ملخص
دمشق تعيد افتتاح سفارتها في الرياض بعد إغلاق دام 12 عاماً
بعد 12 عاماً من انقطاع العلاقات والتمثيل الدبلوسي بين السعودية وسوريا، افتتح القنصل السوري إحسان رمان سفارة بلاده في الرياض أول من أمس السبت، التي وصلها في وقت سابق برفقة ممثلي البعثة الدبلوماسية لدمشق وهم عامر الطيان وحسين عبدالعزيز وراكان داوود.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن رمان القول، إن سفارة بلاده في الرياض هي بيت لكل السوريين ولخدمة كل أبناء الجالية السورية في السعودية وتقديم أفضل الخدمات لهم.
ويأتي افتتاح السفارة السورية في العاصمة السعودية بعد أشهر من وصول أول فريق فني سعودي لمناقشة آليات إعادة فتح السفارة في دمشق برئاسة الوزير المفوض غازي بن رافع العنزي في أواخر مايو (أيار) الماضي.
وبدأ استئناف العمل الدبلوماسي للسوريين في الرياض من دون تسمية السفير، إذ لم يرد حتى اليوم تعيين سفيرين للبلدين.
دولة مركزية
وحول بدء دمشق فعلياً بافتتاح سفارتها في بالرياض وأهمية ذلك، قال المحلل السياسي عبدالله الجنيد "إن السعودية هي الدولة المركزية عربياً، وأولويتها هي إعادة الاستقرار لعموم المنطقة"، لافتاً إلى أن حوض الرافدين ليس بعيداً من تنفيذ تلك الاستراتيجية التي تقتضي تظافر جميع دول الإقليم، مؤكداً أن "الرياض منخرطة بكل أدواتها وإمكاناتها في إطفاء الأزمات ووضع برامج داعمة للاستقرار".
وأضاف الجنيد أن "سوريا في حالتها القائمة تمثل تحدياً إقليمياً عالي الكلفة أمنياً على عموم جواره المتصل أو القريب، لذلك نجد دمشق تسعى لتعزيز كافة المسارات التي تخدم عودتها للحضن العربي تمهيداً لإطلاق برنامج انتقال سياسي لاحقاً".
القمة العربية
وفي 19 مايو الماضي استقبلت السعودية الرئيس السوري بشار الأسد في أول زيارة له بعد توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لأكثر من عقد من الزمن، للمشاركة في القمة العربية الثانية والثلاثين التي انعقدت في مدينة جدة (غرب البلاد).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبقدوم الرئيس السوري أنهى قطيعة بلاده مع الدول العربية بوجه العموم والسعودية تحديداً التي دامت 12 عاماً بعد أن علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا رداً على قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البلاد عام 2011.
ومع عودة دمشق لموطنها العربي، عادت العلاقات الثنائية التي تربطها بالدول العربية، ثم تلا ذلك الإعلان عن استئناف النشاطات شيئاً فشيئاً، التي كان من ضمنها عودة علاقاتها الدبلوماسية مع الرياض، وبدأت مباحثاتها في وقت سبق انعقاد القمة العربية الأخيرة في جدة.
تقارب مسبق
وعلى رغم أن مشاركة الرئيس السوري في اجتماعات القمة العربية الأخيرة بالسعودية شكلت العودة الرسمية لعلاقات دمشق مع جيرانها العرب، إلا أن عمليات التقارب مع الرياض سبقت تلك القمة، التي بدأت بشكل فعلي بعد استئناف العلاقات السعودية- الإيرانية، وإنهاء التوتر بينهما برعاية الصين، إذ نقلت قناة الإخبارية الرسمية في 26 مارس (آذار) الماضي، القول عن مصدر في وزارة الخارجية السعودية عن بدء المحادثات بين الرياض ودمشق عالية المستوى.
سبق ذلك أن قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في تصريحات صحافية في الثامن من مارس الماضي، "إن هناك حواراً لعودة سوريا للحضن العربي"، وأضاف "يوجد إجماع على أن الوضع في دمشق ليس مقبولاً".
عقب تلك التصريحات قام وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بزيارة إلى الرياض في أبريل (نيسان) الماضي، اجتمع خلالها بوزير الخارجية السعودي وصدر عنها بيان مشترك بين الطرفين بعد جلسة من المباحثات أكد على مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية.
وجاء في البيان المشترك لوزيري الخارجية "اتفق الجانبان على أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات إلى جميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم وإنهاء معاناتهم، وكذلك تمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها الإسهام في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".
ونقل البيان تأكيد كلا الجانبين على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.