Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تواصل المعارك والاشتباكات في كل جبهات القتال بالعاصمة السودانية

قصف صاروخي ومدفعي بالخرطوم وانقسام سياسي حول خطاب البرهان الأممي

ملخص

جدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بعد لقائه البرهان دعوة المملكة إلى التهدئة والانخراط في حوار سياسي

تجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في معظم جبهات القتال بمدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وبحسب مصادر عسكرية، جددت "الدعم السريع" قصفها القيادة العامة المركزية للجيش وسط الخرطوم ومواقع أخرى للجيش في أم درمان، مستخدمة الطيران المسير والمدافع والصواريخ انطلاقاً من مواقع لها شرق الخرطوم وشمال الخرطوم بحري.

قصف وتمشيط

في المقابل، رد الجيش بقصف جوي وأرضي استهدف تحركات ومواقع "الدعم السريع" في محيط المدينة الرياضية جنوب الخرطوم، كما قصفت مدفعية الجيش، من قاعدتي وادي سيدنا وكرري العسكريتين بأم درمان، تجمعات ونقاط ارتكاز قوات الدعم السريع في مواقع عدة جنوب ووسط أم درمان القديمة وحول سلاح المهندسين، وأدى القصف إلى سقوط قتلى وتدمير عدد من مركبات "الدعم السريع".

وتواصل قوات العمل الخاص المشتركة بين الجيش وهيئة العمليات بجهاز الأمن والاستخبارات عمليات تمشيط واسعة في الأحياء المحيطة بسلاح المهندسين بأحياء ومربعات أبوسعد والفتيحاب القديمة جنوب أم درمان، كما تمكنت من تدمير عدد من المركبات المقاتلة وتدمير مخزونات من الذخيرة التابعة لها بجوار مبنى الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بأم درمان.

وشكا مواطنون فارون من مناطق القصف المتبادل غرب وجنوب أم درمان والنصر والهدى في شرق النيل بالخرطوم بحري، من وجود مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع يمارسون الابتزاز والترويع والنهب وسرقة المنازل بالإكراه.

تباين وانقسام

سياسياً، وصف تحالف قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه جاء مخيباً للآمال ولم يطرح أي تعهدات واضحة تخاطب المأساة التي يعيشها الشعب السوداني. وأكد التحالف تمسكه بالعمل من أجل وقف هذه الحرب واللجوء إلى الخيارات السلمية، والسعي إلى مشروع وطني ينهي القتال ويعيد بناء الدولة السودانية وينهض بها من دمار الحرب، وحض التحالف، في بيان، الأطراف المتقاتلة على العودة إلى طاولة التفاوض عبر عملية سياسية شاملة تخاطب جذور الأزمة، وتنهي المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب، وتنصف الضحايا وتلتزم جبر الضرر والتعويض، وتؤسس لمسار تحول مدني ديمقراطي وجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد ويلتزم مهامه الدستورية في حماية البلاد وأمنها، وأوضح البيان أن الكارثة التي تمر بها البلاد الآن باتت تهدد وجودها وتطرح تحديات قد تمس وحدتها وسيادتها، وتحطم حياة أهلها بصورة غير مسبوقة، مما يتطلب من جميع الأطراف تحكيم صوت العقل واللجوء للحلول السلمية التفاوضية عوضاً عن المواجهات المسلحة، مشيراً إلى أن الحرب الدائرة لا تصب إلا في مصلحة بقايا عناصر النظام البائد الذين يسعون إلى إطالة أمدها بغية السيطرة على السلطة ولو على حطام ما يتبقى من الوطن.

خطوة متقدمة

من جانبه، وصف الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل خطاب البرهان بأنه خطوة متقدمة في حشد الدعم الدولي للوقوف مع أهل السودان ومساندتهم في معركتهم المصيرية ضد القهر وتقسيم البلاد، وتمسكه بمدنية الدولة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تلبي طموحات وآمال الشعب السوداني في الاستقرار والعدالة والحرية والسلام العادل الشامل المستدام. وجدد الأمين السياسي للحزب معتز الفحل موقفه الوطني الثابت في دعم شرعية مؤسسات الدولة والحفاظ عليها ووحدة وتماسك قواتها المسلحة، معتبراً أن مخاطبة البرهان الجمعية العمومية للأمم المتحدة تعد دعماً دولياً لاستقرار وسلام السودان. وأكد الفحل سعي الحزب بكل عزيمه وصدق لإنهاء الحرب بتوسيع التواصل مع مختلف القوى السياسية الحريصة على وحدة السودان عبر حوار وطني داخلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورحبت حركة تحرير السودان، الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السودان، بقيادة مصطفى تمبور بخطاب البرهان باعتباره "لمس القضايا المرتبطة بتطورات الأوضاع بالبلاد بخاصة ما يتعلق بتعرية ميليشيات الدعم السريع المتمردة أمام زعماء العالم والمطالبة بتصنيفها ميليشيات إرهابية"، وشددت الحركة على ضرورة إنهاء التمرد في أقرب وقت ممكن تمهيداً للانتقال إلى الخطوة التالية بإعادة إعمار ما دمرته الحرب وعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية ومحاكمة كل من يثبت تورطهم في جرائم في حق المدنيين.

تصعيد متوقع

في السياق، وصف أستاذ العلاقات الدولية عبدالمنعم جلال الدين الخطاب بأنه محاولة لاستثارة العاطفة الدولية والغربية واستثمار انحيازها الطبيعي والمبدئي للقضايا الإنسانية ومناهضتها انتهاكات حقوق الإنسان، وبدا كأنه يطالب الجمعية العمومية وقادة العالم بمساعدته في حربه ضد قوات الدعم السريع بتصنيفها مجموعة إرهابية، بدلاً من مساعدته في وقف الحرب وإعادة السلام والاستقرار إلى بلاده. وأوضح جلال الدين أن خطاب البرهان خلا من طرح رؤية واضحة لإنهاء الحرب والخروج من الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، كما لم يكرس مضمونه للاستفادة من الزخم والاهتمام اللافت لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الحالية بما يدور في السودان، أو التجاوب مع ما يشبه الإجماع في الدعوات والمواقف الدولية بضرورة توحيد الجهود نحو إنهاء الحرب والصراع في السودان.

وتوقع أستاذ العلاقات الدولية أن يؤدي الخطاب إلى مزيد من التصعيد الميداني من قبل قيادة الدعم السريع برفع وتيرة المعارك والاشتباكات لتحقيق إنجازات عسكرية على الأرض، أو المضي في تنفيذ تهديده تشكيل حكومة موازية بالخرطوم رداً على خطاب البرهان، مما يضع البلاد مباشرة أمام خطر التقسيم، محملاً المسؤولية التاريخية لذلك لقادة كلا الطرفين، وتورطهما في التمادي بالحرب من دون الاكتراث لحجم الدمار والخراب والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات.

استنفار وملاحقات

قضائياً، وجهت النيابة العامة اتهامات بتقويض النظام الدستوري إلى عدد من المتهمين في "الدعم السريع" بناءً على دعوى قيدها ضدهم الجيش، في وقت تتواصل عمليات التعبئة والاستنفار بالولايات.

وفي منحى تصعيدي جنوب دارفور، أعلن أبو القاسم أحمد آدم والي الولاية بالإنابة "الجهاد" في ولايته، وأوضح آدم، عقب صلاة الجمعة في 22 سبتمبر (أيلول) الجاري، في مدينة نيالا عاصمة الولاية، أن حرب "الدعم السريع" تحولت من الديمقراطية والمدنية إلى التخريب والنهب والاغتصاب، وحولت جميع الناس إلى نازحين داخل وطنهم، متهماً، في الوقت نفسه الإدارة الأهلية بأنها صارت جزءاً من الأزمة بدلاً من أن تسهم في رفع المعاناة عن الناس. وقال إن الحياد في هذه الحرب خيانة وطنية.

سلسلة لقاءات

دبلوماسياً، وعلى هامش اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أجرى البرهان سلسلة لقاءات مع عدد من القادة والوزراء تمحورت حول مستجدات الأوضاع في السودان. ورحب البرهان، لدى لقائه غزالي عثماني رئيس جمهورية جزر القمر، رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية لأجل استتباب الأمن والاستقرار في السودان، وأطلعه على الأوضاع الراهنة في السودان.

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في خلال لقائه البرهان، دعوة المملكة إلى التهدئة والانخراط في حوار سياسي يضمن حل الأزمة ويعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه. وأكد أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية.

كما أطلع البرهان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على تطورات الأوضاع الداخلية في السودان والانتهاكات التي مارستها قوات الدعم السريع ضد المدنيين والدولة السودانية، مشيداً بدور روسيا المتواصل في دعم السلام والاستقرار في السودان.

وأطلع رئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا على أوضاع البلاد، مجدداً ترحيب السودان بجهود الدول الشقيقة والصديقة من أجل معالجة الأزمة.

من جانبها، لفتت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في بعد لقائها البرهان إلى أن الشعب السوداني يستحق الحرية والسلام والعدالة، مشددة على ضرورة العمل لإنهاء هذا الصراع الوحشي.

المزيد من متابعات