليات الفرار، ولكنهم أشاروا إلى "بعض المخاوف" المرتبطة "ببعض جوانب الإجراءات" الأمنية.
وفي مناقشة للتدابير الأمنية الإضافية بما في ذلك [تلك المتعلقة بمكافحة] تهريب المخدرات، أضاف بيان المحققين "على رغم إدخال بعض التحسينات على إجراءات الأمن المادية الملموسة لمعالجة [مشكلة] إدخال المخدرات إلى السجن فضلاً عن البدء باختبارات المخدرات الإلزامية خلال أسبوع التفتيش، برزت الحاجة إلى تدريب إضافي لطاقم العمل في الأقسام الرئيسة على غرار بوابة الحراسة وغرفة البريد لتقديم مقاربة أكثر تماسكاً".
وفي هذا الإطار، قال الحاكم السابق لسجني بريكستون وبلمارش جون بودمور لـ"اندبندنت" إنه لو كان خليفة في سجن بلمارش "لما كان حصل ذلك" مضيفاً أنه "من غير الاعتيادي" أن يكون متهم بالإرهاب محتجزاً في سجن من الفئة "ب".
وقال إن التفتيش تحت المركبات وفوقها وبداخلها هو إجراء "بديهي" مضيفاً، "حدث خطأ جسيم، سواء كان تواطؤاً مشيناً من داخل السجن أو إخفاقاً جسيماً، لا أعرف، ولكن كلما طاولت فترة وجوده خارج السجن من دون إلقاء القبض عليه تعزز اعتقادي في احتمال التواطؤ أكثر من كون الرجل محظوظاً وانتهز الفرصة للهرب وحسب".
وقال تايلور إن مخاوف في شأن الأمن في سجن واندسوورث أثيرت خلال سنوات عدة، وإنه مع نقص في طاقم العمل "لطالما زادت أخطار حصول الثغرات وارتكاب الأخطاء". وأشار إلى أنه عندما تفقد واندسوورث منذ عامين "كان 30 في المئة من طاقم العمل غير متوفرين لدوام كامل" مما يعني "بأن بعض المهام الأساسية لم تكن تنجز".
ودعا زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى أن ينظر التحقيق في "التقارير السابقة الدامغة في شأن سجن واندسوورث وما تضمنته من مشكلات في شأن نواقص في الطاقم ومسائل مرتبطة بالمباني" مضيفاً أنه خلال السنوات الـ10 الماضية تناوب على وزارة العدل 10 وزراء.
من جهتها، قالت النائبة العمالية عن دائرة توتينغ روزينا ألين-خان إنه سبق لها أن عبرت عن مخاوفها في ما يتعلق بالنقص في طاقم العمل في السجن "منذ أشهر" مشيرة إلى أنه في إحدى الليالي خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان هنالك سبعة ضباط في السجن خلال دورية مسائية لحراسة 1500 سجين. وتابعت "في كثير من الأحيان، لا يملأ سوى نصف الوظائف [لا يتوفر سوى نصف اليد العاملة] في أي نوبة عمل معينة، وأعتقد أنها مجرد مسألة وقت قبل أن تبدأ الأخطاء والحوادث بالوقوع"، وأضافت "أتمنى أن يكون ما حصل بمثابة جرس إنذار للحكومة لكي تصغي إلى طاقم العمل واتحاداته والتفكير في مخرج لترتيب هذه الفوضى".
واعتبر روب بريس من رابطة هوارد للإصلاح الجنائي بأن السجن كان يرزح "تحت ضغط كبير لفترة طويلة"، في حين وجه اتحاد ضباط السجون POA سهام الانتقاد إلى الحكومة لقيامها "بتدمير" خدمة السجن بعد عملية الفرار.
وقال الأمين العام للاتحاد ستيف جيلان "لا يود أحد حصول فرار من السجن ولكن منذ عام 2010 أعلى الاتحاد الصوت ونبه إلى أن التخفيضات والاقتطاعات [في التمويل العام] ستترك تداعيات. لا يمكنكم اقتطاع 900 مليون جنيه استرليني (1123 مليون دولار) من الموازنة مع خفض مستويات التوظيف في أنحاء البلاد وتوقع من خدمة السجون أن تتابع عملها وكأن شيئاً لم يكن"، وحذر بأن "هناك الكثير من الأسئلة الصعبة التي ينبغي الإجابة عنها" مع تطور التحقيق في عملية الفرار، وأردف قائلاً "أتمنى أن ينظر في كل ما حصل واستخلاص الدروس والعبر. إذا اقتطعتم من الموازنة فعليكم تقبل التداعيات المترتبة على ذلك".
وأصر المتحدث باسم مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" على أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على نقص طاقم العمل في عملية الفرار، وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة ريشي سوناك "سيكون ذلك كالتصرف من دون جمع الوقائع. هنالك تحقيق يجري على قدم وساق. نجري أكبر عملية توسيع للسجون تحصل منذ قرن. ورصدنا استثماراً بقيمة أربعة مليارات جنيه استرليني (4.9 مليار دولار) لخلق 20 ألف مكان إضافي في السجون، كما أننا نعد لزيادة رواتب ضباط السجون وبهذا نقوم بزيادة الأماكن [السعة] وكذلك تعزيز عدد طاقم العمل".
© The Independent