ملخص
وزير الخارجية الأميركي طالب الرئيس عباس بإدانة هجوم "حماس" على إسرائيل ومسؤول فلسطيني: من المستحيل
مع أن هجوم حركة "حماس" على إسرائيل وإعلان تل أبيب حال الحرب على قطاع غزة حيّد دور منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، إلا أنها تتعرض لضغوط أميركية وإقليمية لإدانة الهجوم.
وعلى رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث مرات خلال ثلاثة أيام للتعبير عن تضامنه الكامل مع تل أبيب مثلما هاتف عدداً من زعماء المنطقة، لكنه امتنع من مكالمة الرئيس عباس وأوكل ذلك لوزير خارجيته أنتوني بلينكن.
إدانة هجوم "حماس"
وخلال تلك المكالمة طالب بلينكن الرئيس عباس بإدانة هجوم "حماس" على إسرائيل، وحثه على "متابعة وتعزيز الإجراءات الرامية إلى استعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية".
وكشف مسؤول فلسطيني لـ "اندبندنت عربية" أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي خلال زيارته إلى إسرائيل الرئيس الفلسطيني في مقر الرئاسة برام الله خلال اليومين المقبلين.
وقال مسؤول فلسطيني آخر في تصريح خاص إن الضغوط الأميركية على القيادة الفلسطينية أصبحت "من وراء ظهورنا، فمن المستحيل إدانة هجوم ’حماس‘".
منع استهداف إسرائيليّ الضفة
لكن المسؤول أشار إلى أن الرئيس عباس تعهد لوزير الخارجية الأميركي بمواصلة العمل على منع استهداف الإسرائيليين في الضفة الغربية، على رغم محدودية طاقتها".
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما أخرجت حركة "حماس" من "الشرعية الفلسطينية، وباتوا يتعاملون معها كتنظيم إرهابي على غرار ’داعش‘".
وشدد قادة الدول الخمس في بيان مشترك على أن "تصرفات ’حماس‘ ليس لها أي مبرر أو شرعية ويجب إدانتها عالمياً، فلا شيء على الإطلاق يبرر الإرهاب".
"الشر المطلق"
وتحاول الإدارة الأميركية منذ بداية الحرب السبت الماضي التمييز بين حركة "حماس" وبين السلطة الفلسطينية، ووصف الرئيس الأميركي تصرفات الحركة بـ "الشر المطلق"، مشيراً إلى أنها "لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير، فهدفها المعلن هو إبادة دولة إسرائيل وقتل الشعب اليهودي".
وفي لغة حاسمة تخلو من دعوات ضبط النفس التي صاحبت الحروب السابقة مع قطاع غزة، شدد بايدن على "حق إسرائيل في الرد، بل عليها واجب الرد على هذه الهجمات الشريرة".
لكن المسؤول الفلسطيني المقرب من الرئيس عباس شدد على أن "حماس" تمارس حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وقال "لن ندين حق شعبنا في الدفاع عنه، ومن يجب أن يدان هو الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لأنه أصل المشكلة كلها".
واشنطن تحاول زرع الفرقة
ورفض المسؤول الفلسطيني "محاولة واشنطن زرع الفرقة بين حركتي ’فتح‘ و’حماس‘ عبر ممارسة سياسة فرق تسد، فعندما تندلع النيران في بيوتنا من الإسرائيليين فلا مجال للخلافات الداخلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع أن المسؤول الفلسطيني شدد على أن السلطة الفلسطينية "تقوم بمسؤولياتها في حفظ الأمن الداخلي"، لكنه أشار إلى أنها "مع حق شعبنا في الدفاع عن نفسه".
وأوضح أن "الضفة الغربية تتعرض للإغلاق الشامل بالكامل منذ يوم السبت، فلا أحد يتحرك ولا دور أمنياً إلا لإسرائيل".
تعليق المساعدات
وبعد أيام على بدء هجوم "حماس" أعلن مفوض الجوار في الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي تعليق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بسبب "الإرهاب والوحشية اللتين مارستهما ’حماس‘ خلال هجماتها على إسرائيل".
لكن المفوض الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل تراجع عن ذلك، مشيراً إلى أن "تعليق المساعدات يعني معاقبة الشعب الفلسطيني، وذلك يلحق الضرر بمصالح الاتحاد الأوروبي في المنقطة".
وتعمل السلطة الفلسطينية حالياً بالتعاون مع الدول الإقليمية والدولية والأمم المتحدة على "وقف التصعيد الإسرائيلي الجاري".
ممارسات المستعمرين
واعتبر الرئيس عباس أن "ممارسات المستعمرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي هي السبب في ما يحصل"، إضافة إلى "انسداد الأفق السياسي وعدم تمكين شعبنا من حقه المشروع في تقرير مصيره وتحقيق استقلاله وسيادته في دولته وعاصمتها القدس".
كما تعمل السلطة الفلسطينية على إيصال المساعدات الإغاثية والطبية لقطاع غزة في ظل نفاد الوقود والمياه والمستلزمات الطبية.
لكن إسرائيل "رفضت طلباً فلسطينياً لإدخال المواد الغذائية والطبية لأبناء شعبنا في قطاع غزة"، وفق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الذي طالب "المؤسسات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان والسماح بدخول مواد الإغاثة".
الفرح بالهجوم
ويرى المحلل السياسي والوزير الفلسطيني الأسبق نبيل عمرو بأنه لا يوجد فلسطيني واحد يستطيع إدانة هجوم "حماس"، لأنه لو قام "الرئيس عباس بذلك فستحاصره التظاهرات لمطالبته بالرحيل".
وأوضح عمرو أن "الفلسطينيين كلهم فرحون بالهجوم، لأنه للمرة الأولى يكون هناك هجوم فلسطيني داخل إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الرد الإسرائيلي هو ذاته لم يتغير منذ عقود من تدمير وقصف عشوائي".
وعن موقف السلطة الفلسطينية مما يجري أشار عمرو إلى أن "الأمور تفوق قدرتها وإمكاناتها معدومة في معركة من هذا الحجم، حتى إنها لا تستطيع إرسال أغذية وأدوية".
وأضاف عمرو أن "القوى التي تتحرك حالياً هي حركة ’حماس‘ و ’الجهاد الإسلامي‘ بعيداً من السلطة التي تنتظر ما يمكن أن تحصل عليه بعد انتهاء الحرب الحالية".
الدفاع عن النفس
وبعد ساعات على شن "حماس" هجومها على إسرائيل السبت الماضي، أصدر الرئيس عباس بياناً يؤكد فيه "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر المحلل السياسي جهاد حرب أن ذلك البيان "منح شرعية سياسية للمقاومة في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن موقف الرئيس الفلسطيني يقوم على "اتهام واشنطن بأنها السبب الرئيس في تأسيس إسرائيل بالشراكة مع لندن".
ومع ذلك فإن الأمن الفلسطيني يعمل على ملاحقة مسلحي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية على رغم محدودية إمكاناته وسيطرته على مساحات قليلة من الضفة في ظل وجود عسكري إسرائيلي وفق حرب.
وأشار حرب إلى أن السلطة الفلسطينية شنت بعد عامين من تأسيسها عام 1996 حملة قمع شرسة ضد حركة "حماس"، وذلك لوجود عملية سياسية وأمل في تأسيس دولة فلسطينية".
وأشار حرب إلى أن إدانة الرئيس عباس لهجوم "حماس" يعني "توفير شرعية لإسرائيل لقتل الفلسطينيين من دون أي ثمن يعود عليه من وراء ذلك".