Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المشاهير وحرب غزة... من يتحمل قصف التعليقات؟

كايلي جينر اضطرت إلى حذف منشور داعم لإسرائيل والفلسطينية جيجي حديد متهمة بالحياد ونجوم هوليوود منقسمون والعرب يسألون عن محمد صلاح

قالت جيسيكا ألبا إنها تتفهم معاناة الشعب الفلسطيني لكن هذا لا يعني قتل المدنيين (الحساب الرسمي للممثلة على "إنستغرام")

ملخص

بمصاحبة عملية "طوفان الأقصى" كان هناك طوفان من التعليقات الساخطة أغرق حسابات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين يكون التعاطف في الأزمات الإنسانية أمراً محسوماً للجهة أو الطرف الذي يتعرض لاعتداء من الجيش الأقوى، فإنه في المسألة الفلسطينية دائماً ما يحدث استقطاب على المستوى الدولي بالطبع، فعربياً يبدو الأمر محسوماً لصالح الشعب الفلسطيني المنكوب منذ 75 عاماً، الذي تقع مقدراته تحت أيدي الجيش الإسرائيلي، ولكن عالمياً من المعروف أن الصورة السائدة مختلفة تماماً بل ومعكوسة، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على المواقف التي يتبناها أغلب مشاهير هوليوود، بخاصة غير المنخرطين في منظمات إنسانية ذات توجه موضوعي تشرح لهم الأوضاع بشكل عادل في ما يخص طرفي النزاع، بل يعتمدون في استقاء معلوماتهم على الدعاية الشعبية ووسائل الإعلام الموجهة.

لكن في زمن الـ"سوشيال ميديا" يأخذ الاستقطاب شكل العدائية، وهو أمر بدا واضحاً للغاية على صفحات النجوم على مدار الأيام الماضية تزامناً مع حرب غزة. وفي وقت اشتعلت فيه حسابات المشاهير والمؤثرين العرب بصور وفيديوهات تظهر مقاطع مؤلمة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، مع مطالبات للمجتمع الدولي بالنظر بعين العدالة لما يجري على تلك الأرض منذ عام 1948، تشتعل بالمقابل حسابات الـ"سوشيال ميديا" الخاصة بنظرائهم العالميين بصور أيضاً للضحايا المدنيين من الجانب الإسرائيلي جراء القصف الذي تنبته حركة "حماس"، وهنا كانت التعليقات مسرحاً شاسعاً للأخذ والرد والاتهامات المتبادلة وكأنها حرب ضارية كذلك ولكن على المستوى الافتراضي، فبموازاة تداعيات عملية "طوفان الأقصى" كان هناك طوفان من التعليقات الشديدة الغضب التي انفجرت في وجوه المشاهير.

ضحايا الحرب الافتراضية

وعلى رغم أنها في النهاية مجرد مناوشات إلكترونية، فإنها تخلف أيضاً في آثارها، بالتالي حرصت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان على إظهار تعاطفها مع الجانبين داعية الجميع إلى السلام والهدوء والمحبة، رافضة أن تنخرط في الدفاع بشكل مستميت عن طرف ضد الآخر، وإن كان بعضهم يشير إلى أن النجمة التي تعبر عن استيائها طوال الوقت من المذابح التي ذاقها أجدادها الأرمن، تريد الحفاظ على مصالحها التجارية، بالتالي تلتزم الحياد تحسباً لحصد غضب المشترين المحتملين لمنتجاتها في عالم الأزياء والمكياج.

في كل الأحوال نجحت كيم من خلال منشورها المطول عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي في ألا تنجرف إلى معركة قد لا تكون مؤهلة لها، ووضعت على الأغلب تجربة أختها غير الشقيقة، العارضة كايلي جينر (26 سنة)، أمام عينيها، بخاصة أن كايلي من أوائل من تعرضوا للهجوم في هذا الصدد، إذ كتبت تدوينة صريحة تدعم فيها الجانب الإسرائيلي وأرفقتها بعلم الدولة العبرية مع عبارة "الآن ودائماً نحن إلى جانب إسرائيل".

المليارديرة العصامية التي يتابعها نحو 400 مليون على "إنستغرام" فقط، أعلنت موقفها بشكل واضح وحصلت على دعم من منظمات موالية للوجود الإسرائيلي بحسب ما جاء على موقع "Tmz"، ولكنها على ما يبدو لم تقدر على الصمود أمام طوفان الهجوم إلى اتهامها بالتحيز عن غير وعي، وبعد ساعة واحدة فقط قامت المؤثرة في عالم الـ"سوشيال ميديا" بحذف المنشور، إذ طالبها المعلقون أن تفعل مثل بعض زملائها وتقرأ التاريخ جيداً لتعلم أن الفلسطينين هجروا من منازلهم لصالح المستوطنين الإسرائيلين، بالتالي من حقهم أن يحاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم.

 

 

كايلي جينر أيضاً كانت الاسم الأكثر تداولاً على صفحات نشطاء الـ"سوشيال ميديا" العرب الذين قادوا حملة للمقاومة على طريقتهم بإلغاء متابعة حساباتها، وأيضاً الدعوة إلى عدم شراء منتجات العلامة التجارية التي تحمل اسها في عالم التجميل، وسط تكهنات بأنه ربما يكون للعارضة الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد يد في قرار تراجعها عن الجهر برأيها المقتضب، الذي لم يحمل أي توضيح أو شرح واتخذ جانباً واحداً على رغم سقوط ضحايا من الطرفين، وذلك نظراً إلى علاقة الصداقة التي تجمعهما، فيما بيلا جديد نفسها لا تزال صامتة، إذ تقاطع عالم التواصل الاجتماعي منذ أشهر طويلة بسبب خضوعها لعلاج نفسي وبدني بعد وعكات صحية ألمت بها، وهي المعروفة بأنها الأعلى صوتاً في مهاجة سياسة الاستيطان والقصف والتهجير التي تتبناها إسرائيل.

أصوات مرتبكة ومتابعون بلا رحمة

 لكن في المقابل لا يتوقف والدها رجل الأعمال الفلسطيني محمد حديد عن نشر آخر مستجدات الوضع على الأرض بما في ذلك صور الضحايا الأبرياء، مع نشر وثائق تفيد بأنه هجر هو وعائلته من منزلهم بالناصرة قبل عقود لصالح عائلة إسرائيلية، لافتاً إلى أن التاريخ يعيد نفسه كل يوم ولا أحد يلتفت للاضطهاد الممنهج لشعبه، أما ابنته ذات 28 سنة جيجي حديد، وهي أيضاً من أشهر العارضات في عالم الموضة، فاختارت أن تتخذ موقفاً أقل حدة، معلنة حزنها على سقوط ضحايا مدنيين أبرياء من الطرفين من خلال تدوينة على "إنستغرام" حصدت ما يقرب من مليون علامة إعجاب خلال 10 ساعات فقط، مثمنة مسيرة النساء الفلسطينيات والإسرائيليات في القدس من أجل السلام، لكنها شددت على أن هناك صورة مغلوطة دائماً حول الصراع، وداعية متابعيها إلى محاولة التعرف على المعاناة التي يعيشها ذويها وأهلها على مدى عقود، واصفة ما يتعرضون بالأسلوب الانتقامي.

 

 

وتابعت "أشعر بتعاطف عميق مع النضال الفلسطيني الذي يعيش تحت تلك الظروف، وهي مسؤولية أتحملها يومياً"، ثم أضافت لتوضح موقفها من الضربات التي وجهتها "حماس" للمستوطنات، "إن ترويع الأبرياء لا يتماشى مع حركة (فلسطين الحرة) ولا يفيدها"، وحرصت جيجي حديد على إغلاق خاصية التعليقات على منشورها الطويل خشية التعرض لانتقادات قاسية على صفحتها، ومع ذلك حرص النشطاء على إبداء آرائهم حول ما كتبت في منصات أخرى، فهناك من وصف كلماتها بالعقلانية ورأيها بأنه سديد ومؤثر ومتوازن، لكن هناك من اعتبر أن تلك الحيادية لا تليق مع هذا الموقف، وأنها فقط ترغب في الحفاظ على مصالحها وتعاقداتها مع دور الأزياء العالمية، تلك التعاقدات التي يتحدث عنها بعض من متابعي العارضة وعددهم نحو 80 مليوناً على "إنستغرام"، بخاصة أنها من أبرز الوجوه الدعائية لكبرى الماركات في عالم التجميل والموضة، كذلك مثل "برادا" و"فيرساتشي" و"فيكتوريا سيكرت" و"تومي هيلفيغر" وغيرها.

إيلون ماسك وميا خليفة

الممثلة الإباحية السابقة ذات الأصول اللبنانية ميا خليفة قالت عبر منصة "إكس" بشكل صريح "إذا كان بإمكانك النظر إلى الوضع في فلسطين من دون الوقوف إلى جانب هؤلاء فأنت في الجانب الخطأ من كيان الفصل العنصري، وسيثبت التاريخ ذلك بمرور الوقت".

وعقب ساعات من هذا المنشور عاقبتها مجلة "بلاي بوي" الشهيرة بإنهاء التعاقد معها، بحسب ما أكدت "فوكس نيوز"، لكن ميا خليفة استمرت في نشر آرائها، ومن بينها أن المجتمع الغربي والأميركي يعيش نفاقاً صريحاً وتمييزاً لا لبس فيه في ما يتعلق بالوضعين في أوكرانيا والأراضي الفلسطينية، إذ يطالب بالتبرعات والمؤازرة للدولة الأوروبية ويختار أن يغض الطرف عن المعاناة الإنسانية التي يحياها الشعب الفلسطيني منذ زمن. كما نشرت عبر "إنستغرام" صورة لسيدة فلسطينية تحتضن باستماتة شجرة الزيتون وعلقت عليها بالقول "لو تعلم أشجار الزيتون ما يحدث للأيدي التي غرستها لصار زيتها دموعاً". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تهتم المدونة التي أثارت جدلاً قبل أشهر بالظهور كمتحدثة في مؤتمر تابع لجامعة "أكسفورد" الإنجليزية العريقة، بالتعليقات العنيفة التي كانت توجه لها سباباً وسخرية وتطالبها بدعم إسرائيل، وتؤكد لها أن من بدأ المعركة الأخيرة هم المدانون في هذا الموقف وهم حركة "حماس"، التي شنت هجوماً عاصفاً قبل أيام سمته "طوفان الأقصى" مخلفاً أكثر من ألف قتيل من الجانب الإسرائيلي بينهم مدنيون. لكن الردود لا تتوقف إذ يعتبر الفريق المعارض لهم أن من بدأ القصة أولاً قبل عقود طويلة هو الجانب الإسرائيلي بإقدامه على اقتحام أراضي الغير والتمركز فيها من دون وجه حق.

وإن كانت ميا خليفة صمدت ولم تحذف تغريداتها، فإن إيلون ماسك مالك موقع "إكس"، لم يتمكن من مواجهة الانتقادات التي تعتبره معادياً للسامية، إذ نشر تغريدة تتضمن حسابات عدة تنشر أخبار الحرب الدائرة، ودعا متابعيه البالغ عددهم 160 مليوناً إلى الحصول على المعلومات عبر منشوراتها، لكنه اتهم بالتضليل وبالتعصب وبكراهية اليهود، وتعالت الأصوات التي تؤكد أن تلك الحسابات منحازة ضد الإسرائيليين، فقام بعد فترة قصيرة بحذف التغريدة.

الهرب من جحيم التعليقات

على جانب آخر هناك انقسام واضح في آراء مشاهير هوليوود في ما يتعلق بموقفهم مما يجري على الأرض، إذ لجأ عدد منهم إلى إلغاء خاصية التعليقات على منشوراتهم حول الحرب الدائرة حالياً بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بينهم الممثلة الأميركية جون ديان رافاييل التي طالبت بإيقاف ما سمته "إرهاب منظمة حماس"، ودعت إلى التضامن مع شعب إسرائيل معتبرة أن هذه هي أبسط قواعد الإنسانية.

كذلك أغلقت جيسيكا ألبا التعليقات على منشورها الطويل الذي يدعو إلى ضبط النفس، وإن كان رأيها مغايراً تماماً لوجهة نظر جون ديان، إذ عبرت جيسيكا عن تضامنها الكامل مع حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ونوهت إلى أن هذا العام عاش فيه الفلسطنيون أحداثاً دموية كثيرة، مشيرة إلى أنه ينبغي النظر للأمور في هذا السياق، كونهم يقعون تحت السيطرة الإسرائيلية، ولكنها شددت على أن هذا لا يعني تبرير الاعتداء على المدنيين بأية حال، وطالبت بأن تكون هناك مساحة من التعاطف مع الأبرياء من الجانبين، وقالت إنه صراع شديد التعقيد، مؤكدة في الوقت نفسه معارضتها لتصرفات حكومة إسرائيل في حق الفلسطينين، ولكنها كذلك ترفض التنكيل باليهود، بحسب ما قالت.

ومن ضمن الأصوات التي وصفت بالتوازن أيضاً تدوينات متعددة لنجمات أخريات، بينهن أوكتافيا سبنسر وفيولا ديفيس، ولكنهما مع ذلك فضلتا غلق التعليقات، إذ تمنيتا حلول السلام والتوقف عن قتل المدنيين الأبرياء من الطرفين، والتوقف أيضاً عن تبرير العنف.

 

 

أما النجمة باربرا سترايسند (81 سنة) ذات الأصول اليهودية فتركت التعليقات مفتوحة، ونشرت تدوينات عدة تدعم من خلالها الشعب الإسرائيلي، وطالبت بالتبرع لمنظمة تابعة للاتحاد اليهودي بالولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن الهجوم على المدينين أمر وحشي خال من أية إنسانية أو شفقة، وبالطبع قوبل رأيها بكثير من الحفاوة من آلاف من المؤيدين للموقف الإسرائيلي في مقابل آخرين اعتبروا أنها مثل غيرها تفضل الكيل بمكيالين، كمن يرون أن روسيا دولة معتدية وأن الشعب الأوكراني ضحيتها، وفي المقابل لا يرون إسرائيل كذلك على رغم أنها تقصف المدن الفلسطينية منذ سنوات طويلة.

كذلك كان النجم مارك روفالو منفتحاً على تعليقات متابعيه في شأن تدوينته التي وصف فيها ما يجري بالأحداث المأساوية والمروعة، داعياً إلى التوقف عن إزهاق الأرواح والتركيز على المشترك الإنساني، وداعياً إلى التبرع للأطفال الذين يواجهون تلك الأهوال من الجانبين لمحاولة تحسين مصيرهم.

أين محمد صلاح؟

عربياً تتعالى الصيحات بين المشاهير للتعريف بأصل الصراع والمناداة بحماية أهل غزة من القصف المدمر، إذ قام أغلب النجوم بنشر تدوينات تذكر بالمعاناة طويلة الأمد التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وبينهم شريهان وريم سعيدي، وكذلك الصفحة الرسمية للسيدة فيروز التي تديرها ابنتها ريما الرحباني، وكاظم الساهر ونادين نسيب نجيم وسلاف فواخرجي وراغب علامة وأصالة وصابر الرباعي ونجوى كرم وكريم عبدالعزيز ولطيفة وعابد فهد وسيرين عبدالنور، وبالطبع المطرب الفلسطيني محمد عساف.

في المقابل لا يزال اسم اللاعب المصري الدولي محمد صلاح يطرح ضمن تساؤلات المتابعين عن موقفه مما يجري، ولماذا يلتزم الصمت في كثير من القضايا القومية الكبرى، لكن على ما يبدو فإن الإجابة تحملها بعض الأخبار الرسمية الواردة في شأن القوانين البريطانية التي يخضع لها محمد صلاح باعتباره أحد المقيمين في إنجلترا، فكما هو واضح فإن من الصعب على نجم نادي "ليفربول" أن يطلق تصريحات حماسية تعليقاً على ما يجري، بخاصة بعد البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية البريطانية، الذي يحظر الكشف عن أي مظهر من مظاهر تأييد موقف "حماس" باعتباره عملاً مخالفاً للقانون.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات