Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفجر" و"نسور الزوبعة" تنخرطان في جبهة الجنوب اللبناني

مسؤول في "الجماعة الإسلامية" يقول إن البيانات الوزارية المتعاقبة سمحت بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل

تحركات شعبية في طرابلس شمال لبنان تضامناً مع أهل غزة (اندبندنت عربية)

ملخص

"قوات الفجر" و"نسور الزوبعة" تنخرطان في ساحة المواجهة بالجنوب اللبناني فلمن تتبعان؟

بعد طول غياب عن ساحة المواجهة المسلحة أطلت الأجنحة المسلحة لأحزاب لبنانية تحت شعار "نصرة أهالي غزة". وشهدت ساحة القتال جنوب لبنان عودة "قوات الفجر" التابعة لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان. إلى جانب اتساع حرية الحركة لمجموعة من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس". وبين هذا وذاك نشطت فرقة "نسور الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

"قوات الفجر"

شكلت لحظة الاجتياح الإسرائيلي للبنان والوصول إلى بيروت في عام 1982 محطة مفصلية في حياة البلاد، وحافزاً لولادة عديد من التنظيمات المسلحة. يعود الدكتور بسام حمود نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" إلى تلك الحقبة، ويروي السياق الذي أسست فيه "قوات الفجر"، قائلاً "بعد الاجتياح الصهيوني للبنان في عام 1982 أطلقت (الجماعة الإسلامية) جهازاً مقاوماً لمواجهة الاحتلال سمته (قوات الفجر) بقيادة الشهيد القائد جمال حبال". ويشير حمود إلى تنفيذ "الفجر" عديداً من العمليات العسكرية، وتحديداً في مدينة صيدا ومنطقتها، ولعل أبرز تلك العمليات المواجهة مع "لواء غولاني" الإسرائيلي الذي اعترف حينها بمقتل قائد اللواء وعديد من الجنود، بحسب ما يقول بسام حمود.

يواصل المسؤول في الجماعة الإسلامية روايته لتاريخ "قوات الفجر"، "بعد انسحاب العدو من منطقة صيدا وإنشائه ما سمي حينها بالحزام الأمني في جنوب لبنان، نفذت القوات عديداً من العمليات ضد مواقعه العسكرية، فضلاً عن العملية البحرية في منطقة الناقورة على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما يلفت إلى "تسلل مجموعة من (قوات الفجر) إلى داخل الأراضي الفلسطينية، والاشتباك مع العدو وتحقيق إصابات كثيرة، قبل استشهاد ثلاثة عناصر".

بعد تحرير جنوب لبنان في عام 2000 وانسحاب الجيش الإسرائيلي لم تتخل "الجماعة الإسلامية" عن جناحها العسكري، وهذا ما يؤكده بسام حمود "تحسباً لأي اعتداء على لبنان، ولاستمرار احتلال أراض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وصولاً إلى مشاركة (قوات الفجر) في حرب تموز عام 2006".

العلاقة مع باقي التنظيمات

يقود ظهور عديد من التنظيمات المسلحة وحرية الحركة بصورة غير مسبوقة في منطقة جنوب لبنان إلى التساؤل حول طبيعة العلاقة بين مختلف الفصائل المسلحة. يشدد حمود على استقلالية "قوات الفجر" وتمايزها، مردفاً "أطلقت (الجماعة الإسلامية) جهازها المقاوم باستقلالية تامة وبعيداً من أي حسابات سياسية أو إقليمية، انطلاقاً من واجبها في مواجهة الاجتياح والاحتلال، وكان من الطبيعي أن يكون هنالك تنسيق وتعاون مع قوى المقاومة العاملة نظراً إلى طبيعة المعركة مع العدو، مع حرصنا الشديد على عدم الدخول في أي محاور".

يتحفظ بسام حمود على سؤال يتعلق بأمكنة مخيمات تدريب لهذه القوات، والجهوزية السابقة لأي عمل مسلح، معتبراً أن "هذا الأمر منوط بالجهاز المقاوم، وهو المعني به وبكل تفاصيله الخاصة".

"ضمانة" البيان الوزاري

جاءت عودة "قوات الفجر" في توقيت دقيق للغاية، فعلى المستوى الإقليمي يتعرض أهل غزة لهجمات غير مسبوقة لناحية الإفراط في العنف الإسرائيلي والقوة العسكرية، وعدم نضوج التسويات. أما على المستوى المحلي اللبناني فتتصدر المخاوف من اتساع رقعة الاشتباك، والانتقال إلى مرحلة الحرب المفتوحة، في موازاة استمرار الخلاف حول بند "تشريع عمل المقاومة في البيانات الوزارية المتعاقبة"، و"قرار السلم والحرب" ومطلب "حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني".

يستعرض بسام حمود سردية "الجماعة الإسلامية" الهادفة إلى تحقيق التوازن بين العمل السياسي والعمل المسلح. وينطلق من أن "الجماعة الإسلامية" حزب لبناني "موجود في كل المحافظات اللبنانية، ويلتزم القوانين والتشريعات الصادرة عن السلطات الرسمية"، مضيفاً "ومن الطبيعي أن تحرير الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعلى رغم ذلك أكدت البيانات الوزارية حق الشعب اللبناني ومقاومته في استعادة أرضه ورد العدوان، وهذا التشريع يسري علينا كما يسري على كل فصائل المقاومة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجزم حمود "لم يكن هنالك عودة (للعمل المسلح) لأنه لم يكن هناك انقطاع"، واضعاً التصدي للاعتداءات الإسرائيلية في خانة "الواجب الوطني الذي تفرضه طبيعة المواجهة، وبعد القصف الذي تعرضت له مناطق لبنانية وسقوط ضحايا".

يذكر حمود ببيان "قوات الفجر" الذي جاء فيه حرفياً "إننا إذ نعد بمزيد من الرد على أي عدوان يطاول أهلنا في الجنوب، نؤكد تضامننا ووقوفنا مع أهلنا في غزة شعباً ومقاومة في مواجهة إجرام العدو الصهيوني الغاشم إلى أن يرتدع عن غيه وعدوانه".

ينفي نائب المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" ما أشاعه الإعلام عن سقوط أول مقاتلي "قوات الفجر" على أرض الجنوب، لافتاً "لو كان ذلك صحيحاً لكنا أعلنا عن ذلك"، كما يدافع حمود عن موقف الجماعة باللجوء إلى العمل المسلح من خلال القول "نحن نعيش حال حرب، ونحن ملزمون الآن الدفاع عن وطننا وأهلنا في وجه آلة القتل"، مكرراً "كل المواقف السياسية المتعلقة بالشأن الداخلي تناقش في الحالات الطبيعية، وليس تحت وابل القذائف والصواريخ التي تسقط على قرانا وأهلنا".  

فاعلون آخرون

ولم تقتصر الحركة المسلحة المستجدة في الجنوب على "قوات الفجر"، وإنما تجاوزتها إلى قيام "حركة حماس" ببعض العمليات انطلاقاً من لبنان. وقد نعت في بيان صادر في 20 أكتوبر (تشرين الأول) عبدالله ربيع بقاعي من سكان بلدة بر الياس في البقاع، إثر اشتباك في موقع العباد. وتعود أصول الشاب إلى قرية مغار الخيط قضاء صفد في فلسطين.

في السياق نفسه عادت أيضاً "نسور الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي إلى ساحة الجنوب اللبناني، إذ نشر مناصرو الحزب فيديوهات تظهر تحركات وتدريبات لمجموعة من المقاتلين. ويعتبر الحزب أحد الفاعلين ضمن تحالف "8 آذار" في لبنان الذي تربطه صلات وثيقة مع "حزب الله" وسوريا وإيران. وفي 29 مايو (أيار) الماضي أعلن الحزب في بيان قيام وفد قيادي من الحزب بزيارة المواقع العسكرية التابعة لـ"نسور الزوبعة" في الجنوب، "وذلك على مسافة صفر من فلسطين... وأتت الزيارة في إطار تفقدي للوحدات المقاتلة في الحزب، التي أعادتها القيادة إلى الميدان منذ فترة ضمن إطار عودة الحزب إلى مكانه الطبيعي في ساح الجهاد".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي