فاز بكأس العالم ونجا من كارثة ميونيخ... إنجلترا تنعى بوبي تشارلتون

"أتذكر دائماً الحادثة، وأدخل في نوبة حزن عميق مع شعور بالذنب لأنني نجوت واستمتعت بالحياة بعد حادثة تحطم طائرة ميونيخ، وهي حقيقة لا يمكن نسيانها أو إغفالها مع مرور الوقت"، هكذا تحدث بوبي تشارلتون في كتابه "أيامي في مانشستر يونايتد عن حادثة الطائرة في العاصمة الألمانية، التي أودت بنجوم مانشستر يونايتد، مع نجاته بأعجوبة آنذاك، ولكنه الآن لحق بأصدقائه الذي كان يرغب ألا ينجو من الحادثة ليرافقهم، عن عمر يناهز (86 سنة).

في السادس من فبراير (شباط) 1958، تحطمت الطائرة التي كانت تقل فريق مانشستر يونايتد العائد من مواجهة النجم الأحمر الصربي في ربع نهائي منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، ليذهب ضحيتها 23 شخصاً، ونجى بوبي تشارلتون صاحب الـ21 عاماً آنذاك ليكون أسطورة مانشستر يونايتد والهداف التاريخي للفريق.

ورحل بوبي تشارلتون ليترك إرثاً كبيراً خلفه في تاريخه كلاعب كرة قدم، بعدما بدأ مسيرته داخل أروقة قلعة مانشستر يونايتد، منذ 1956 حتى أنهى مشواره مع الفريق يوم 1973 ورحل إلى بريستون، وتنقل لبعض الأندية على رأسها ملبورن الأسترالي، قبل أن يعتزل كرة القدم نهائياً عام 1979.

إنجازات والهداف التاريخي

احتل بوبي تشارلتون لفترة طويلة صدارة الهدافين التاريخيين لفريق مانشستر يونايتد عبر التاريخ، بعدما سجل 249 هدفاً، خلال 758 مباراة شارك خلالها مع الفريق في جميع البطولات ليصبح واحداً من أساطير النادي عبر التاريخ.

وكان تشارلتون لاعباً مميزاً يمتلك كثيراً من القدرات التي تجعله من أفضل اللاعبين لمانشستر يونايتد عبر التاريخ، بعد مشوار به عديد من الإنجازات، والغزارة التهديفية رغم أن مركزه خط وسط.

على مستوى البطولات، توج بوبي مع مانشستر يونايتد ببطولة الدوري الإنجليزي ثلاث مرات مواسم 1957 و1965 و1967، إلى جانب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة موسم 1967 – 1968، وكأس الدرع الخيرية مرتين وكأس الاتحاد مرة واحدة، مع حصوله على جائزة أفضل لاعب في إنجلترا مرة واحدة عام 1966.

كأس العالم والكرة الذهبية

يعد موسم 1965 – 1966، هو الأفضل في مسيرة بوبي تشارلتون، قد يكون على مستوى مشاركاته مع مانشستر يونايتد لم يتوج بأي بطولة، ولكن أن تحصل على كأس العالم والكرة الذهبية معاً، هذا يجعله الأفضل على الإطلاق.

وشارك بوبي تشارلتون مع منتخب إنجلترا في كأس العالم 1966، ليقودهم نحو اللقب على أرضهم ووسط جماهيرهم، بعد أداء أكثر من رائع.

وظهر بوبي مع منتخب بلاده في البطولة بجميع المباريات في كامل عدد الدقائق، ونجح في تسجيل هدف في دور المجموعات بمرمى منتخب المكسيك، وفي نصف النهائي كان له الدور الأكبر في تأهل "الأسود الثلاثة" إلى النهائي بعد تسجيله لهدفين في مرمى البرتغال باللقاء الذي انتهى بنتيجة (2-1)، وبعدها توجوا باللقب على حساب ألمانيا في النهائي الذي انتهى بنتيجة (4-2).

واستمر موسم بوبي بشكل رائع، بالترشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم "الكرة الذهبية"، مع نجم البرتغال وبنفيكا أوزيبيو ولاعب منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ وقتها فرانز بيكنباور.

وتوج نجم مانشستر يونايتد باللقب للمرة الوحيدة في تاريخه، بعد حصوله على 81 نقطة، وجاء أوزيبيو في المركز الثاني برصيد 80 نقطة وبيكنباور ثالثاً برصيد 59 نقطة.

وترشح بوبي للكرة الذهبية في النسختين المتتاليتين، ولكن جاء وصيفاً، خلف المجري فلوريان ألبرت في نسخة 1967، وجورج بست في نسخة 1968، ليصبح واحداً من أهم اللاعبين عبر التاريخ في مانشستر يونايتد وأسطورة خالدة للفريق.

نعي تشارلتون

وسادت حالة من الحزن على الكرة الإنجليزية خلال الساعات الماضية، بعد وفاة بوبي تشارلتون، وعبر عن هذه الحالة بيان مانشستر يونايتد الذي نعى خلاله رحيل أسطورته قائلاً "مانشستر يونايتد في حالة حداد بعد وفاة بوبي تشارلتون، أحد أعظم اللاعبين وأكثرهم شهرة في تاريخ نادينا، كان بوبي قدوة بالنسبة إلى الملايين، ليس في مانشستر أو المملكة المتحدة وحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم، كان يحبه الجميع بسبب روحه الرياضية بقدر ما يمتلك قدرات كبيرة في كرة القدم، وسيظل بوبي في الأذهان دائماً باعتباره أحد عمالقة كرة القدم".

وكانت عائلة بوبي قد أعلنت في بيان رسمي، أمس السبت، قائلة "ببالغ الحزن نعلن وفاة بوبي بسلام في الساعات الأولى من صباح السبت وكان محاطاً بالأسرة، وتود العائلة أن تعرب عن شكرها لكل من أسهم في رعايته ولكثير من الذين دعموه وأحبوه، ونطلب احترام الخصوصية في هذا الوقت".