Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتعال جبهة القتال شمال كردفان وقصف متبادل بالخرطوم

تمثل مدنية الأبيض موقعاً استراتيجياً كحلقة ربط بين غرب السودان ووسطه وعاصمته

الطيران الحربي قصف رتلاً لقوات "الدعم السريع" على الطريق الغربي الرابط بين أم درمان والأبيض تكبدت فيها "الدعم السريع" خسائر في الأرواح والعتاد (أ ف ب)

ملخص

اشتباكات بالأبيض ومعلومات حول دخول الألغام في معارك الخرطوم

تجددت المعارك والاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" استخدمت فيها المدفعية الثقيلة وكل أنواع الأسلحة، في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، فيما تتواصل بمدن العاصمة القومية الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، عمليات القصف المدفعي المتبادل والاشتباكات المتقطعة في محيط عدد من المناطق العسكرية والأحياء.

وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات الفرقة الخامسة "الهجانة" تصدت لهجوم كبير من "الدعم السريع" تسللت إلى وسط مدينة الأبيض وخاضت معها حرب شوارع وكرّ وفرّ ومطاردات، وكبدتهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، واستولت على عدد من العربات بكامل عتادها.

وتمثل مدنية الأبيض موقعاً استراتيجياً كحلقة ربط بين غرب السودان ووسطه وعاصمته، فضلاً عن وجود مطار مهم وقاعدة جوية والفرقة الخامسة - مشاة للجيش السوداني المهمة التي تلعب دوراً مؤثراً في خريطة الحرب الحالية، وتنتشر حولها مجموعات من "الدعم السريع" في مناطق عدة من الولاية بحكم متاخمتها لإقليم  دارفور.

قصف ومسيرات

وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي قصف رتلاً لقوات "الدعم السريع" على الطريق الغربي الرابط بين أم درمان والأبيض تكبدت فيها "الدعم السريع" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مشيرة، أيضاً، إلى أن قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية نفذت عمليات نوعية ناجحة ضد قوات "الدعم السريع" داخل أحياء العباسية والموردة وسط المدينة. وبحسب المصادر ذاتها، استهدفت مسيرات تابعة للجيش تجمعات لقوات "الدعم السريع" في حي النزهة بالخرطوم، كما استهدف الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة محيط سلاحي الذخيرة والمدرعات في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم. وقصفت "الدعم السريع" في المقابل، من منصاته المدفعية في شمال بحري من مزارع الحلفايا، مناطق شمال أم درمان محلية كرري وأحياء وحارات الثورة. ووجهت، من موقعها الرسمي على منصة "إكس" إنذاراً لمن وصفته بفلول معسكر حطّاب للجيش شمال الخرطوم وكتبت، "بعد القضاء على ميليشيات البرهان (عبد الفتاح البرهان) في العيلفون، أشاوس الدعم السريع ينذرون فلول معسكر حطّاب". كما بثت على موقعها مقطع فيديو يشرح عملية تفكيك منظومة ألغام قامت الدائرة الهندسية بقوات "الدعم السريع" بتفكيكها قائلة إن الجيش زرعها في ضاحية العيلفون شرق الخرطوم التي هاجمتها قبل يومين.

تفاقم إنساني

وأفاد بيان لمحامي الطوارئ بأن معارك مدينة الأبيض شملت الأحياء الغربية وأسواق الشجرة والشعبي وكريمة وأحياء ودّ الياس وكواتيش والشويحات. وأصابت إحدى القذائف المدفعية داراً لإيواء النازحين داخل المدينة. وكشف البيان عن تفاقم الوضع الإنساني داخل الأحياء والمستشفيات وسط نداءات لإسعاف الجرحى والمصابين بمستشفى الأبيض التعليمي ومستشفى الضمان بسبب انقطاع الكهرباء بالمدينة وشح الوقود والإمداد. وأعلنت الهيئة مقتل طفل وإصابة 16 مواطناً جراء الاشتباكات والعمليات العسكرية داخل أحياء المدينة، متهمة طرفي النزاع بالقصف المدفعي العشوائي من منصات مختلفة داخل المدينة وخارجها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي بيان منفصل، طالب محامو الطوارئ قادة الجيش وقوات "الدعم السريع" بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وعدم تعريض المدنيين للخطر وتوفير الحماية لهم والالتزام بالمبادئ الأساسية المرتبطة بتحديد الأهداف العسكرية ومبدأ استخدام الأسلحة التي تلحق أضراراً بالمدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون. وقال البيان إن مواطني مدن ولاية الخرطوم وبعض عواصم الولايات، التي تشهد عمليات عسكرية، ظلوا يدفعون كلفة باهظة في الأرواح والممتلكات طوال فترة الحرب بسبب تواجد المقرات العسكرية داخل المناطق السكنية المأهولة بالسكان المدنيين، منتقداً وجود معسكرات لتدريب المستنفرين من الشباب في منطقتي العيلفون وجبل أولياء، ما جعلها أهدافاً عسكرية لقوات "الدعم السريع"، وعرّض المدنيين لجملة من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

سير وتحولات المعارك

وأوضح المحلل الأمني الأمين محمد بشير أن مجريات المعارك تشير إلى أن قوات "الدعم السريع" عملت منذ البداية على حصار مقرات الجيش الرئيسة في القيادة العامة وسلاحي المهندسين والمدرعات، لكنها فشلت في الاستيلاء الحاسم على أي منها. ولم يتمكن الجيش في المقابل طوال ستة أشهر مضت من فك الحصار أو وقف هجمات "الدعم السريع" على تلك المقار. وأشار بشير إلى أن واقع العمليات الأرضية شبه المتوازن داخل ولاية الخرطوم دفع قوات "الدعم السريع" إلى اجتراح عمليات عسكرية بالمناطق الطرفية لإشغال وحدات الجيش هناك ومنع تحرك أي دعم منها باتجاه بالعاصمة. ولفت إلى أنه، في ظل تباطؤ وتعثر الحسم العسكري لمصلحة أي من الجانبين، تزايدت الخسائر في أرواح وممتلكات المدنيين بشكل لافت "التفوق الميداني الظاهري لقوات الدعم السريع في الاشتباكات المباشرة والتي استطاعت من خلالها كسب معارك أرضية عدو موقتاً، مكّنها من منع دخول متحركات الجيش التعزيزية من الفيالق والحاميات الطرفية من خارج الخرطوم، للمساهمة في رفع الحصار عن مراكز ومقار الجيش العسكرية المهمة منذ بداية الحرب". وتابع "فرق وأسلحة الجيش أدت دوراً فاعلاً في المعارك مثل سلاح الطيران والمدفعية والاستخبارات، ويبقى دور القوات البرية التي لا تزال تخوض معارك ميدانية متأرجحة الفعالية في الهجوم والتصدي، مقابل بعض التقدم للدعم السريع، ما يتطلب من القوات البرية في هذه المرحلة أن تطور خططاً هجومية جديدة".

ضوء أخضر

على خط الحراك والمساعي للتهدئة، كشفت الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي عن تلقيها الضوء الأخضر من الفريق ركن أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لمقابلة أي من الأطراف السياسية للمساهمة في وقف الحرب. وأوضح عادل المفتي مقرر الآلية أن الآلية شرعت بالفعل بإجراء اتصالاتها، متمنياً أن تؤتي ثمارها في وقف الحرب وإعادة الحياة من جديد للشعب السوداني بعد أن فقد كل ما يملك. وأشار إلى أن جهودها ستتواصل من أجل تحقيق توافق وطني يسهم في وقف الحرب وإدارة المرحلة السياسية المقبلة، لافتاً إلى مخاطبة الآلية تحالف قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي. وقال إن مقترح تشكيل حكومة تصريف أعمال أو طوارئ من كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية، تم طرحه من قبل الآلية قبل حوالى عام ونصف العام عقب انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وأكد أن الآلية لن تكون طرفاً في تكوين الحكومة، لكنها طرحت نفسها كمسهل بين القوى المدنية والسياسية الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني النقابية والاجتماعية.

سخط ورفض

ورداً على قرار الحكومة السودانية المفاجئ باستئناف الدراسة بالجامعات والمدارس في الولايات والمدن السودانية غير المتأثرة بالحرب، منتصف أكتوبر، رأت فاعليات شعبية وتربوية وإعلامية أن القرار غير قابل للتنفيذ في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد والشعب السوداني، فضلاً عن تأثر ولايات ومدن السودان كافة بالحرب بطريقة أو أخرى. وأعلنت لجنة المعلمين السودانيين رفضها ومقاومتها قرار فتح المدارس الذي تواجهه مجموعة من المشكلات والعقبات أبرزها عدم صرف مرتبات المعلمين، واستغلال عدد كبير من المدارس في الولايات كدور لإيواء النازحين. ولفت، في بيان، إلى أن عدم توافر معينات العملية التعليمية ونزوح كثيرين من المعلمين والطلاب من الولايات المتأثرة إلى تلك الآمنة أو حتى مغادرة البلاد، من أهم العقبات التي تحول دون تنفيذ القرار. ووصف البيان الحكومة الحالية بأنها حكومة أمر واقع، عليها أولاً أن تسعى لحل تلك المشكلات قبل أن تتحدث عن فتح المدارس، مشيرة إلى أن صدور القرار من دون النظر للعواقب المترتبة عليه يشير إلى عدم إحاطة مجلس الوزراء بمشكلات البلاد.

قلق أفريقي أممي

إلى ذلك، أعرب كل من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الوضع الإنساني المتردي في مختلف أنحاء السودان، مناشدين المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم للاجئين والدول المضيفة للاجئين الفارين من الحرب. وأكد البيان المشترك للاجتماع التشاوري السنوي لمجلس السلم والأمن الأفريقي وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، رفض التدخل الخارجي في الشأن السوداني خشية أن يؤدي إلى المزيد من التأجيج للصراع. ودان البيان العنف المستمر وغير المقبول بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وما كشفت عنه التقارير من هجمات عشوائية على السكان المدنيين، ونهب الإمدادات الإنسانية، وتدمير البنية التحتية، مؤكداً الحاجة الملحة لوقف الأعمال العدائية على الفور وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وأولوية الحوار والمصالحة من أجل تحقيق السلام والتوقيع على وقف دائم لإطلاق النار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات