Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات عنيفة بالخرطوم وقرب استئناف مفاوضات جدة

تشهد القاهرة اجتماعات مكثفة تناقش إمكانية وقف الحرب

تعالت أصوات السودانيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لوقف الحرب (أ ف ب)

ملخص

حذرت الولايات المتحدة من أخطار حصار "الدعم السريع" مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور

تواصلت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات "الدعم السريع" على محاور عدة من مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، في وقت شهد محيط سلاح المدرعات، في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم، اشتباكات عنيفة بين الطرفين دمر خلالها الجيش مركبتين قتاليتين تتبعان لـ"الدعم السريع"، ووفقاً لمصادر ميدانية فإن قوات "الدعم السريع" واصلت قصفها المدفعي من منصاتها في منطقة بحري على مناطق شمال أم درمان القريبة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، فضلاً عن قصفها، من تمركزاتها بجنوب الخرطوم، أهدافاً للجيش في مواقعه المختلفة، وقام الطيران الحربي التابع للجيش بالتحليق في أجواء جنوب العاصمة بصورة متقطعة، وقصف مواقع وتجمعات لـ"الدعم السريع" في منطقة المدينة الرياضية بجنوب الخرطوم.

وأظهر فيديو على صفحة القوات المسلحة السودانية على "فيسبوك" عدداً من أفرادها مدججين بالأسلحة داخل أحياء الخرطوم، يؤكدون تقدمهم على الأرض ووعدهم الشعب السوداني بقرب ساعة النصر وحسم المعركة نهائياً بهزيمة قوات "الدعم السريع" وطردها من مدن العاصمة الثلاث.

كلفة الحرب

وتعالت أصوات السودانيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لوقف الحرب، ودفع السودانيون كلفة باهظة جراء الحرب الدائرة بين طرفي القتال منذ منتصف أبريل (نيسان)، التي تسببت في مقتل ما لا يقل عن تسعة آلاف شخص وتدمير واسع للبنية التحتية وتشريد نحو سبعة ملايين نسمة، مما جعل السودان أكبر بلد عدداً من النازحين في العالم، فضلاً عن خروج 70 في المئة من المستشفيات في مناطق النزاع عن الخدمة، نتيجة تعرضها للاحتلال والقصف والنهب والتدمير، وتحققت منظمة الصحة العالمية من استهداف 58 هجوماً دور الرعاية الصحية مما أسفر عن مقتل 31 عاملاً صحياً ومريضاً.

وتواترت أنباء عن قرب تلمس نتائج إيجابية لمساعي الوساطة الأميركية - السعودية من خلال استئناف المحادثات بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة جدة، بعد أن تقرر ضم أطراف أخرى من بينها الاتحاد الأفريقي لتسريع خطوات حل الأزمة السودانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشهد القاهرة هذه الأيام اجتماعات مكثفة تجريها وفود تمثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي و"إيغاد" مع عدد من الكتل السياسية السودانية وزعماء عشائر ورجال دين، تناقش إمكانية وقف الحرب وتأسيس عملية سياسية لا تستثني أحداً.

انعدام الغذاء

في الأثناء، حذرت منظمتا الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف" والصحة العالمية، من وفاة 10 آلاف طفل سوداني، بنهاية العام، نتيجة انعدام الأمن الغذائي وتعطل الخدمات، ونوهت المنظمتان، في بيان، بأن عدد الأسر التي تعاني الجوع تضاعف، إذ يعاني 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 100 ألف طفل إلى العلاج المنقذ للحياة نتيجة مضاعفات طبية. وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية إلى أربعة ملايين طفل، مؤكداً معاناة 20.3 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي بينهم أكثر من ستة ملايين فرد على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وذكر البيان أن خطر الوفاة بين النازحين بسبب مضاعفات الولادة وخفض التعليم وتفشي الأمراض وسوء التغذية آخذ في الارتفاع بسرعة، نتيجة افتقارهم إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والبيئة النظيفة والرعاية الصحية وعديد من الخدمات الأساسية.

وقف العمليات الجراحية

في غضون ذلك، أوقفت منظمة "أطباء بلا حدود" الدعم للعمليات الجراحية في مستشفى رئيس يقع جنوب الخرطوم، في أعقاب منع الجيش نقل الإمدادات الجراحية، وسبق أن دعت المنظمة السلطات السودانية، في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى إزالة العوائق التي تضعها أمامها والتي تتمثل في حظر الإمدادات الجراحية والتأخير في السماح لعبور اللوازم والإمدادات الطبية ورفض تصاريح السفر. وأشارت المنظمة، في بيان على منصة "إكس"، إلى أنها لا تملك خياراً سوى التوقف عن دعم العمليات الجراحية المنقذة للحياة في مستشفى بشائر، موضحة أن الخطوة تأتي في أعقاب منع السلطات العسكرية نقل الإمدادات من ود مدني التي تعد عاصمة ولاية الجزيرة المجاورة للعاصمة الخرطوم، لأكثر من شهر.

وقال منسق العمليات في المنظمة ميشيل هوفمان إنه "على رغم التواصل المتكرر مع السلطات، لا تزال الإمدادات الحيوية ممنوعة، وليس لدينا خيار سوى تعليق دعم الأنشطة الجراحية في مستشفى بشائر وسحب فريقنا الجراحي موقتاً"، فيما وصف المرجع الجراحي في منظمة "أطباء بلا حدود" شازير مجيد وقف دعم الرعاية الجراحية في مستشفى بشائر بالمفجع، لناحية أن حجب الأدوية والمواد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية يحرم الناس من الرعاية الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها. ولفتت المنظمة إلى أنها تواصل المناقشة مع السلطات السودانية من أجل إزالة عوائق توصيل الإمدادات، مبدية استعدادها لاستئناف أنشطتها الجراحية عند استعادة خطوط الإمداد، وبحسب المنظمة، فإن فريقها أجرى، منذ منتصف مايو (أيار)، قرابة خمسة آلاف تدخل طارئ، وثلاثة آلاف عملية جراحية، بما في ذلك خدمات جراحة الإصابات البالغة والعمليات القيصرية.

تحذير أميركي

إلى ذلك، حذرت الولايات المتحدة من أخطار حصار "الدعم السريع" مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، مما يهدد بحرمان المدنيين من الفرار إلى بر الأمان، ودعته إلى الكف عن قصف الأحياء السكنية. ودعت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، قوات "الدعم السريع" إلى الكف فوراً عن قصف الأحياء المدنية وحماية المدنيين في نيالا وأم درمان ومختلف أنحاء السودان، مؤكدة قلق واشنطن من تقارير تتحدث عن قصف "الدعم السريع" معسكر الحصاحيصا للنازحين في وسط دارفور وقطع سبل الوصول إليه، ونوه البيان بأن الحرب المندلعة بين الجيش و"الدعم السريع" تسببت في نزوح الملايين. وأكدت واشنطن أن انتصار أي من طرفي النزاع من شأنه فرض خسائر لا تحتمل على الشعب السوداني، وأن ما من حل عسكري مقبول لهذا الصراع، لذلك لا بد من وقف القتال والعودة للمفاوضات، مذكرة الطرفين المتحاربين بالتزاماتهما الواردة في إعلان جدة والخاص بمبادئ حماية المدنيين الموقع في 11 مايو.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات