ملخص
مارك سوزمان: "تظهر البيانات بوضوح وجود تفاوتات كبيرة في تخصيص الموارد ومستوى الاهتمام بالمسائل التي غالباً ما تؤثر في النساء"، الفشل في التصدي لوفيات الأمهات والمواليد "أمر غير مقبول أخلاقيا"، تنبه"مؤسسة غيتس"
نبه الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة بيل وميليندا غيتس" Bill & Melinda Gates Foundation إلى أن عدم اتخاذ إجراءاتٍ لمعالجة وفيات الأطفال حديثي الولادة والنساء أثناء الولادة، يعد أمراً "غير مقبول من الناحية الأخلاقية" و"يسلب المجتمع مستقبله".
وقد طرح تقرير جديد صادر عن هذه المؤسسة الخيرية سبعة تدابير أساسية ضرورية لمعالجة الأسباب الرئيسة لوفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، التي يقول إنها يمكن أن تنقذ حياة نحو مليوني امرأة ومواليد جدد بحلول سنة 2030.
يأتي ذلك في الوقت الذي تباطأ فيه التقدم المحرز في الأعوام الأخيرة على صعيد معالجة مشكلة وفيات النساء أثناء الولادة، ووفيات الأطفال حديثي الولادة، مع استمرار وفاة نحو 800 امرأة أثناء الولادة كل يوم في جميع أنحاء العالم، ويموت كثير منهن لأسباب يمكن تفاديها والوقاية منها.
ويقول مارك سوزمان الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة غيتس" لـ"اندبندنت": "تظهر البيانات بوضوح أن هناك تفاوتات كبيرة في تخصيص الموارد ومستوى الاهتمام الممنوح للقضايا التي تؤثر في المقام الأول في النساء. وينطبق هذا على قطاعات مختلفة، سواء كانت متعلقة بالرعاية الصحية أو توزيع الدخل أو الشمول المالي".
وأضاف: "إن هذا الوضع ليس غير مقبول أخلاقياً فحسب، بل يمثل أيضاً مأساةً كبيرة للأفراد المتضررين، ويعيق تقدم المجتمعات. فعندما لا يتم تزويد النساء والأطفال بالموارد اللازمة التي تسمح لهم بأن يعيشوا حياةً صحية ومنتجة ويحققوا إمكاناتهم الكاملة، فإن ذلك يحرم المجتمع في نهاية المطاف ويسلبه مستقبله".
ولفت السيد سوزمان إلى أن التقدم المحرز في معالجة معدلات وفيات الأمهات في مختلف أنحاء العالم قد تباطأ بسبب مشكلات "مالية"، محذراً من أن "التمويل المخصص لهذا المجال ظل شحيحاً".
وفي معرض مناقشة الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة غيتس" التدابير السبعة الرامية إلى معالجة وفيات الأطفال والأمهات، أكد أنها ليست "ابتكارات معقدة للغاية أو ثورية" مشيراً إلى أن بعضها "بسيط للغاية".
وتشمل الإجراءات من بين أمور أخرى، توفير المكملات الغذائية التي تعالج سوء التغذية لدى الأطفال، إضافةً إلى التصوير بالموجات ما فوق الصوتية باستخدام "الذكاء الاصطناعي" AI، الذي يسمح للممرضات والقابلات بمراقبة حالات الحمل عالية الخطورة. وينطوي تدبير آخر على توفير حقن الحديد الوريدي للنساء الحوامل للحماية من فقر الدم - وهي حالة تتسبب في حدوث نزيف بعد الولادة، وتؤثر عليه في الوقت نفسه.
ويتابع السيد سوزمان: "سجلت الأعوام الـ 15 الأولى من القرن الحادي والعشرين تقدماً أكبر، وأسهمت في إنقاذ أرواح أكثر من أي فترة في تاريخ البشرية - بحيث شهدنا تراجعاً حقيقياً في وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها، من أكثر من 10 ملايين طفل سنوياً إلى أقل من خمسة ملايين".
وأشار إلى أن "جائحة “كوفيد” أدت إلى تعطيل الأنظمة وبنية الأنظمة الصحية بشكل كبير في مختلف أنحاء جنوب العالم، على امتداد قارتي أفريقيا وآسيا".
وأوضح سوزمان أنه يشعر "بمزيج من الحزن والإحباط والغضب" نتيجة المعدلات المرتفعة لوفيات الأمهات في العالم، وعزا جزءاً من ذلك إلى "إهمال عام أوسع نطاقاً لصحة المرأة"، ودعا إلى تخصيص مزيد من الأموال "للبحث والتطوير" في ما يتعلق بصحتها.
التقرير الذي يعد الدراسة السنوية السابعة للمنظمة تحت عنوان "غولكيبرز" (حراس المرمى) Goalkeepers، أعده الرئيسان المشاركان للمؤسسة الخيرية، ميليندا فرينش غيتس وبيل غيتس.
ويقول المؤلفان إنه "من خلال إتاحة المجال لابتكارات جديدة ووضعها في متناول الذين هم في أمس الحاجة إليها، يمكن إنقاذ حياة نحو مليوني شخص إضافي بحلول السنة 2030، وستة ملايين و400 ألف شخص بحلول السنة 2040. وهذا يعني احتمال نجاة نحو مليوني أسرة من مأساة لا يمكن تصورها - ومليوني شخص آخرين يمكنهم تغيير مجتمعنا وإثراؤه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوضح المؤسسة أنه في حين أن وفيات الأطفال ما دون سن الخامسة آخذة في التراجع منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن الشهر الأول من حياة الطفل حديث الولادة لا يزال هو الأكثر خطورة، إذ يشكل نحو نصف مجمل وفيات الأطفال ما دون سن الخامسة.
وقالت ميليندا فرينش غيتس - وهي فاعلة خير أميركية ومطورة سابقة لمنتجات الوسائط المتعددة ومديرة في شركة "مايكروسوفت" - إن "النساء في البلدان منخفضة الدخل، وكذلك النساء من البشرة السوداء، ومن السكان الأصليين في البلدان مرتفعة الدخل كالولايات المتحدة، يتوفين بمعدل ثلاثة أضعاف النساء من البشرة البيضاء. وهذا الواقع يحتاج لتغيير".
وتضيف: "رأينا مراراً عدة أنه عندما تقوم الدول فعلياً بتحديد الأولويات المتعلقة بصحة المرأة والاستثمار فيها، فإنها تطلق العنان لعملية التقدم الذي يمكن أن يحد من الفقر، ويدفع قدماً بتعزيز المساواة بين الجنسين، وبناء اقتصادات تمتاز بمرونة وبقدرة على الصمود".
أما بيل غيتس الملياردير مؤسس شركة "مايكروسوفت" وصاحب الأعمال الخيرية، فرأى أن "مجال صحة الطفل قد تقدم على نحو أسرع وأبعد نطاقاً مما كنت أعتقد أنني سأشهده في حياتي"، وذلك خلال الأعوام العشرة الماضية.
وختم بالقول: "إذا تمكنت خدماتنا من مواكبة مسار تعلمنا - وإذا ما استطاع الباحثون مواصلة تطوير ابتكارات جديدة، وتمكن العاملون الصحيون الماهرون من توفيرها لكل أم وطفل يحتاج إليها، فسيكون في مستطاع مزيد من الأطفال البقاء على قيد الحياة خلال الأيام الأولى الحاسمة من ولادتهم".
© The Independent