Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون وتراس ويمين "المحافظين" متهمون بقيادة الحزب إلى كارثة انتخابية

رئيس حزب "المحافظين" غريغ هاندز، ألقى باللوم على قضايا "موروثة"، فيما حذر معتدلون رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من الانجرار نحو اليمين

ليز تراس وبوريس جونسون متهمان بأنهما "مهندسا الكارثة" التي تعصف بحزب "المحافظين" (أ ب)

ملخص

حزب "المحافظين" البريطاني في جولة أخرى من المعاناة والاقتتال الداخلي بعد هزيمة انتخابية جديدة

دخل حزب "المحافظين" البريطاني في جولة جديدة من المعاناة والاقتتال الداخلي، بعد هزيمة تاريخية مزدوجة تلقاها في الانتخابات الفرعية أمام حزب "العمال"، عبر خسارته مقعدين آمنين تقليدياً في دائرتي تاموورث وميد بيدفوردشير.

وفيما دعا جناح اليمين في حزب "المحافظين" إلى إجراء تغييرات فورية، متهماً رئيس الوزراء ريشي سوناك باعتماد سياسة "الإنكار"، حذره المعتدلون في الحزب الذين ما زالوا موالين له من الانجرار نحو السياسات اليمينية.

ووجه كثيرون إصبع الاتهام إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون ورئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، في قيادة الحزب نحو المجهول انتخابياً، بينما طغى شعور باليأس في شأن فرص الحزب بالفوز مرة أخرى في الانتخابات العامة، المنتظر إجراؤها العام المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وألقى رئيس حزب "المحافظين" غريغ هاندز باللائمة على "قضايا موروثة" تركها سلفا سوناك له، وعلى حليفي جونسون، نادين دوريس وكريس بينشر اللذين أسهما في إثارة "غضب" الناخبين واستيائهم من خلال الحض على إجراء الانتخابات الفرعية في المقام الأول.

وفي مقالة نُشرت في "اندبندنت"، أشار دومينيك غريف وهو شخصية بارزة في حزب "المحافظين"، إلى أن الجمهور ينظر بصورة عامة إلى السيد سوناك على أنه "رجل محترم". ومع ذلك، رأى أيضاً أن سمعة رئيس الوزراء تأثرت سلباً بإرث تراس وبوريس جونسون "الدجال"، واصفاً إياهما بـ"مهندسَي الكارثة".

وحذر غريف السيد سوناك من الاستجابة لنصائح "أفراد من يمين حزب ’المحافظين‘، هم أيضاً مسؤولون عن التحديات والمشكلات الراهنة". وأعرب عن قلقه من احتمال حدوث "تحول يميني" داخل الحزب في حال خسارة الانتخابات العامة.

المدعي العام السابق رأى أن "السيناريو الأفضل بالنسبة إلى ’المحافظين‘، هو أن ينتهج ريشي سوناك سياسات حكيمة، تؤدي إلى درجة من الانتعاش الاقتصادي". لكنه استدرك قائلاً: "ما زلت أشك في أن ذلك سيكون كافياً لإبقاء الحزب في السلطة، إلا أنه قد يتجنب كارثة انتخابية كاملة".

واتصلت "اندبندنت" بكل من السيد بوريس جونسون والسيدة ليز تراس - كذلك بالسيدة نادين دوريس والسيد كريس بينشر - للاستفسار عن وجهات نظرهم في شأن التحديات الانتخابية التي يواجهها الحزب، لكنهم رفضوا التعليق.

ومع ذلك، كان حلفاؤهم حاضرين بقوة أمس الجمعة، حتى على رغم الخسائر المحرجة والمذلة. فقد وجه ديفيد فروست - الوزير السابق لـ"بريكست" الذي كرمه بوريس جونسون (بترقيته إلى مجلس اللوردات) - اتهاماً إلى سوناك، باعتماد "استراتيجية إنكار" لم تحقق أي نتائج.

وغرد اللورد فروست الذي يدعو إلى تخفيض الضرائب وتقليص سياسات تصفير الانبعاثات قائلاً: "إن استطلاعات الرأي الراهنة على المستوى الوطني، مثيرة للقلق بالنسبة إلينا، لكن نتائج هذه الانتخابات هي أكثر سوءاً. وإذا لم يكن لدى الناخبين الدافع للتصويت لك، فلن تفوز بالانتخابات. إن الأمر هو بهذه البساطة".

وطالبت أندريا جينكينز النائبة في جناح اليمين في حزب "المحافظين"، وهي مؤيدة أخرى بارزة لبوريس جونسون، بـ "إجراء تغيير جوهري على الفور"، بعد النتائج الانتخابية المثيرة للصدمة. وقال العضو "المحافظ" في "مجلس اللوردات" بيتر كروداس - وهو أيضاً حليف قوي لجونسون - إنه "من الواضح أن ريشي سوناك لا يضطلع بدوره بصورة فاعلة كزعيم لحزبنا".

وفي السياق ذاته، اللورد كروداس وهو أحد المانحين الرئيسين للحزب، ويحجب عنه في الوقت الراهن دعمه المالي، قال لـ"اندبندنت" إن "سجل ريشي سوناك سيئ وحرج، فيما يتجه ’المحافظون‘ نحو كارثة انتخابية تحت قيادته. وهناك حاجة ماسة إلى تغييرات جوهرية بدءاً من رأس الهرم".

أما داني كروغر، وهو من السياسيين البارزين في جناح اليمين لحزب "المحافظين"، وشخصية رئيسة في مجموعة "المحافظين الجدد" New Conservatives النابعة من انتخابات عامي 2017 و2019، فاعتبر أن النتائج كانت بمثابة "دعوة إلى الاستيقاظ"، داعياً ريشي سوناك إلى إظهار "مقدار أكبر من الجرأة" في مقاربة مسائل مثل الهجرة وصفر الانبعاثات، وغيرها من المسائل المثيرة للجدل التي يشار إليها غالباً بقضايا الحرب الثقافية.

وقال خلال مقابلة مع برنامج "العالم في الساعة الواحدة" World at One على إذاعة "بي بي سي 4": "أعتقد بأنه من المهم أن نحافظ على مسارنا الراهن، وأن نظهر مقداراً أكبر من التماسك والمرونة والشجاعة. علينا أن نفكر في اعتماد نهج أكثر حسماً وأسرع وتيرة". وسلط الضوء على أهمية قضايا الحرب الثقافية، قائلاً إنها "غالباً ما تحظى باهتمام غير كافٍ في البرلمان ووسائل الإعلام".

ورأى أن "المبادئ التوجيهية المتعلقة بالتثقيف الجنسي في المدارس والمقترحات المتعلقة بحقوق المتحولين جنسياً، لها وزن كبير وتأثير. نحن بحاجة إلى أن نتبنى موقفاً أكثر حزماً في شأن الضرائب مما رأيناه حتى الآن".

لكن سياسيين معتدلين في حزب "المحافظين" وجهوا انتقادات شديدة لمحاولات تحويل الحزب إلى اليمين. وأشار روبرت باكلاند العضو السابق في الحكومة إلى أن رئيس الحكومة ريشي سوناك يركز على التضخم باعتباره "مهتماً بالمال"، لكنه حذر من التمسك بقضايا الحرب الثقافية في تحول نحو اليمين، مؤكداً على أهمية اتباع نهج أكثر توازناً.

ودعا السيد باكلاند إلى "إعطاء الأولوية للأمن الاقتصادي". وقال لـ"اندبندنت" إن "قضايا الحرب الثقافية غالباً ما تضع اليسار المتشدد في مواجهة اليسار المتطرف، وينبغي ألا يكون ذلك الشغل الشاغل لحزبنا. يجب على الزملاء أن يضعوا ثقتهم بريشي سوناك لمعالجة المخاوف بعناية، بدلاً من الركون إلى قرارات متسرعة وغير مدروسة".

واعتبر روبرت هايوارد العضو "المحافظ" في مجلس اللوردات والخبير في استطلاعات الرأي أن على سوناك "الحفاظ على الهدوء والمضي قدماً" بإعطاء الأولوية للتعافي الاقتصادي. وحضه على عدم الانجرار إلى تضليلات الحرب الثقافية المثيرة للانقسام التي يروج لها سياسيو اليمين.

وقال لـ"اندبندنت"، "الحفاظ على الهدوء والمضي قدماً" هو الإجراء الأكثر حكمة لأن الجمهور لا يزال مستاءً من الفترة التي مرت بها البلاد ما بين عامي 2020 و2022، ويتطلع إلى فترة من الهدوء والاستقرار".

أما غافين بارويل رئيس الأركان السابق في مقر رئاسة الوزراء، فقال إن نتائج الانتخابات أظهرت أن "محور" سوناك بعيد من سياسات صفر الانبعثات وخطابه في مؤتمر حزب "المحافظين" لم يكن له "أي تأثير". ورأى أنه بات من الواضح الآن أن من "الخطأ" التخفيف من أهداف مكافحة أزمة المناخ.

ويتزامن هذا التطور مع خوض أعضاء البرلمان في محادثات وجدالات داخلية ضمن مجموعة خاصة بـ"المحافظين" على تطبيق "واتساب". ووفقاً لشبكة "سكاي نيوز"، فقد كتب أحد أعضاء البرلمان ما يأتي: "بقي ناخبونا في منازلهم، ولم يتحولوا (عن مسارهم). ومع حلول الانتخابات العامة، سيخرج الناس الذين امتنعوا عن التصويت لدعمنا". لكن نائباً آخر من حزب "المحافظين" قال للقناة إن "بعض الزملاء ’مضللون‘".

وفي دعوة إلى التماسك، قال وزير سابق من حزب "المحافظين" لـ"اندبندنت": "إن كير ستارمر زعيم حزب ’العمال‘ هو عديم القيمة - فهو لا يلهم أو يحفز أحداً. ويجب على ’المحافظين‘ استعادة رباطة جأشهم وضبط النفس، ودعم رئيس الوزراء".

وحذر الخبير في استطلاعات الرأي جون كورتيس من أن حزب "المحافظين" يتجه في ما يبدو نحو انتكاسة انتخابية أكبر في الانتخابات العامة المقبلة، عما شهده عام 1997. وعزا السبب الرئيس في "التقلبات غير العادية" لدى الرأي العام وميله نحو حزب "العمال"، إلى الإرث الذي خلفه جونسون وتراس.

وقال لـ"بي بي سي" إن "حزب ’المحافظين‘ يواجه احتمالاً كبيراً بالتعرض لهزيمة ساحقة في الانتخابات العامة المقبلة ربما تكون أكبر من هزيمة عام 1997".

وطرح سيناريو افتراضياً قائلاً: "لنفترض أن فعاليات ’بارتي غيت‘ [فضيحة إقامة حفلات في مقر رئاسة الوزراء خلال إغلاق "كوفيد"] لم تحدث أبداً، أو في الأقل لم نسمع عنها إطلاقاً، وأن بوريس جونسون لا يزال في منصبه داخل مقره الوزاري اليوم، فهل كان أداء حزب ’العمال‘ سيكون بمستوى النجاح الذي هو عليه في الوقت الراهن؟".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير