ملخص
لقاء بايدن بزيلينسكي، سيكون الثاني في البيت الأبيض منذ بدء الحرب في فبراير 2022، ويأتي بينما تسعى أوكرانيا إلى إحراز تقدم في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق منطقتي كالوغا وتفير، وأوضحت الوزارة أنه "في ليل 16 سبتمبر (أيلول)، تم إحباط محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرتين من دون طيار على أهداف في أراضي الاتحاد الروسي"، مشيرةً إلى تدمير المسيرتين.
من جهة أخرى، وافقت الحكومة الأوكرانية أمس الجمعة على مشروع موازنة العام المقبل مع عزمها زيادة الإنفاق في المجال الدفاعي والتعويل على استمرار الدعم المالي الممنوح لها من الغرب لتغطية العجز المتوقع.
ويتوقع مشروع موازنة عام 2024 أن يبلغ العجز 1.548 تريليون هريفنيا (42 مليار دولار) أو نحو 20.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المقرر تخصيص أكثر من نصف إجمالي الإنفاق في الموازنة الأوكرانية المخطط لها العام المقبل أو 1.7 تريليون هريفنيا إلى قطاع الدفاع لتمويل المجهود الحربي ضد روسيا التي بدأت هجوماً واسع النطاق في فبراير (شباط) 2022.
وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال "ينصب التركيز الرئيس لمشروع الموازنة هذا على الدفاع والأمن في بلادنا". وكتب على تطبيق "تليغرام" "يزيد هذا المبلغ (الإنفاق الدفاعي) بمقدار 113 مليار هريفنيا مقارنة بالعام الحالي. سيكون هناك مزيد من الأسلحة والمعدات... ومزيد من الطائرات المسيرة والذخيرة والصواريخ".
وقالت وزارة المالية في بيان، إن الإنفاق على المجال الدفاعي من المتوقع أن يتجاوز 21 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويتضمن الإنفاق تخصيص 48.1 مليار هريفنيا لشراء طائرات مسيرة التي يستخدمها الجانبان على نطاق واسع في الحرب المستمرة منذ 19 شهراً تقريباً.
وقال وزير المالية سيرغي مارتشنكو، إنه يأمل استمرار الدعم المالي الغربي لبلاده. وتلقت أوكرانيا بالفعل مساعدات خارجية تصل قيمتها إلى نحو 62 مليار دولار منذ اندلاع الصراع مع روسيا العام الماضي.
زيارة ثانية لزيلينسكي إلى البيت الأبيض
إلى ذلك، سيجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل زيارة إلى واشنطن ستكون الثانية له منذ بدء الهجوم الروسي لبلاده، وذلك سعياً لتعزيز الدعم الأميركي لكييف في مواجهة روسيا.
وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الجمعة، أن زيلينسكي سيزور البيت الأبيض الخميس لإجراء محادثات مع نظيره جو بايدن بشأن تعزيز الدعم الأميركي لكييف في مواجهة الهجوم الروسي.
وأشار سوليفان إلى أن لقاء بايدن بزيلينسكي، سيكون الثاني في البيت الأبيض منذ بدء الحرب في فبراير 2022، ويأتي بينما تسعى أوكرانيا إلى إحراز تقدم في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
إلى ذلك اعتبر سوليفان في حديث مع صحافيين أن المحادثات "تأتي في توقيت حرج، إذ تبحث روسيا جاهدة عن مساعدة دول مثل كوريا الشمالية لمواصلة حربها العنيفة في أوكرانيا".
وتوقع أن تعلن الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا "خلال الأسبوع المقبل".
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى كييف، في رامشتاين في ألمانيا الأسبوع المقبل.
ومن المنتظر أن يصل الرئيس الأوكراني إلى نيويورك مطلع الأسبوع المقبل للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومقابلة قادة دوليين. وسيزور زيلينسكي مبنى الكابيتول، حيث سيلتقي أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين، بحسب ما أكد سوليفان.
وتتزامن زيارة الرئيس الأوكراني مع مناقشة الكونغرس الأميركي منذ أسابيع مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 24 مليار دولار.
مفاوضات صعبة
وتتسم المفاوضات بالصعوبة خصوصاً في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، إذ يسود تردد في أوساط خصوم بايدن الجمهوريين على صعيد تقديم الدعم لأوكرانيا.
وفي المقابل يؤيد الجمهوريون التقليدون في مجلس الشيوخ، تقديم المساعدة، وقد عملوا إلى جانب الديمقراطيين خلال العام الماضي على إقرار الكونغرس مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لكييف بأكثر من 110 مليارات دولار.
وتوقع البيت الأبيض أن يستمر كلا الحزبين في الكونغرس في نهاية المطاف بتقديم الدعم لأوكرانيا.
وقال سوليفان "بصراحة، يدرك كل من الجمهوريين والديمقراطيين أن الولايات المتحدة لا يمكنها، من أجل مصلحتها الخاصة، ناهيك عن التزاماتها الأخلاقية، أن تتخلى عن أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة".
وطلب بايدن الشهر الماضي من الكونغرس إقرار مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار، للدعم العسكري والاقتصادي والإنساني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأيد الجمهوريون التقليديون بمن فيهم السناتور ميتش ماكونيل، زعيم الحزب في مجلس الشيوخ، تقديم المساعدة.
لكن أعضاء في جناح اليمين الشعبوي في الحزب الجمهوري، خصوصاً دونالد ترمب الذي يعد الأوفر حظاً بين الشخصيات الساعية للفوز بالترشح عن الحزب للانتخابات الرئاسية العام المقبل لمواجهة بايدن، ينددون بكثرة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة، مطالبين الإدارة بالتركيز على الأولويات المحلية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) توجه زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة أحيطت بالسرية وكانت الأولى له دولياً خلال الحرب، وقد دخل البيت الأبيض بالزي العسكري الذي أصبح علامته الفارقة.
وبعدما التقى بايدن في البيت الأبيض، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا "لن تستسلم أبداً". وتعهدت إدارة بايدن دعم كييف على المدى الطويل. وزار بايدن كييف بعد بضعة أشهر في رحلة تاريخية.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الحالي، وقدمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً بقيمة 43 مليار دولار ساعد أوكرانيا في صد التوغلات الروسية، منذ بدء الهجوم.
رفع الحظر عن تصدير الحبوب
رحب الرئيس الأوكراني بقرار الاتحاد الأوروبي عدم تمديد الحظر على صادرات الحبوب من أوكرانيا، ووصفه بأنه مثال على الوحدة والثقة الحقيقيتين.
وبعد أن أشارت بولندا وسلوفاكيا والمجر الجمعة إلى أنها ستفرض حظراً خاصاً بها بعد قرار الاتحاد الأوروبي برفعه، قال زيلينسكي، إنه إذا انتهكت الدول المجاورة قانون الاتحاد الأوروبي فإن "أوكرانيا سترد بطريقة متحضرة".
وقال على "تليغرام" بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "من المهم الآن أن تعمل الوحدة الأوروبية على المستوى الثنائي أيضاً. حتى يدعم الجيران أوكرانيا خلال الحرب".
بولندا والمجر تمددان الحظر
وكانت بولندا أعلنت الجمعة أنها ستمدد الحظر المفروض على واردات الحبوب الأوكرانية، في توجه يخالف قرار المفوضية الأوروبية.
وقال المتحدث باسم الحكومة بيوتر مولر في تصريح لوكالة الأنباء البولندية الرسمية إن "الحكومة ستصدر قراراً بتمديد الحظر المفروض على واردات الحبوب الأوكرانية وستنشره اليوم".
وتابع "لا نتفق مع قرار المفوضية الأوروبية، ونحن نتخذ تدابير وطنية تصب في مصلحة المزارعين والمستهلكين البولنديين".
وأشار وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس في منشور على منصة "إكس" إلى أن "ما يصب في مصلحة مزارعين بولنديين هو الأهم بالنسبة إلينا".
من جهته ندد مستشار الرئاسة البولندية مارسين برزيداتش بقرار بروكسل وضع حد للحظر، قائلاً إن القرار "يناقض المصالح الاقتصادية للاتحاد الأوروبي".
وتعد بولندا مزوداً رئيساً للمساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا وتستضيف حوالى مليون لاجئ أوكراني.
وأثارت مسألة واردات الحبوب سجالاً دبلوماسياً بين البلدين الجارين، وأكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال الثلاثاء، أن كييف تفكر في اتخاذ إجراءات قانونية.
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي "لا نية لدينا للإضرار بالمزارعين البولنديين.. لكن في حال انتهاك قانون التجارة من أجل الشعبوية السياسية قبل الانتخابات، فستضطر أوكرانيا للاحتكام إلى منظمة التجارة العالمية للحصول على تعويضات عن انتهاك معايير الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة".
بدورها، قررت المجر مساء الجمعة تشديد قيودها على واردات الحبوب الأوكرانية بشكل أحادي.
وكتب وزير الزراعة ايستفان ناجي على "فيسبوك"، "ستغلق المجر حدودها أمام 24 منتجاً أوكرانياً" بعدما كانت تحظر أربعة فقط، بهدف "حماية مصالح المزارعين".
وكانت بروكسل وقعت نهاية أبريل (نيسان) اتفاقاً مع كل من بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا يتيح لها منع شحنات الحبوب الأوكرانية من دخول أراضيها، شرط ألا تحول دون عبورها إلى دول أخرى.
وإثر إلغاء الرسوم الجمركية في الاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) 2022، شهدت هذه الدول تدفقاً للحبوب الأوكرانية بأسعار مخفضة، لكنها بقيت ضمن أراضيها بسبب مشكلات لوجستية.
وعمد عديد منها إلى حظر الاستيراد من جانب واحد لتجنب التخمة في مخزوناته وانهيار الأسعار المحلية، وبادرت بروكسل بعدها إلى السماح بهذه القيود رسمياً قبل أن تمددها حتى 15 سبتمبر، الأمر الذي أثار غضب كييف.
وعبر رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان عن غضبه في مقابلة إذاعية صباح الجمعة، قائلاً "طبعاً خُدعنا".
وأضاف أوربان الذي حافظ على علاقته الوثيقة بالكرملين، على رغم الحرب في أوكرانيا "في النهاية، نخرج الحبوب من أوكرانيا، لكنها لا تصل إلى أفريقيا (...) لا يستطيع الأطفال الأفارقة الفقراء حتى الحصول على كيلوغرام من الخبز من هذه الحبوب. إنها عملية احتيال!".
من جهته، تحدث وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو عن "دعاية كاذبة من قبل بروكسل وكييف".