تشهد خطوط التماس على الجبهة الشمالية في حلب اشتباكات متقطعة، وهدوء يكتنفه الحذر والترقب من اشتداد حدة الصراع المسلح وتوسيع نطاقه من قبل فصائل المعارضة نحو معركة أشمل.
دعم الفصائل
وترجح مصادر ميدانية على الجبهة الشمالية في حلب أنه من المتوقع فتح معركة ريف حلب من محاور عدة، وسّعت على إثرها قوات الجيش النظامي مع القوات الرديفة له من تحصيناتها على محاور أحياء وبلدات كفر حمرة والليرمون ومحاور قرى نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية.
في مقابل ذلك، ناشد ناشطون معارضون عبر حساباتهم الشخصية والرسمية قادة الائتلاف السوري المعارض وحليفه التركي تقديم الدعم للفصائل المقاتلة في حلب لإشعال جبهة المدينة مجدداً، بعدما أحكم النظام عام 2017 سيطرته على المدينة وانكفأت نتيجة ذلك فصائل المعارضة، لكنها لم تتوقف عن استهداف المدينة من محاور عدة برمايات ثقيلة ومتوسطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اللوم على "الجولاني"؟
وتبرر فصائل درع الفرات عدم مشاركتها في معركة إدلب بأنّها مُنعت من قبل "الجولاني"، القائد العام لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
ويُذكر أن قيادياً من فصائل درع الفرات ظهر في شريط مصور في 16 أغسطس (آب) الحالي يلقي اللوم على "الجولاني" لعدم دخول فصائل درع الفرات للمشاركة في معركة إدلب، واصفاً إياه بـ"عميل للروس والنظام السوري".
وفي السياق، ردت قيادات من الهيئة على الشريط المصور بالقول إنها لم تمنع أحداً من الذهاب إلى إدلب ووصفت الفيديو بأنه "ذريعة وحجج واهية، أرادت فصائل درع الفرات تسويقها لتقاعسها في الحرب بخان شيخون".
توسيع المعركة
في غضون ذلك، لم تهدأ في الأيام القليلة الماضية وبموازاة اشتداد معركة ريف إدلب الجنوبي في بلدة خان شيخون، الاشتباكات الحادة على جبهة ثاني أكبر المدن السورية في سعي إلى توسيع المعركة من قبل المعارضة المسلحة. وأفادت وسائل إعلام النظام باستهداف حي الزهراء في مدينة حلب ومناطق قرب مزارع الملاح شمال غربي المدينة في 21 أغسطس بحزمة من الرشقات الصاروخية وقذائف الهاون، في وقت شنّ طيران النظام السوري غارات على بلدة البوابية في ريف حلب الجنوبي.
بين الأكراد والفصائل
وعلى الجهة المقابلة في القطاع الشمالي من ريف حلب، لم تتوقف الاشتباكات اليومية المتقطعة بين مقاتلي الأحزاب الكردية والقوات السورية الموالية لأنقرة، زادت معها حدة الصراعات بعد إعلان المنطقة الآمنة.
وذكر قيادي عسكري من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن الفصائل المسلحة السورية التابعة لعمليات درع الفرات وغصن الزيتون، منشغلة بالتخطيط للسيطرة على مزيد من الأراضي والتوسع في ريف حلب والاستيلاء على مناطق نفوذ الأكراد. واستبعد القيادي في "قسد" أن تعمد تركيا إلى فتح حرب جديدة باتجاه القوات النظامية، على اعتبار أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منشغل بالتخطيط لحرب باتجاه مناطق النفوذ الكردي، حسب قوله.
وقلّل معارضون من احتمال الانخراط في معارك جديدة أو تحرك باتجاه حلب، إلا أن القوى العسكرية التابعة للنظام السوري المؤقتة تدرس هذا الخيار وتضعه في الاعتبار، وفق ما أكد ناشطون لـ "اندبندنت عربية"، مضيفين أنه من الممكن حدوث مفاجآت على الأرض من دون ذكر تفاصيل.
معبر آمن
يُذكر أن دمشق فتحت الخميس 22 أغسطس معبراً لخروج آمن للمدنيين، حفاظاً على سلامتهم من منطقة ريف إدلب الجنوبي التي تشهد أكبر تصعيد عسكري منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي. وتتواتر الأنباء من الجبهة المشتعلة في ريف إدلب عن تمكن الجيش النظامي من السيطرة على قرى مطلة على بلدة مورك الاستراتيجية، وسيطرته بالكامل على بلدة خان شيخون.