ملخص
يصطدم الهجوم الأوكراني المضاد منذ انطلاقه في يونيو بخطوط دفاع قوية بناها الروس، فيما تبحث اليابان مع كييف إعادة الإعمار وضمان الغذاء العالمي.
ناقش وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، اليوم السبت، إعادة إعمار أوكرانيا خلال زيارة لهذه الدولة التي مزقتها الحرب، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال.
وقال شميغال بعد اجتماعه مع هاياشي "لقد ناقشنا آفاق التعاون في إعادة بناء أماكن السكن، وضمان الأمن الغذائي العالمي، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وإزالة الألغام للأغراض الإنسانية".
وأعلنت سفارة اليابان لدى كييف عبر "فيسبوك"، "وصل وزير الخارجية الياباني إلى أوكرانيا"، مرفقة ذلك بمقطع مصور يظهر وصول المسؤول إلى محطة قطارات في العاصمة الأوكرانية.
وأوضحت وزارة الخارجية اليابانية أن هاياشي سيبحث جهود الإعمار مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
ويرافق هاياشي، الذي سيلتقي نظيره الأوكراني دميترو كوليبا ممثلون لشركات يابانية، وفق ما جاء في بيان وزارة الخارجية.
وفي السياق، قال شميغال إن "الشركات اليابانية الكبرى مهتمة بالتعاون الطويل الأمد مع أوكرانيا".
وانضمت اليابان إلى الدول الغربية لفرض عقوبات على موسكو وقدمت لأوكرانيا دعماً مالياً وإنسانياً.
وأشار شميغال إلى أن أوكرانيا تلقت 2.1 مليار دولار كمساعدات مالية من اليابان.
واتخذت طوكيو خطوات نادراً ما تتخذها، إذ أرسلت معدات دفاعية وعرضت استقبال أشخاص يفرون من النزاع، لكن اليابان لم تعرض تقديم دعم عسكري لأن دستورها المعتمد بعد الحرب العالمية الثانية، يحصر قدرتها العسكرية بإجراءات دفاعية فقط.
تفوق جوي
من جهة أخرى، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة بأن التفوق الجوي الروسي "يوقف" الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ أشهر، مبدياً أسفه لـ"بطء" المساعدات العسكرية الغربية ومطالباً بأسلحلة بعيدة المدى وبتشديد العقوبات على موسكو.
وحذر الرئيس الأوكراني أيضاً من أن الوقت ليس في صالح بلاده، معتبراً أن موسكو تعول على فوز الجمهوريين بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نهاية العام المقبل على أمل أن يتضاءل عندها دعم واشنطن لكييف.
كما طالب زيلينسكي بتشديد العقوبات على روسيا وبتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة، مشدداً على حاجتها بأسرع وقت ممكن إلى أسلحة بكميات أكبر ومدى أطول.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر في كييف "كلما طالت المدة زادت معاناة الناس (...) إذا لم نكن موجودين في السماء وروسيا موجودة فيها، فإنها توقفنا من السماء. إنهم يوقفون هجومنا المضاد".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لأنه عندما يتعلق الأمر بفرض عقوبات على روسيا أو تزويد كييف بأسلحة فإن "العمليات تزداد تعقيداً".
وأضاف أنه إذا سلم الغربيون سريعاً بلاده ذخائر بعيدة المدى تتيح قصف الدفاعات والقواعد الخلفية والقدرات اللوجستية الروسية، فإن الجيش الأوكراني سيتقدم في شكل أسرع.
وقال إن "سلاحاً محدداً له تأثير محدد. كلما كان قوياً وبعيد المدى كانت وتيرة الهجوم المضاد أكثر سرعة".
ولم يسلم الغربيون أوكرانيا هذا النوع من الذخائر سوى في شكل محدود، خشية أن تستخدمها في قصف الأراضي الروسية، علماً أن كييف أكدت مراراً أنها لا تنوي استهداف الأراضي الروسية.
تفاوض تسليح
وفي السياق نفسه، تشكو أوكرانيا منذ أشهر بطء المفاوضات حول تسليمها مقاتلات "أف-16"، في حين أنها لا تملك سوى أسطول جوي وصغير ومتقادم يعود إلى الحقبة السوفياتية.
وبعد أشهر من التردد قررت دول أوروبية تزويد كييف عشرات من هذه المقاتلات الأميركية الصنع، لكن وصول هذه الطائرات إلى ساحة المعركة سيستغرق أشهراً إضافية في انتظار تدريب طواقم الطيارين الأوكرانيين عليها.
ويصطدم الهجوم الأوكراني المضاد منذ انطلاقه في يونيو (حزيران) بخطوط دفاع قوية بناها الروس، بما في ذلك حقول ألغام وأفخاخ مضادة للدبابات.
ومع ذلك، فقد حقق الجيش الأوكراني في الأسابيع الأخيرة اختراقاً في الجنوب قد يسمح له بالتقدم لتحقيق أحد أهدافه الرئيسة والمتمثل بقطع خطوط الإمداد الروسية بين شبه جزيرة القرم والمواقع الأمامية الواقعة شمالاً.
وقال قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي عبر الهاتف إنه "على رغم مقاومة العدو الشرسة، فإن جنودنا يواصلون التقدم".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن خلال زيارة إلى كييف الخميس عن مساعدات جديدة من واشنطن بقيمة مليار دولار.
كما وعدت واشنطن هذا الأسبوع بتزويد كييف ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب، في خطوة وصفها الكرملين بـ"أخبار سيئة للغاية".
الانتخابات الأميركية
والجمعة، حذر زيلينسكي من أن الكرملين "يعول على الانتخابات الأميركية" المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 على أمل أن يتراجع هذا الدعم في حال فوز الجمهوريين، لافتاً إلى أن هناك "أصواتاً داخل الحزب الجمهوري تقول إن الدعم لأوكرانيا ينبغي أن يخفض".
وفي شأن الانتخابات في بلاده، قال زيلينسكي إنه "مستعد" لإجراء الانتخابات في زمن الحرب "إذا كان الشعب بحاجة إليها"، محذراً في الوقت نفسه من أن الاقتراع المفترض أن يجرى في 2024 لا يمكن تنظيمه في المناطق المحتلة ولا في المناطق الواقعة على خطوط الجبهة.
ضربات روسية
ميدانياً، قُتل أربعة أشخاص في الأقل في سلسلة ضربات روسية على أوكرانيا.
وتواصل روسيا قصف المدن الأوكرانية، خلال الليل أو عند الفجر في أغلب الأحيان.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو "قُتل ثلاثة مدنيين (رجل وامرأتان) في أودرادوكاميانكا، وجُرح أربعة من السكان المحليين"، واصفاً القصف الجوي الذي وقع في مدينة خيرسون الجنوبية بـ"جريمة حرب".
وفي مدينة كريفي ريغ مسقط رأس الرئيس الأوكراني في جنوب البلاد، أسفر قصف صاروخي لمركز الشرطة عن مقتل شرطي.
وقال كليمنكو إن "عناصر الإنقاذ انتشلوا ثلاثة (أشخاص) آخرين من تحت الأنقاض في حالة حرجة".
وأظهرت صور من المكان دخاناً يتصاعد فوق ركام المبنى بينما كان المنقذون ينقلون أحد الجرحى إلى سيارة الإسعاف.
وفي شمال أوكرانيا، تعرضت منطقة سكنية في مدينة سومي للقصف. ولحقت أضرار بنحو 20 مبنى وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح، وفق الحكومة الأوكرانية.
وإلى الشرق، في زابوريجيا، أصيب رجل في غارة روسية فجراً، وفقاً لرئيس الإدارة العسكرية الإقليمية يوري مالاشكو.
وبينما واصلت روسيا قصف أوكرانيا، فتحت مراكز الاقتراع لانتخابات محلية في جميع أنحاء البلاد، وفي المناطق الأوكرانية الأربع المحتلة جزئياً (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي تم ضمها في عام 2014.
منع هجوم
أكد الملياردير الأميركي إيلون ماسك أنه منع العام الماضي هجوماً أوكرانياً بغواصات مفخخة مسيرة على قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، برفضه طلباً قدمه لشركته الأوكرانيون لتفعيل خدمة الإنترنت عبر نظام "ستارلينك" للأقمار الاصطناعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي منشور على منصته "إكس"، كتب ماسك الخميس "تلقينا طلباً عاجلاً من السلطات الحكومية لتفعيل ستارلينك حتى سيفاستوبول". وأضاف "النية الواضحة كانت إغراق معظم الأسطول الروسي الراسي" هناك.
ومدينة سيفاستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها عام 2014 هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وخدمة الإنترنت عبر شبكة ستارلينك للأقمار الاصطناعية طورتها شركة "سبايس إكس" التابعة لماسك ونشرتها في أوكرانيا بعيد بدء الهجوم الروسي لهذا البلد في فبراير (شباط) 2022. وهذه الشبكة التي تستخدمها القوات الأوكرانية بكثافة في عملياتها الميدانية تعتبر أداة أساسية في ساحة المعركة بالنسبة إلى كييف.
وأوضح ماسك في منشوره أنه "لو وافقتُ على طلبهم، لكانت سبايس إكس متواطئة في عمل من أعمال الحرب وتصعيد للصراع".
وسارع مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك إلى التنديد بتصريحات ماسك. وقال بودولياك إنه "بعدم سماحه للمسيرات الأوكرانية بتدمير جزء من الأسطول العسكري الروسي" فإن ماسك سمح لهذا الأسطول بأن يطلق باتجاه المدن الأوكرانية صواريخ "قتلت مدنيين وأطفالاً". واعتبر المسؤول الأوكراني أن "هذا هو ثمن مزيج من الجهل والغرور الكبير".
وأتى منشور ماسك رداً على مقتطف من كتاب سيرة حياته الذي سيصدر قريباً وهو من تأليف والتر آيزاكسون.
وفي المقتطف الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، كتب آيزاكسون أنه في سبتمبر (أيلول) 2022 "حاول الجيش الأوكراني شن هجوم سري على الأسطول البحري الروسي المتمركز في سيفاستوبول من خلال إرسال ست مسيرات صغيرة تحت الماء محملة بمتفجرات، باستخدام ستارلينك" لإرشاد هذه الغواصات نحو هدفها.
وأضاف الكاتب أن ماسك "تحدث بعد ذلك إلى السفير الروسي لدى الولايات المتحدة... الذي أخبره صراحة بأن هجوماً أوكرانياً على شبه جزيرة القرم سيؤدي إلى رد نووي".
وتابع آيزاكسون أن ماسك "أمر سراً مهندسيه بتعطيل التغطية ضمن دائرة قطرها 100 كيلومتر من ساحل القرم. وعندما اقتربت الغواصات المسيرة الأوكرانية من الأسطول الروسي في سيفاستوبول، فقدت الاتصال وجرفتها الأمواج إلى الشاطئ بلا أضرار".
لكن ماسك شكك في منشوره بصحة بعض ما ورد في المقتطف، موضحاً أن ستارلينك "لم يتم تفعيلها" في المناطق المعنية، وبالتالي فإن "سبايس إكس لم تعطل أي شيء".
ولم توضح وزارة الدفاع (البنتاغون) ما إذا كانت تصرفات ماسك مقبولة بالنسبة إلى مقاول يقدم خدمات للحكومة الأميركية، أو ما الخطوات التي يمكن اتخاذها رداً على ذلك.
واكتفى متحدث باسم البنتاغون بالقول إن الوزارة "على علم بهذا الموضوع ومهتمة به"، مؤكداً أنه لا يمكنه لدواع أمنية الكشف عن أي "تفاصيل تشغيلية" في شأن "ستارلينك".
آخر العاقلين
بالمقابل، رحب الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف بقرار رجل الأعمال الأميركي الذي "خشي من رد نووي".
وقال مدفيديف الذي يتولى حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إنه إذا كانت هذه الرواية "حقيقية" فإن "ماسك هو على ما يبدو آخر شخص عاقل في أميركا الشمالية".
والخميس أيضاً دعا ماسك إلى هدنة في الحرب الدائرة في أوكرانيا حيث تشن قوات كييف منذ يونيو هجوماً مضاداً لم يمكنها حتى اليوم سوى من استعادة مساحات قليلة من أراضيها المحتلة.
وقال الملياردير المثير للجدل إنه "يجب على الجانبين الاتفاق على هدنة. مع كل يوم يمر، يموت مزيد من الشباب الأوكرانيين والروس من أجل خسارة مساحات صغيرة من الأرض أو كسبها، والحدود بالكاد تتغير. هذا الأمر لا يستحق حياتهم".
أصول كولومويسكي
قالت وسائل إعلام أوكرانية إن وكالات مكافحة الفساد في أوكرانيا جمدت أمس الجمعة أصولاً لقطب الأعمال إيهور كولومويسكي تزيد على 80 مليون دولار لمدة 48 ساعة ضمن تحقيق في اختلاس.
وصدر أمر باحتجاز كولومويسكي، أحد أغنى رجال الأعمال في أوكرانيا، الأسبوع الماضي للاشتباه في ضلوعه بغسل أموال، وذكرت وسائل إعلام أنه ينظر إليه على أنه مشتبه فيه بقضية اختلاس.
ولم يرد محامو كولومويسكي بعد على طلبات للتعليق على مصادرة الأصول أو التحقيق معه في قضية الاختلاس. وينفي كولومويسكي ارتكاب أي مخالفات.
وذكر المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا أنه جمد أصولاً تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات هريفنيا، بالإضافة إلى نحو ألف عقار وأكثر من 1600 مركبة للمالك السابق لـ"بريفات بنك"، الذي تم تأميمه في أواخر عام 2016 كجزء من عملية تطهير للنظام المصرفي الأوكراني.
ولم يذكر المكتب في بيانه اسم كولومويسكي. وتأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي تحاول فيه كييف الإشارة إلى التقدم الذي تحرزه في قمع الفساد في زمن الحرب، وهو إحدى الخطوات المهمة لتنعش آمالها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
هجوم هندي
واتهم زعيم المعارضة الهندية راهول غاندي خلال جولة أوروبية الجمعة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بفرض "رؤية عدائية وعنيفة" في الهند، لكنه أيد موقف بلاده من الحرب في أوكرانيا.
وفي وقت تستضيف فيه الهند قمة مجموعة الـ20 ستحاول البحث عن تسويات، خصوصاً في شأن أوكرانيا، دافع غاندي عن السياسة التي تنتهجها بلاده حيال الغربيين.
ولم تنضم نيودلهي إلى العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو إثر هجومها على أوكرانيا.
وقال غاندي خلال مؤتمر صحافي في باريس "الهند بلد كبير، علينا أن نبني علاقات مع فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة. ولكن لدينا أيضاً علاقات مع روسيا والصين".
وأضاف غاندي الذي وصل إلى العاصمة الفرنسية آتياً من بروكسل حيث التقى نواباً أوروبيين، "لدينا بعض الارتهان (للروس)، نشتري منهم أسلحة (...) الأمر على هذا النحو".
وتابع "لا يروقني أن يموت آلاف الأوكرانيين وآلاف الروس. يجب أن يتوقف ذلك. لكن موقف حكومة مودي قد يكون مماثلاً لموقف حزب المؤتمر" المعارض.
في المقابل اتهم غاندي الزعيم القومي الهندوسي مودي وحزبه بـ"محاولة فرض رؤية جديدة عدائية وعنيفة على اتحاد الولايات الهندية"، وبشن "هجوم منهجي على المشهد الديمقراطي ومؤسسات بلادنا".
وكرر أن حزب رئيس الوزراء بات "يهيمن" على المؤسسات التي "لم تعد محايدة"، متهماً أيضاً الحزب الحاكم بالتلاعب بوسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والسيطرة عليها.
وبعد تراجع شعبيته، حاول حزب المؤتمر تشكيل ائتلاف كبير مع أحزاب معارضة إقليمية مشتتة استعداداً للانتخابات الوطنية المقبلة في 2024، وذلك في تحد لمودي الذي يسعى إلى الفوز بولايته الثالثة على التوالي.