Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران وأسلحتها تلوح في ضربة "حماس" مع غياب الدليل المباشر عليها

خبراء أميركيون يرصدون بدايات ذلك التسليح مع مسار عملية أوسلو للسلام

ملخص

بدأت العلاقة تتوثق بين إيران و"حماس" مع تعثر عملية أوسلو للسلام في تسعينيات القرن الماضي، وابتدأت بالأحزمة الناسفة، ووصلت إلى صناعة المسيرات المتطورة، ولكن لا دليل مباشراً على انخراط طهران بضربة "حماس" لإسرائيل.

تضمنت الضربة الأولى التي وجهتها "حماس" إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ملامح مفاجئة كثيرة، بعضها لا يزال قيد نقاشات متصاعدة داخل إسرائيل وخارجها. وتمتد تلك النقاشات من أشياء تتعلق باختراق الأنظمة الإلكترونية المعقدة والمتطورة وشلل القبة الحديدية أثناء الإغارة الواسعة في اليوم الأول من المعركة الجارية، ولا تتوقف عند العنف المؤدلج دينياً الذي رافق عنفاً دموياً ضارياً ضد مدنيين في مستوطنات غلاف غزة، وتسربل صورة القضية الفلسطينية بالإسلاموية المتطرفة وممارساتها الدموية التي لم تكف صورها عن التناسل منذ بداية الألفية الثالثة وغيرها.

وثمة أشياء يسود شبه توافق، في الأقل الآن، حولها على غرار القول إن ضربة السابع من أكتوبر، التي راجت تسميتها إعلامياً بـ"طوفان الأقصى"، تحتاج إلى جهود عسكرية واستخباراتية ومالية، بما في ذلك الإعداد والتدريب، يفوق قدرة فصيل مسلح محلي ومحاصر، في الأقل ضمن الجغرافيا المباشرة للصراع، بل إنه يحتاج إلى إمكانات ولوجيستيات وتوجيهات استراتيجية لجيش دولة محترف.

وبين الغموض والارتياب من جهة، وما يتوفر من المعطيات الواضحة من الجهة الأخرى، رأت أعين كثيرة حضور البعد الإيراني في ضربة السابع من أكتوبر، في الأقل إعداداً وتوجيهاً وتمويلاً وتسليحاً، على رغم غياب الدليل المباشر على ذلك التورط.

واندرجت صحيفة "واشنطن بوست" ضمن من التقطوا هذا الخيط الإيراني في تلك المعركة. واستندت إلى آراء مسؤولين أميركيين، كي تقدم لمحات عن الدور الإيراني الحاضر على رغم غياب الدليل المباشر عليه، في مقال شارك فيه أربعة من محرريها، وصدر بعيد اندلاع الصراع المسلح الأخير.

واقتبست الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن ضربة "حماس" العسكرية تترجم طموحاً مديداً لدى قادة طهران مفاده إحاطة إسرائيل بـ"فيالق من المقاتلين الردفاء للجيوش، والمسلحين بمنظومات أسلحة لا تتوقف عن التطور، وتكون قادرة على الضرب في العمق داخل الدولة اليهودية". وأورد المقال نفسه أن "حماس" حافظت على بعض المسافة من طهران لبعض الوقت بالقياس إلى مجموعة من وكلاء إيران في المنطقة، لكنها خلال السنوات الأخيرة، "استفادت من الضخ المكثف للأموال الإيرانية السائلة، إضافة إلى المعونة التكنولوجية في صنع مسيرات وصواريخ تتمتع بنظم توجيه متطورة"، مع ملاحظة أن التدرب على بعض تلك النظم حدث خارج قطاع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد تضمن المقال رصداً لمجموعة واسعة من المعطيات عن تطور العلاقة بين طهران وقادة "حماس" والمجموعات التابعة لإيران في المنطقة. وكذلك نقلت عن مايكل أيزنشتادت، مدير "برنامج معهد واشنطن للدراسات العسكرية والأمنية"، أن العلاقة بين الطرفين تصاعدت "نتيجة عملية أوسلو للسلام في مطالع التسعينيات من القرن الـ20، حين سعت طهران إلى تلمس طرق تفضي إلى عرقلة السلام الرامية إلى نسج اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. في تلك الآونة، قدمت طهران أول خبرة عسكرية عن الأحزمة المتفجرة التي استعملها انتحاريون فلسطينيون". وتطور الأمر في السنوات الأخيرة ليصل مثلاً إلى نقل تكنولوجيا صنع مسيرة "أبابيل - 02" الإيرانية إلى "حماس" التي قلدتها في مسيرات أطلقت عليها تسمية "شهاب".

ولم يفت مقال "واشنطن بوست" نفسه ملاحظة أن الجيش الإسرائيلي نفسه أعلن "عدم وجود دليل على الانخراط العملياتي لطهران في ضربة السابع من أكتوبر"، إلا أنه لاحظ أن التكتيكات التي استخدمت في تلك الضربة تتوافق مع المفهوم الإيراني عن عمليات مشابهة. وبحسب المتخصص الاستراتيجي أيزنشتادت، يستند ذلك المفهوم إلى صنع "تقاطع بالنيران"، بمعنى تكرار إطلاق هجمات "كل بضعة أشهر أو حتى سنوات"، بغية زعزعة المعنويات الإسرائيلية، وإفقاد إسرائيل القدرة على الاستجابة المرنة، التي تتضمن استيعاب الضربات وتأثيراتها، "مع السعي إلى هز الحيوية الطويلة المدى لإسرائيل".

المزيد من متابعات