Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما احتمالات خسارة بايدن الانتخابات ومن هم البدلاء؟

حسم النتيجة سيتوقف على 29 في المئة من الناخبين الذين ليست لديهم وجهة نظر إيجابية للرئيس الحالي أو ترمب

عوامل سلبية قد تضر الرئيس الأميركي جو بايدن في انتخابات الرئاسة 2024 (أ ف ب)

ملخص

تطرح وسائل الإعلام الأميركية أسئلة عن البديل المحتمل للترشح للرئاسة، إذا ما قرر الرئيس بايدن في لحظة ما الانسحاب من السباق الرئاسي، وترك الساحة لمن يرغب من قادة الديمقراطيين

فيما تواصل استطلاعات الرأي إظهار نتائج صادمة للديمقراطيين إزاء إمكانية احتفاظ الرئيس الأميركي جو بايدن بمنصبه في انتخابات 2024، تكشف بعض التحليلات عن أن الفئة المتأرجحة من الناخبين قد تحسم النتيجة لترمب مثلما حدث في انتخابات 2016. فما الذي يعنيه ذلك لبايدن؟ وهل يدفعه هذا إلى الانسحاب من السباق الانتخابي؟ وإذا فعل فمن هم البدلاء من الحزب الديمقراطي؟

نظرية بايدن

بينما تتزايد العوامل السلبية التي يمكن أن تضر الرئيس بايدن في انتخابات الرئاسة العام المقبل 2024، بدءاً من فضائح نجله هانتر ومحاولات مساءلة الرئيس من قبل الجمهوريين في مسعى لعزله، وانتهاء بتصاعد التساؤلات حول أهليته للحكم بسبب تقدمه في السن (81 سنة)، لا يزال بايدن يراهن على نظرية أن الرؤساء الحاليين لديهم فرصة أكبر للفوز في الانتخابات، مع وجود 10 فقط من الرؤساء السابقين البالغ عددهم 45 رئيساً لم يكونوا قادرين على تأمين فترة ولاية ثانية، كما يظن أن الذين لا يحبونه من الديمقراطيين أو المستقلين ذوي الميول الليبرالية، فالشيء الوحيد الأسوأ بالنسبة إليهم من ولاية بايدن الثانية، هو ولاية ترمب الثانية، ومن ثم فإن الرئيس الحالي يمثل أفضل فرصة لهم العام المقبل.

غير أن استطلاعات رأي عدة تظهر أنه قد يكون مخطئاً بشكل أساس، فلا يزال بايدن يعاني معدلات تأييد أقل بكثير من 50 في المئة، وفي ظل الظروف العادية قد يكون هذا مثيراً للقلق بالنسبة إلى شاغل المنصب الذي يتجه إلى عدم إعادة انتخابه، لأن البديل الجمهوري المحتمل حالياً لبايدن في المنافسة الافتراضية للانتخابات العامة، هو دونالد ترمب، الذي يتصدر كل استطلاعات الرأي للحزب الجمهوري بفارق كبير.

وعلى رغم أن ترمب مثل بايدن لا يحظى بشعبية كبيرة بين الأميركيين بشكل عام، وبلغت نسبة تأييده في استطلاع "سي أن أن" الأخير 35 في المئة بين الناخبين المسجلين، وهو تقريباً نفس تصنيف تفضيل بايدن، فإن ذلك يعني أن حسم نتيجة الانتخابات سيتوقف على 29 في المئة من الناخبين الذين ليست لديهم وجهة نظر إيجابية لا لبايدن ولا لترمب، بمن فيهم تسعة في المئة لديهم وجهة نظر مترددة تجاه واحد في الأقل من الرجلين.

تجربة 2016

وإذا كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن نحو 20 في المئة من الناخبين المسجلين لديهم وجهة نظر سلبية لكل من بايدن وترمب، والذين يطلق عليهم أحياناً "الكارهون المزدوجون"، فإن هذه النسبة الكبيرة تبدو مألوفة مقارنة بما حدث عام 2016 عندما كان ما يقرب من 20 في المئة أيضاً من الناخبين لا يحبون المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ولا دونالد ترمب، لكن ترمب فاز بأصوات هذه المجموعة بفارق 17 نقطة ومعها الانتخابات.

وما يثير قلق الديمقراطيين أن ترمب تقدم على بايدن في الاستطلاعات الأخيرة بسبع نقاط من بين 29 في المئة من الناخبين الذين لا ينظرون إلى أي منهما بشكل إيجابي، وعلى رغم أن هامش سبع نقاط ليس كبيراً بما يكفي ليكون واضحاً للغاية، لأنه يدخل ضمن هامش الخطأ، إلا أن استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة كوينيبياك، وصحيفة "نيويورك تايمز"، وكلية سيينا، فحصت أيضاً مجموعات مماثلة من الذين لم يحبوا أياً من الرجلين أو أولئك الذين لم يكرهوا كليهما، وتبين أن ترمب يتقدم على بايدن، مما يشير إلى أن كثيراً من الأشخاص الذين لا يحبون بايدن يقررون أن البديل لا يبدو سيئاً. وإذا استمر هذا الأمر، فإن نظرية بايدن لعام 2024 ستواجه مشكلة كبيرة.

وفي حين يبدو أن بايدن ليس قلقاً للغاية، معتقداً أن الذين ليس لديهم آراء إيجابية إزاءه أو إزاء ترمب يأتون من شرائح ناخبين تصوت بشكل عام لصالح بايدن، ويمكن إقناعهم بالعودة إلى التصويت في الانتخابات، فإن الاستطلاعات لا تظهر أن هذه هي الحال، ولا يوجد سبب في الوقت الحالي للاعتقاد أن هذه الكتلة من الناخبين ستتجه نحو بايدن، ما لم يتغير شيء ما خلال 14 شهراً من المدة المتبقية على موعد الانتخابات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل من بديل محتمل؟

وفي ظل هذه النظرة الضبابية حول مستقبل بايدن، وتوقع مزيد من هجمات الجمهوريين خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، يطرح بعض النشطاء الديمقراطيين والعديد من وسائل الإعلام الأميركية أسئلة عن البديل المحتمل للترشح للرئاسة، إذا ما قرر الرئيس بايدن في لحظة ما الانسحاب من السباق الرئاسي، وترك الساحة لمن يرغب من قادة الديمقراطيين للترشح.

لكن أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في واشنطن آلان ليختمان يحذر الديمقراطيين من أن المجاهرة بطرح البدلاء تعد وصفة لخسارة بايدن الانتخابات، مشيراً إلى أن تجاهل أهمية وجود شاغل المنصب في المنافسة النهائية سيكون بمثابة جرح انتخابي قد لا يتعافى منه الديمقراطيون، وذلك استناداً إلى ما يسمى بنظام المفاتيح أو الاتجاهات الـ13، والذي ابتكره ليختمان منذ 1984 للتنبؤ بنتيجة الانتخابات الرئاسية ولم يخطئ أبداً.

خمسة بدائل ديمقراطية

غير أن قلق الديمقراطيين من تدني شعبية بايدن إلى 39 في المئة وهي الأقل منذ عام كامل، واعتقاد ثلاثة أرباع السكان أن بايدن يفتقر إلى القدرة على التحمل والحدة العقلية المطلوبة للعمل بشكل فعال كرئيس، وتأكيد 67 في المئة من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية أن الحزب يجب أن يختار شخصاً آخر يحمل لواءه في انتخابات عام 2024.

كل ذلك يدفع كثيراً من الديمقراطيين إلى الحلم بالبدائل، إلا إذا قرر بايدن التنحي أو تغيرت الظروف بشكل غير متوقع، بخاصة في غياب أي تأثير من المرشحين المعلنين حالياً وهما روبرت أف كينيدي جونيور وماريان ويليامسون.

هاريس ونيوسوم

من بين أبرز الأسماء التي يمكن أن تترشح في حال تنحي بايدن كامالا هاريس التي تعد الوريث الواضح لبايدن، باعتبارها نائبة الرئيس الحالي التي تصغره بأكثر من عقدين، لا سيما أنها تحدثت في مقابلتين حول خلافة محتملة، واحدة مع وكالة "أسوشيتد برس" والأخرى مع شبكة "سي بي أس نيوز"، وقالت إنها مستعدة لتولي منصب الرئيس، وفي المرتين أكدت أن هذا كان أمراً افتراضياً لأن بايدن سيكون بخير.

لكن كثيراً من الديمقراطيين لا يشعرون بسعادة في شأن فكرة ترشح هاريس للبيت الأبيض، لأن تصنيفاتها في استطلاعات الرأي أسوأ من تقييمات رئيسها. ويخشى المشككون من أن تعاني هاريس أكثر من بايدن في بعض ولايات الغرب الأوسط ذات الأهمية الحيوية في المجمع الانتخابي، بخاصة أن ذكريات حملتها المخيبة للآمال لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020 لا تزال حية.

كما يبرز اسم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي بدا العام الماضي وكأنه يتجه نحو تحدي بايدن، إذ كان ينتقد حزبه ويهاجم حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسانتس، وشعر البعض أنه ينتقد بايدن ضمناً، الأمر الذي أثار استياء البيت الأبيض. وعلى رغم خفوت صوته حالياً، فإن كونه مدافعاً نشطاً عن القضية التقدمية جعل منتقديه يتساءلون حول كيف سيكون أداؤه في الولايات التي تمثل ساحة معركة، نظراً إلى صورته كنموذج ليبرالي في كاليفورنيا.

بوتيجيج وويتمير وأوكاسيو

يلي هاريس ونيوسوم في الأسماء المحتملة، وزير النقل في حكومة بايدن بيت بوتيجيج، والذي كان مثل هاريس، أحد منافسي بايدن على ترشيح عام 2020، لكنه على النقيض منها تجاوز التوقعات، ومع ذلك لم يصبح قط منافساً جدياً للفوز. وعلى رغم أن وزير النقل يتمتع بموقع ثابت في التيار الرئيس للحزب الديمقراطي، فإنه أصبح هدفاً متكرراً للجمهوريين في أعقاب خروج قطار كارثي عن مساره في ولاية أوهايو، كما أن أداءه الضعيف مع الناخبين السود عام 2020 أصبح مصدر قلق آخر.

أما حاكمة ولاية ميشيغان غريتشين ويتمير فقد تحولت إلى أيقونة بين الديمقراطيين على المستوى الوطني، واجتذبت باعتبارها حاكمة ولاية فاز بها الرئيس السابق ترمب عام 2016، جاذبية واسعة النطاق، حين قدمت نفسها قادرة على توفير الحلول العملية للمشكلات بدلاً من العقيدة السياسية، وجعلت من الدفاع عن حقوق الإجهاض قضية مركزية، لا سيما منذ أن أسقطت المحكمة العليا دعوى رو ضد وايد.

وتعد عضو مجلس النواب عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز آخر الأسماء المطروحة للترشح لمنصب الرئيس، إذا تراجع بايدن، بسبب دفاعها القوي عن المواقف التقدمية، وقدرتها على التواصل مع الجيل الجديد من الناخبين وجاذبيتها، بحسب موقع "ذا هيل".

لكنها إن فعلت ذلك سيثير ترشحها الجماهير والمنتقدين على حد سواء، بخاصة من اليمين، الذين يصفونها بأنها يسارية متطرفة، في حين يرى أعضاء أكثر وسطية في الحزب الديمقراطي أنها غير قابلة للانتخاب على المستوى الوطني في الولايات المتحدة.

ترشيح الديمقراطيين محسوم

غير أن آخرين مثل الباحثة في مركز دراسات الولايات المتحدة فيكتوريا كوبر يرون أن ترشيح الديمقراطيين محسوم لبايدن لأنه لا يوجد بديل واضح ومقنع وقابل للانتخاب لبايدن، وأنه على رغم أن نصف الناخبين الأميركيين لا يريدون أن يترشح بايدن عام 2024، فإن عدم الرضا عن الرئيس الحالي ليس بالأمر الجديد، إذ لم يكن 60 في المئة من الأميركيين راغبين في ترشح الرئيس رونالد ريغان مرة أخرى لانتخابات عام 1984، على رغم حصوله على نسبة تأييد مرتفعة نسبياً في ذلك الوقت.

وفي حين أن بايدن يبلغ من العمر نحو 81 سنة ويبدو ضعيفاً في بعض الأحيان، إلا أنه زعيم منتخب، وفاز في التصويت الشعبي عام 2020 بأكثر من سبعة ملايين صوت وبهامش فوز 4.5 في المئة، ولا يزال يحافظ بين حزبه على نسبة تأييد عالية، إذ وافق 82 في المئة من الديمقراطيين على بايدن في يونيو (حزيران) 2023.

لكن على رغم ذلك فلا تزال هناك مياه وفيرة ستجري في نهر الانتخابات الرئاسية، والتي سيكون لها الأثر الأكبر في تحديد ما إذا كان بايدن سيكمل السباق الانتخابي سعياً إلى دورة حكم ثانية، أم سيتنحى ويترك الباب مفتوحاً على مصراعيه للديمقراطيين الراغبين في المنصب الرئاسي.

المزيد من تقارير