Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن بعد تحرير أموال مجمدة

كوريا الجنوبية: الأموال الإيرانية المجمدة نقلت إلى دولة ثالثة

ملخص

رأى محللون أن الاتفاق يؤذن بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين وقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للتعامل مع مخاوف برنامج إيران النووي، إلا أنهم استبعدوا أن يمهد لتفاهمات أكبر

أكدت كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، أن الأموال الإيرانية التي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية نقلت "بنجاح" إلى دولة ثالثة، بعد أن أقلعت من الدوحة طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة تقل خمسة أميركيين أفرجت عنهم إيران في إطار صفقة تبادل سجناء.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان "الأموال الإيرانية التي جمدت في كوريا الجنوبية بسبب العقوبات المالية المفروضة على إيران حولت أخيراً إلى دولة ثالثة بنجاح في ظل تنسيق وثيق بين الدول المعنية". وأضافت أن من المقرر إنفاق الأموال الموجودة في قطر على الغذاء والدواء ومواد إنسانية أخرى كما كان عليه الحال عندما كانت في كوريا الجنوبية.

وقالت الوزارة "حكومتنا تتوقع أن تتحسن علاقاتنا الثنائية بشكل أكبر على خلفية تحويل الأموال المجمدة"، وشكرت حكومتي قطر وسويسرا على "دورهما البناء" في حل القضية.

صفقة تبادل سجناء

وغادر سجناء أميركيون سابقون إيران على متن طائرة قطرية باتجاه الدوحة، فيما وصل محتجزان إيرانيان سابقان في الولايات المتحدة إلى العاصمة القطرية، في إطار عملية تبادل سجناء بين واشنطن وطهران شملت تحويل أرصدة مجمدة إلى إيران.

ونص الاتفاق الذي أعلن عنه في الـ10 من أغسطس (آب) الماضي على أن تطلق إيران سراح خمسة أميركيين، فيما تفرج الولايات المتحدة عن خمسة سجناء إيرانيين، بوساطة من قطر.

وقال مصدر مطلع على الملف في الدوحة لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن "طائرة قطرية أقلعت وعلى متنها السجناء الخمسة واثنان من أقربائهم برفقة السفير القطري" لدى طهران، متجهة نحو العاصمة القطرية.

وفي واشنطن، أكد مسؤول أميركي أن الأميركيين المفرج عنهم في إيران غادروا طهران بالفعل.

في المقابل، وصل إيرانيان أفرجت عنهما الولايات المتحدة إلى الدوحة، بحسب ما ذكرت وكالة "تسنيم".

وقالت الوكالة إن "معتقلين إيرانيين هما مهرداد معين أنصاري ورضا سرهنك بور، تم إطلاق سراحهما في عملية تبادل السجناء الإيرانيين والأميركيين ويعتزمان التوجه إلى إيران، وصلا إلى الدوحة"، مشيرة إلى إطلاق سراح السجناء الثلاثة الآخرين أيضاً غير أنهم لا يريدون الذهاب إلى إيران.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال في مؤتمر صحافي أسبوعي، إن من بين مواطني طهران الخمسة "سيعود اثنان إلى إيران، وآخر سيذهب إلى بلد آخر بسبب وجود عائلته فيه، وسيبقى اثنان" في الولايات المتحدة.

عفو أميركي

أفاد مسؤول أميركي بأن الرئيس جو بايدن منح العفو للإيرانيين الخمسة الذين كانوا مسجونين أو ينتظرون المحاكمة بتهم جرائم "غير عنيفة".

وقال مسؤول أميركي كبير، إن واشنطن فرضت عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية والرئيس الأسبق أحمدي نجاد.

تحويل الأموال

قبل بدء عمليات التبادل، قال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، إن طهران تلقت "رسالة رسمية من السلطات القطرية تشير إلى تفعيل حسابات ستة بنوك إيرانية"، مضيفاً "تم إيداع ما يعادل 5,573,492,000 يورو في حسابات المصارف الإيرانية لدى مصرفين قطريين".

والأصول المفرج عنها من حسابات في سويسرا أموال مستحقة لإيران بموجب بيع نفط إلى كوريا الجنوبية، لكن سيول جمدتها مذ انسحبت الولايات المتحدة أحادياً عام 2018 من الاتفاق في شأن برنامج طهران النووي وأعادت فرض عقوبات على إيران.

وأشار فرزين إلى أن هناك "دعوى من إيران ضد كوريا الجنوبية لعدم إتاحة الوصول إلى هذه الأموال وانخفاض قيمتها (...)، من أجل الحصول على تعويضات".

فحص طبي

في الدوحة، قالت مصادر مطلعة على عملية التبادل إن المواطنين الأميركيين سيخضعون لفحص طبي في العاصمة القطرية قبل مغادرتهم قطر. ومن المقرر أن يسافر أربعة من المفرج عنهم إلى واشنطن، بينما سيتوجه الخامس إلى دولة خليجية أخرى.

ويتزامن تطبيق الاتفاق مع الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

العداء لا يزال قائماً

قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إن اتفاق تبادل السجناء الذي نتج منه إطلاق سراح خمسة أميركيين محتجزين في إيران، الإثنين، لن يغير علاقة العداء بين واشنطن وطهران، لكن الباب لا يزال مفتوحاً أمام الطرق الدبلوماسية بخصوص البرنامج النووي الإيراني.

 وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الأموال الإيرانية المنقولة إلى حساب قطري ستنفق على الأرجح في صفقات إنسانية ربما على مدى سنوات.

وقال مصدر إن إيران والولايات المتحدة علمتا أن ستة مليارات من أموال طهران المجمدة تم الإفراج عنها ونقلها لحسابات في قطر مما بدأ عملية تبادل خطواتها مصممة بدقة الإثنين لخمسة سجناء من كل من الجانبين.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الأموال التي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية ستكون في حوزة إيران، الإثنين، مما سيؤدي إلى تبادل خمسة مواطنين أميركيين محتجزين في إيران بخمسة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة وفقاً لاتفاق توسطت فيه قطر بإجراء محادثات على مدى أشهر. ولم يصدر تعليق بعد من الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مصدر مطلع على الأمر لـ"رويترز"، "أبلغت قطر الطرفين أن "المليارات الستة حولت من سويسرا لحسابات مصرفية في قطر". وأضاف "طائرة قطرية متأهبة في إيران بانتظار نقل خمسة أميركيين سيفرج عنهم واثنين من أقاربهم للدوحة صباح الإثنين".

وقالت مصادر في وقت سابق إنه بموجب الاتفاق من المتوقع أن يغادر خمسة مواطنين أميركيين مزدوجي الجنسية كانوا مسجونين في إيران إلى الدوحة ومنها إلى الولايات المتحدة.

وفي المقابل، ستطلق الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين محتجزين لديها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن اثنين سيعودان لإيران، بينما سيبقى اثنان في الولايات المتحدة بناءً على طلبهما، وسينضم الخامس لأسرته في دولة ثالثة.

ومن شأن الاتفاق، الذي أعلن عنه لأول مرة في الـ10 من أغسطس أن يزيل مصدراً كبيراً للتوتر بين واشنطن وطهران على رغم أن الجانبين لا يزالان على خلاف شديد في شأن قضايا تمتد من طموحات إيران النووية ونفوذها في أنحاء المنطقة إلى العقوبات الأميركية والوجود العسكري الأميركي في الخليج.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الإثنين إنها تعمل مع كل الأطراف المعنية بالاتفاق "لضمان مضي جميع الإجراءات بشكل سلس حتى تحل بصورة نهائية".

إعفاء من عقوبات

من بين الأميركيين المزدوجي الجنسية الذين سيفرج عنهم بموجب الاتفاق سياماك نمازي (51 سنة) وعماد شرقي (59 سنة)، وهما من رجال الأعمال، إضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 سنة) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، وأخرجتهم السلطات الإيرانية من السجن ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية الشهر الماضي، كما تم الإفراج عن أميركي رابع ووضع رهن الإقامة الجبرية، بينما كان الخامس رهن الإقامة الجبرية في المنزل بالفعل، لكن لم يكشف عن هويتهما.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الإيرانيين الخمسة الذين ستطلق الولايات المتحدة سراحهم هم مهرداد معين أنصاري وقمبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور كفراني وأمين حسن زادة وكاوه أفراسيابي. وقال مسؤولان إيرانيان من قبل إن أفراسيابي سيبقى في الولايات المتحدة.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق المنتمي للحزب الجمهوري، في عام 2018 من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، ولم ينل التوصل إلى اتفاق نووي آخر سوى قليل من الاهتمام منذ ذلك الحين، إذ يستعد بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2024.

وفي أول خطوة من تنفيذ الاتفاق، طبقت واشنطن إعفاءً موقتاً من عقوبات للسماح بتحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر، وجمدت كوريا الجنوبية، وهي واحد من أكبر مشتري النفط الإيراني، الأموال عندما فرضت واشنطن عقوبات مالية قاسية على طهران، من ثم لم يتسن تحويلها.

وبموجب الاتفاق، وافقت الدوحة على مراقبة طريقة إنفاق إيران للأموال لضمان أنها ستوجه لشراء السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.

وأثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الأميركيين الذين يقولون إن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأميركيين، بينما دافع البيت الأبيض عن الاتفاق.

وكانت مصادر قد قالت لـ"رويترز" إن الدوحة استضافت ما لا يقل عن ثماني جولات من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأميركيون أقاموا في فنادق منفصلة وتحدثوا عبر وسطاء قطريين. وركزت الجلسات السابقة بشكل رئيس على القضية النووية الشائكة فيما ركزت الجلسات اللاحقة على إطلاق سراح السجناء.

أمل إيراني

وأعربت إيران عن أملها في أن يتم الإثنين تنفيذ صفقة توصلت إليها الشهر الماضي مع الولايات المتحدة، تشمل إفراجاً متبادلاً عن سجناء وتحرير أرصدة إيرانية مجمدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي "نأمل في أن نلحظ (الإثنين) الاستحواذ الكامل على الأصول الإيرانية"، مشيراً إلى أن "تبادل السجناء سيتم في اليوم نفسه".

ومن المقرر أن يتم التبادل في قطر التي أسهمت في جهود الوساطة بين البلدين العدوين اللذين لا تربط بينهما أي علاقات دبلوماسية منذ عقود.

وفي حال تم تنفيذه، سيتزامن تطبيق الاتفاق مع الوصول المرتقب للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح كنعاني "سيفرج عن خمسة مواطنين إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة"، مقابل خمسة أميركيين كانت تحتجزهم طهران تم نقلهم الشهر الماضي من السجن إلى الإقامة الجبرية خارجه في إطار الاتفاق.

وأعلن عن هذا الاتفاق في 10 أغسطس، وفي إطاره نقلت إيران خمسة أميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية في فندق خاضع للحراسة قبل نقلهم إلى قطر للإفراج عنهم.

غايات إنسانية

وتشدد إدارة الرئيس جو بايدن على أنه يمكن لإيران استخدام هذه الأموال حصراً لشراء الأغذية والأدوية والسلع الإنسانية الأخرى التي لا تشملها العقوبات الأميركية، إلا أن بعض المسؤولين في طهران لمحوا إلى عدم وجود قيود على إنفاق هذه الأرصدة، لكن واشنطن حذرت من أنها قد تعيد تجميد الأصول في حال استخدمتها طهران لغير الغايات الإنسانية المحددة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين في وقت سابق من سبتمبر (أيلول)، "سنبقى على يقظة ونراقب إنفاق هذه الأصول، ولدينا القدرة على تجميدها مجدداً في حال دعت الحاجة".

وشدد على أنه سيكون لوزارة الخزانة الأميركية "إشراف صارم" على الأصول المنقولة من كوريا الجنوبية إلى قطر، وأوضح "لدينا اطلاع على كيفية إنفاقها، وقدرة على ضبط استخدامها".

اتفاقات تبادل السجناء

سبق للطرفين أن أبرما اتفاقات لتبادل السجناء آخرها في يونيو (حزيران) 2020 على رغم التوتر بينهما والخلافات في شأن ملفات متشعبة.

ورأى محللون أن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات خلف الكواليس، يؤذن بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين وقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للتعامل مع مخاوف منها ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتسارع وتيرته منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.

إلا أنهم استبعدوا أن يمهد الاتفاق لتفاهمات أكبر، خصوصاً في شأن النووي، لا سيما مع اقتراب ولاية بايدن من نهايتها واستعداد واشنطن للدخول في أجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

الاتفاق النووي

ويأتي اتفاق تبادل السجناء والإفراج عن الأصول بعد زهاء عام من انهيار محادثات هدفت لإحياء الاتفاق النووي.

وأتاح الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى تقييد الأنشطة النووية لإيران مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها، لكن واشنطن انسحبت أحادياً منه في 2018 وأعادت فرض العقوبات، مما دفع طهران للتراجع تدريجاً عن التزاماتها النووية، خصوصاً في مجال تخصيب اليورانيوم.

وأجرت إيران والقوى الكبرى، بتسهيل من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، محادثات اعتباراً من أبريل (نيسان) 2021 لإحياء الاتفاق، من دون أن تؤدي إلى نتيجة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات