Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تزايد الإحباط  لعدم وصول الإغاثة إلى مناطق نائية في المغرب

ماكرون يندد بالجدل الدائر حول موقف الرباط من المساعدة الفرنسية في أعقاب الزلزال

ملخص

يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء.

يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء، وعبر قرويون في مناطق جبلية دمرها زلزال المغرب عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من السلطات.

وقال التلفزيون الرسمي إن زلزال المغرب الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.

وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.

وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.

لكن اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن زلزال المغرب، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.

 

وكان مهدي آيت بويعلي (24 سنة) يخيم على طول طريق "تيزي نتاست" الذي يربط الوديان النائية بمراكش مع عدد قليل من الناجين الآخرين الذين فروا أيضاً من قراهم المدمرة. وقال إن المجموعة تلقت غذاء وبطانيات من أشخاص جاؤوا بها إليهم بسياراتهم لكنهم لم يحصلوا على أي شيء من الدولة.

وأضاف "قرى الوادي نُسيت. نحن بحاجة إلى أي نوع من المساعدة. نحتاج إلى الخيام"، وانتقد جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة.

وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي (محمد السادس) في مراكش التي تبعد 72 كيلومتراً من مركز زلزال المغرب للقاء المصابين وتبرع بالدم هناك، في أول ظهور تلفزيوني له منذ وقوع الزلزال.

وقالت وسائل إعلام رسمية يوم السبت إنه ترأس اجتماعاً لتخصيص أموال للمساعدات لكنه لم يُلق خطاباً عاماً بشأن الكارثة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تلاشي آمال العثور على ناجين بعد زلزال المغرب

وتوارت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء. ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة من دون أي مساعدة.

وتطوع مواطنون أيضاً لتقديم يد العون، مثل إبراهيم الدالدالي (36 سنة) الذي جاء من مراكش على دراجته النارية لتوزيع طعام وماء وملابس وأغطية تبرع بها أصدقاؤه وغرباء. وقال "ليس لديهم شيء والناس يتضورون جوعاً".

زفاف ينقذ حياة سكان قرية

وحالف الحظ سكان قرية كطو التي دمرها الزلزال لينجوا جميعاً لأنهم فضلوا الاستمتاع بالموسيقى التقليدية في فناء خارجي في حفل زفاف بالقرية على القعود في منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن.

وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم زلزال المغرب بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات.

وقال نور الدين بو عكيروان، وهو نجار يخيم مع زوجته ووالدتها وولديه، "أنا خائف للغاية. ماذا سنفعل إذا هطل المطر؟". ويعاني أحد أبنائه من التوحد وهم جميعاً يعيشون في خيمة عشوائية من البطاطين.

وفي مراكش تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.

ونجت مناطق أكثر حداثة في مراكش إلى حد كبير، منها موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.

وقالت مصادر إنه من المتوقع حضور أكثر من 10 آلاف شخص الاجتماعات التي تريد الحكومة المضي فيها قدماً.

موقف المغرب من المساعدة الفرنسية بعد زلزال المغرب

من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء بالجدل الدائر حول العلاقات بين باريس والرباط بعدما امتنع المغرب عن قبول مساعدات عرضتها عليه فرنسا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي.

وأعلن المغرب الأحد قبوله دعماً من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنه لم يطلب المساعدة من فرنسا، ما أثار على الفور العديد من التساؤلات.

وكان ماكرون أعلن الأحد أن بلاده مستعدة للتدخل "فور" تلقيها طلباً بهذا الشأن من السلطات المغربية.

والثلاثاء قال ماكرون في رسالة مصورة خاطب فيها الشعب المغربي "من الواضح أنه يعود إلى (...) الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرف خيارهما السيادي".

وأضاف الرئيس الفرنسي في مقطع الفيديو الذي نشره على منصة "إكس" أن "هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تماماً منذ اللحظة الأولى، وبالتالي أود من كل السجالات التي تفرق وتعقد الأمور في هذا الوقت المأسوي للغاية أن تصمت، احتراماً للجميع".

والعلاقات بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والتي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة، متوترة منذ أن حاول ماكرون التقرب من الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في 2021 إثر اتهامها المملكة بالقيام بـ"أعمال عدائية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أثرت على العلاقة بين باريس والرباط قيود فرضتها باريس على منح تأشيرات للمغربيين قبل أن ترفعها في ديسمبر (كانون الأول).

ومنذ أشهر لم يعد هناك سفير مغربي في فرنسا. كما أن صبر الرباط بدأ ينفد لأن باريس لا تبدو مستعدة لتغيير موقفها من ملف الصحراء الغربية الشائك.

ويأخذ المغرب على فرنسا عدم لحاقها بركب الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين اعترفتا بـ"مغربية" الصحراء الغربية.

والصحراء الغربية منطقة يتنازع عليها المغرب وجبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر، وتسيطر الرباط على 80 في المئة منها تقريباً.

وأضاف الرئيس الفرنسي في رسالته إلى الشعب المغربي "نحن إلى جانبكم، اليوم وغداً".

وبموازاة المساعدة الفرنسية المجمدة بانتظار موافقة الرباط عليها، أعلنت باريس تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو لمنظمات غير حكومية موجودة "على الأرض" في المغرب وتسهم في جهود الإغاثة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات