Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء تعز الصم يحولن أحلامهن إلى حقيقة

5 شابات من ذوي الإعاقة السمعية يفتتحن مشروعاً لتقديم الأطعمة الصحية والمعجنات والحلويات والمشروبات الطبيعية وسط تفاعل مجتمعي واسع ودعم كبير

أقدمت خمس شابات من ذوي الإعاقة السمعية والنطقية على افتتاح متجر متخصص في بيع الأطعمة (وسائل التواصل الاجتماعي)

يواجه الأشخاص من ذوي الاحتياجات السمعية والنطقية في اليمن تحديات مضاعفة جراء سنوات الحرب المستمرة، إلا أن إرادة التحدي والعمل الجاد أسهمت في بروز قصص نجاح متميزة تتحدى هذا الواقع الصعب.

في مدينة تعز التي تعرف بمكانتها الثقافية البارزة في اليمن أقدمت خمس شابات من ذوي الإعاقة السمعية والنطقية على افتتاح متجر متخصص في بيع الأطعمة الصحية والمعجنات والحلويات والمشروبات الطبيعية. المبادرة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي لقيت إشادة واسعة وتفاعلاً لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي، مما يعكس أهمية هذه الخطوة في تسليط الضوء على قدرات هذه الفئة وإمكاناتها الاقتصادية والاجتماعية.

حلم يتحقق

المشروع الذي يحمل اسم "خمس خوات" يمثل قصة تحدٍّ وإصرار لأخوات جمعهن الحلم المشترك والكفاح في وجه الصعوبات. من خلال لغة الإشارة أطلقت الشابات حملة دعائية مليئة بالطموح والأمل، داعيات الجميع إلى دعمهن وزيارة مطعمهن الأول من نوعه في اليمن.

عائشة جباري (28 سنة) وأخواتها وفاء وهدى وبشائر ونهى عبرن عن طموحهن بحركات أصابعهن قائلات، "نحن خمس خوات صم، حولنا الحلم إلى مشروع حقيقي. طموحنا يكبر بدعمكم. زورونا في افتتاحنا، وكونوا جزءاً من قصة نجاحنا".

تقسيم المهام وتعاون مثمر

يعمل الفريق بروح جماعية، وتتولى كل شابة دوراً محدداً بناءً على مهاراتها وقدراتها. وفاء، على سبيل المثال، تتولى التواصل مع العملاء باستخدام الكتابة المباشرة أو تطبيقات تكنولوجية تسهل التفاعل، وتوفر بطاقات تعريفية بأصناف الأطباق. من جهتها تتخصص بشائر في تزيين الأطباق وصناعة العصائر الطبيعية، بينما تكرس هدى جهودها لإعداد الحلويات الصحية، وتتولى نهى إعداد وتحضير الفطائر المتنوعة.

 

وأكدت عائشة أن هذا التوزيع للأدوار ليس عشوائياً، بل يعكس تماسك الفريق وقدرته على العمل بتناغم، مما يضمن تقديم منتجات عالية الجودة.

دروس في الصبر والإبداع

لم يكن الطريق سهلاً أمام "خمس خوات"، إذ واجهن عوائق كبيرة أبرزها قلة الموارد المالية، وصعوبة التواصل الفعال مع الموردين والعملاء بسبب إعاقتهن. وعن ذلك تقول عائشة، "كان علينا التغلب على كثير من النظرات المجتمعية السلبية التي تشكك في قدرتنا على النجاح"، مضيفة، "اعتمدنا على التعلم المستمر، وطلبنا مساعدة من أشخاص يدعموننا في التواصل، وكان لدعم الأسرة والمجتمع أثر كبير في تخطي هذه التحديات".

تفاعل واسع ودعم مجتمعي

حظي المشروع بتفاعل إيجابي واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وعبر عديد من اليمنيين عن إعجابهم بالمبادرة. وكتب أحد المتابعين، "شكراً لكنَّ على إثبات أن النجاح ممكن مهما كانت الظروف. تعلمنا منكن أن الإرادة والعمل هما المفتاح لتحقيق الأحلام". وعلق آخر قائلاً، "هذه المبادرة ليست مجرد مشروع، بل رسالة أمل وإلهام للمجتمع".

 

طموحات مستقبلية

لا يتوقف طموح "خمس خوات" عند حدود مدينتهن، بل يخططن لتوسيع مشروعهن ليشمل محافظات يمنية أخرى، مع إضافة أصناف جديدة تناسب مختلف الأذواق، كما يهدفن إلى أن يصبحن قدوة لأفراد آخرين من ذوي الإعاقة السمعية والنطقية وتشجيعهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واختتمت عائشة حديثها قائلة، "نؤمن بأن العمل الجماعي والإرادة القوية قادران على تحقيق المستحيل. مشروعنا ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة طويلة من النجاح والإبداع".

على رغم المبادرات الملهمة مثل مشروع "خمس خوات" تبقى الأزمة الإنسانية في اليمن تتصدر المشهد العالمي كواحدة من أشد الأزمات تعقيداً. يحتاج أكثر من 21 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية بينهم تسعة ملايين مهددون بالمجاعة، ومعظمهم من النساء والأطفال.

في هذا السياق تواجه فئات ذوي الإعاقة السمعية والنطقية تحديات مضاعفة نتيجة ضعف الاهتمام الحكومي والمجتمعي، مما يجعلهم الفئة الأكثر عزلة. ولأن لغة الإشارة هي وسيلتهم الوحيدة للتواصل، فإن نقص الوعي المجتمعي بها يعمق من عزلتهم ويضاعف معاناتهم، ليظل دمجهم الحقيقي في المجتمع مرهوناً بجهود أكبر وشراكة أكثر شمولاً.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات