ملخص
مصدر مقرب من زعيم حزب العمال قال إن السير كير والرئيس الفرنسي ناقشا عدداً من المسائل الشائكة عندما التقيا هذا الأسبوع في باريس - بما في ذلك علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي
علمت "اندبندنت" بأن محادثات سرية قد عقدت بين زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، في الوقت الذي يتعمق فيه الخلاف بين الحزب المعارض والحكومة حول الموقف من أوروبا.
مصدر مقرب من زعيم حزب العمال قال إن السير كير والرئيس الفرنسي ناقشا عدداً من المسائل الشائكة عندما التقيا هذا الأسبوع في باريس - بما في ذلك علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي وكيفية التعامل مع عبور القوارب الصغيرة القنال الإنجليزي.
ووصف السير كير في وقت لاحق المحادثات بأنها "سياسية للغاية"، في حين قال المصدر لهذه الصحيفة إن الاثنين "تناولا المسائل الصعبة كلها لا المجاملات فقط".
جاء الاجتماع على خلفية جدل حول ما قد تنطوي عليه أي إعادة مفاوضات مع التكتل وبعدما قال السير كير - الذي يتبع نهجاً حذراً في شأن "بريكست" قبل الانتخابات المقبلة - إنه يريد "علاقة تجارية أوثق" مع الاتحاد الأوروبي.
ومع تزايد التكهنات حول موقف حزب العمال، اتهم وزير الخزانة، جيريمي هانت، المعارضة بالرغبة في "إلغاء بريكست" إذا فازت في الانتخابات العامة المقبلة - وهو اتهام سارع السير كير إلى نفيه.
اقرأ المزيد
- هل يطارد ستارمر تسوية خيالية لبريكست؟
- دعوة ستارمر للقاء ماكرون خطوة لافتة
- مناهضون لـ"بريكست" يتظاهرون من أجل عودة بريطانيا للاتحاد الأوروبي
- التناقض القائم في نظرة البريطانيين لـ"بريكست" وشعورهم حياله
- كيف تتوزع خريطة الندم على بريكست في بريطانيا؟
- بريطانيا ترجئ تطبيق ضوابط "بريكست" الحدودية إلى عام 2024
يأتي الهجوم في أعقاب أجرأ تعليقات يدلي بها السير كير حتى الآن حول هذا الموضوع، ملمحاً إلى رؤيته لعلاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.
ففي خطاب أدلى به في مؤتمر لقادة يسار الوسط بكندا، قال إنه "لا يريد الانحراف" عن قواعد الكتلة في شأن حقوق العاملين والأغذية والبيئة.
وقال: "ينشأ معظم النزاع الناشئ عن وجود المملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي من رغبتها في الانحراف واتباع مسارات مختلفة عن نظيراتها في الاتحاد الأوروبي... من الواضح أننا كلما شاركنا التكتل مزيداً من القيم، ورؤيتنا المشتركة للمستقبل، قل احتمال النزاع. في الواقع، إنه يفتح طرقاً مختلفة لحل المشكلات".
وأضاف ستارمر: "في الواقع لا نريد التباعد، لا نريد خفض المعايير، لا نريد أن نمزق المعايير البيئية، معايير العمل للأشخاص الذين يعملون، ومعايير الأغذية وكل ما تبقى".
وأثارت تصريحات السير كير انتقادات من المحافظين، إذ قال هانت إن موقف المعارضة "سيقلق كثيراً من الناس الذين صوتوا لصالح بريكست".
واتهم وزير البيئة، مارك سبنسر، زعيم حزب العمال بـ"التخبط" في نهجه تجاه بروكسل، قائلاً: "أعتقد أن الاستمرار في الهوس - كما يفعل حزب العمال - في شأن بريكست والنظر إلى الوراء نظرة وردية والتحدث عن اتباع قواعدهم [الأوروبيين]، يعيدنا إلى الوراء في الزمن".
وبينما هاجم النواب المحافظون تصريحاته، اضطر زعيم حزب العمال إلى التوضيح لصحافيين بألا نية له لقلب "بريكست". وقال: "لا يوجد نقاش لصالح إعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا لصالح إعادة الالتحاق بالاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة". أضاف أن القوانين "ستصدر في هذا البلد من أجل المصلحة العامة".
لكنه أضاف أن هذا "لا يعني أن حكومة عمالية ستخفض معايير الأغذية أو تقلص الحقوق التي يتمتع بها الناس في العمل".
كذلك رفضت وزيرة الخزانة في حكومة الظل، ريتشيل ريفز، الانتقادات، قائلة: "ينبغي ألا يكون مفاجئاً" وإن حزب العمال لن "يقلص حقوق العاملين أو حماية البيئة أو معايير الأغذية".
وقالت إن حزب العمال قبل نتيجة استفتاء عام 2016 لكنها أضافت: "لأننا نريد هذه المعايير العالية، نعتقد أن من الأسهل على حكومة عمالية مقبلة الحصول على اتفاق أفضل مع الاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقات التجارية... ذلك لأن الحقيقة هي أن الاتفاق الذي أبرمه بوريس جونسون قبل ثلاث سنوات ليس جيداً بما فيه الكفاية وشهدنا انحساراً في التجارة بين المملكة المتحدة والجيران الأوروبيين الآخرين".
ويعد السير كير بالضغط من أجل تحسين العلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي إذا شكل حزب العمال الحكومة المقبلة. يذكر أن كلاً من اجتماع مونتريال ومحادثات باريس كانا جزءاً من جولة دولية قام بها زعيم حزب العمال بهدف تصويره كرئيس وزراء محتمل.
وفي الوقت نفسه قيل إن فرنسا وألمانيا تدفعان بخطط تعرض على بريطانيا "عضوية شراكة" في الاتحاد الأوروبي.
ويجادل بعض مؤيدي "بريكست" بالقول إن مغادرة الاتحاد الأوروبي تمثل فرصة لتغيير التنظيمات في مجالات مثل معايير المنتجات أو البيئة - التي اتفق عليها سابقاً في بروكسل عندما كانت بريطانيا عضواً في الاتحاد.
وتقول جهات أخرى، مثل النقابات العمالية ودعاة حماية البيئة، إن قواعد الاتحاد الأوروبي تساعد على إبقاء معايير المملكة المتحدة عالية وتحذر من التباعد بين بريطانيا والكتلة.
وتحذر الشركات أيضاً من أن التباعد مع الاتحاد الأوروبي قد يرتب كلفة إضافية.
وبموجب اتفاق "بريكست" الذي فاوض عليه رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، سيتباعد كتابا قواعد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تدريجاً - على رغم أن ريشي سوناك تخلى عن خطط التطهير الفوري للجريدة الرسمية من تشريعات الاتحاد الأوروبي كلها.
وستتطلب النهج الأخرى لـ"بريكست"، مثل البقاء في السوق الموحدة، أن تظل بريطانيا متوائمة مع قواعد الاتحاد الأوروبي، لكنها ستخفض الحواجز التجارية مقارنة بالوضع الحالي.
وقال ناطق باسم حزب العمال إن الحزب لا يريد انضمام المملكة المتحدة مرة أخرى إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، وإن بريطانيا "لن تعود بأي شكل من الأشكال" إلى الاتحاد الأوروبي.
© The Independent