قال وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو إن صاروخاً روسياً أصاب مبنى لإدارة الإطفاء في منطقة خاركيف الشمالية، اليوم الجمعة، ما أدى إلى إصابة ثمانية من رجال الإنقاذ على الأقل، وقال كليمينكو في منشور على تطبيق "تيليغرام" إن الهجوم استهدف بلدة إيزيوم، وأضاف أن "المبنى و13 قطعة من المعدات تضررت أيضاً"، لكنه لم يذكر نوع الصاروخ المستخدم.
وقالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية إن خمس طائرات من أصل ست طائرات مسيرة دمرت في موجتين من الهجمات بمُسيرات طراز "شاهد" التي شنتها روسيا، خلال الليل، على منطقتي ميكولايف وخيرسون الجنوبيتين، وأضافت "للأسف، أصيب أحد أهداف البنية التحتية، واندلع حريق"، ولفتت إلى أنه لم تقع إصابات.
في المقابل، اتهمت روسيا أوكرانيا بشنّ هجوم بمسيّرات، الخميس، على محطة نووية من دون التسبب بأضرار
الهجوم المضاد
وأعلنت الولايات المتحدة الخميس عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا لدعم الهجوم المضاد الذي تقوده القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي.
والمبلغ الذي تصل قيمته إلى 150 مليون دولار خصص بشكل أساسي لوسائل الدفاع الجوي وذخيرة المدفعية والأسلحة المضادة للدبابات، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في البيان إن "القوات الأوكرانية تقاتل بشجاعة لاستعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية، وهذا الدعم الإضافي سيساعدها على مواصلة التقدم".
وشنت أوكرانيا هجوماً مضاداً واسع النطاق في يونيو (حزيران) في محاولة لتحرير الأراضي التي يحتلها الجيش الروسي في الشرق والجنوب. وحتى الآن، أحرزت تقدماً محدوداً للغاية.
وإجمالاً، تعهدت واشنطن التي تقود تحالف الدول التي تدعم أوكرانيا عسكرياً، أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف منذ هاجمت روسيا جارتها في فبراير (شباط) 2022.
كذلك، طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس مبلغاً إضافياً قدره 61.4 مليار دولار، سيتم إنفاق 30 منها على الأسلحة، لمواصلة دعم المجهود الحربي الأوكراني.
سلوفاكيا تعلن وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
أعلن رئيس الوزراء السلوفاكي الجديد روبرت فيكو الخميس وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، ليقتصر الدعم الذي يقدمه لجارته على "المساعدات الإنسانية والمدنية"، في أول تحول من هذا النوع من قبل حلفاء غربيين.
وقال فيكو غداة تعيينه رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزباً يمينياً متطرفاً مؤيداً لروسيا، إنه "أبلغ" المفوضية الأوروبية بقراره هذا.
وأضاف أنه تحدث مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال اجتماع قبل قمة الكتلة في بروكسل، بشأن الخطوة التي اتخذتها حكومته.
وأشار في منشور على "فيسبوك" إلى أن فون دير لايين تحترم "الحق السيادي للدول الأعضاء في دعم أوكرانيا عسكرياً أو لا، وأعربت عن تقديرها لموقفنا بشأن المساعدات الإنسانية".
وفي وقت سابق الخميس، قال فيكو لأعضاء البرلمان إن بلاده "لن تقوم بعد الآن بتزويد أوكرانيا بالأسلحة"، لكنها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى جارتها التي مزقتها الحرب.
وأضاف "نعتبر أن المساعدات هي مجرد مساعدات إنسانية ومدنية، ولن نزود أوكرانيا بالأسلحة بعد الآن". ورداً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، رفضت وزارة الخارجية الأوكرانية التعليق على هذا الإعلان.
حتى الآن، قدمت سلوفاكيا التي يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة، دعماً قوياً لأوكرانيا، خصوصاً عبر الطائرات المقاتلة مثل "ميغ 29" ذات التصميم السوفياتي، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، إضافة إلى إصلاح الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكرانيون.
ووفق معهد "كييل"، فقد بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات المعلن عنها، العسكرية خصوصاً، 760 مليون دولار في 31 يوليو (تموز).
وتعد سلوفاكيا من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا نسبة إلى إجمالي الناتج المحلي (0.65 في المئة)، بعد النروج ودول البلطيق والدنمارك وبولندا.
مخاوف من تراجع الدعم لكييف
ولكن على رغم أن حزب فيكو (Smer-SD) فاز في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي بعدما توعد بإيقاف المساعدات العسكرية، فقد أثارت الخطوة مخاوف من تصدعات محتملة في الدعم الغربي لكييف.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماتيج بيل في بانسكا بيستريكا إن "أي خسارة للوحدة والدعم تحمل معنى رمزياً".
وإذ أكد أن المواد التي تزودها سلوفاكيا لأوكرانيا ستبقى متوافرة لدى كييف، فقد أشار إلى أن "هذا الموقف له قيمة رمزية مهمة".
بعد الفوز في الانتخابات التشريعية، أعلن فيكو أن السلوفاكيين لديهم "مشكلات أكبر من أوكرانيا"، ودعا إلى محادثات سلام لأن "المزيد من عمليات القتل لن يساعد أحداً".
وتعد سلوفاكيا واحدة من أكثر الدول الموالية لروسيا في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمركز الأبحاث "غلوبسك" (Globsec) الذي يتخذ من براتيسلافا مقراً.
ويعتبر 40 في المئة فقط من السكان أن روسيا مسؤولة عن الحرب، في مقابل 85 في المئة في بولندا و71 في المئة في جمهورية التشيك.
"ليست حربنا"
وقال فيكو الخميس "الحرب في أوكرانيا ليست حربنا، لا علاقة لنا بهذه الحرب". وأضاف أن "الوقف الفوري للعمليات العسكرية هو الحل الأفضل لأوكرانيا. يحب على الاتحاد الأوروبي أن ينتقل من موقع مورد الأسلحة إلى موقع صانع السلام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك، أعلنت بولندا التي تعد شريكاً مهماً لأوكرانيا، في نهاية سبتمبر (أيلول)، وقف تزويد كييف بالأسلحة، غير أن هذا قد يخضع للمراجعة، في أعقاب هزيمة الشعبويين القوميين في الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول).
ورد الكرملين على إعلان رئيس الحكومة السلوفاكية الجديد، مقللاً من أهميته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "حصة سلوفاكيا من الأسلحة المقدمة (إلى كييف) لم تكن في الواقع كبيرة جداً، ولهذا السبب لن تؤثر تقريباً في العملية برمتها"، متهماً الولايات المتحدة بتأجيج الصراع عبر مساعدة أوكرانيا.
وأعلن فيكو أيضاً، خلال تصريحاته أمام النواب، أنه لن يدعم أي عقوبات جديدة على روسيا "حتى نقوم بتحليل تأثيرها على سلوفاكيا".
وأضاف "إذا كانت مثل هذه العقوبات ستضرنا، كما هي حال معظم العقوبات، فإنني لا أرى أي سبب لدعمها". وكان فيكو أعلن بعد تعيينه رئيساً للحكومة عن "سياسة خارجية سلوفاكية ذات سيادة".
البيت الأبيض يتهم موسكو بـ"إعدام جنود"
اتهم البيت الأبيض الخميس موسكو بـ"إعدام جنود" روس حاولوا الانسحاب خلال هجوم جديد شنه الجيش الروسي في أوكرانيا وتكبد خلاله خسائر "كبيرة" في المدرعات والأفراد.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين "لدينا معلومات تفيد بأن الجيش الروسي يعدم بالفعل جنوداً يرفضون الانصياع للأوامر". وأضاف "لدينا أيضاً معلومات تفيد بأن قادة روساً يهددون بإعدام وحدات بأكملها إن هي حاولت التراجع أمام نيران المدفعية الأوكرانية"، مشيراً إلى أن "هذا أمر مستهجن".
ورفض كيربي الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن عمليات الإعدام التي تحدث عنها أو كيفية حصول الولايات المتحدة على المعلومات بشأنها.
وكثفت روسيا هجماتها قرب بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا وكذلك أيضاً في مدينة كوبيانسك في شمال شرقي هذا البلد في محاولة منها لدفع خط الجبهة إلى الأمام قبل حلول فصل الشتاء.
وقال كيربي إن موسكو تكبدت في هجماتها هذه "خسائر كبيرة" بما في ذلك 125 مدرعة على الأقل و"آلاف" القتلى. وأضاف "يبدو أن الجيش الروسي يستخدم ما نسميه بتكتيكات الموجات البشرية".
ويقوم هذا التكتيك على حشد أعداد كبيرة من جنود المشاة ودفعهم إلى خط الجبهة اعتماداً على كثرتهم العددية وبغض النظر عن الخسائر البشرية المرجحة التي سيتكبدونها خلال الهجوم. وتابع كيربي "ليس مستغرباً أن تعاني القوات الروسية من ضعف الروح المعنوية".
أوكرانيا تأمر بإجلاء الأطفال من 10 مناطق
أمرت السلطات الأوكرانية الخميس بإجلاء الأطفال من عشر مناطق تقع بالقرب من بلدة كوبيانسك في شمال شرقي البلاد حيث تشن القوات الروسية هجوماً منذ عدة أشهر.
وأعلنت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة الأوكرانية، عبر تطبيق "تليغرام" أن "الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف تخطط لإجلاء الأطفال بشكل إجباري من عشر مناطق في قطاع كوبيانسك".
وفي المجموع، سيطاول هذا الإجراء حوالى 275 قاصراً، بما في ذلك في كوبيانسك نفسها، وهي بلدة كان عدد سكانها قبل الحرب حوالى 25 ألف نسمة.
وكانت السلطات الأوكرانية نفذت أولى عمليات إجلاء المدنيين حول كوبيانسك في أغسطس (آب)، في مواجهة تقدم قوات موسكو التي تبعد مواقعها حوالى عشرة كيلومترات عن المدينة.
وعلى رغم أن الجيش الروسي لم يحقق اختراقاً حتى الآن في هذا القطاع، إلا أن قواته تمسك بزمام المبادرة هناك، كما هي الحال بالقرب من أفدييفكا جنوباً، والتي يحاول تطويقها منذ أسابيع.
روسيا تنتقد محادثات سلام في مالطا
انتقدت روسيا الخميس محادثات السلام المدعومة من أوكرانيا والمقرر عقدها في مالطا نهاية الأسبوع المقبل، محذرة من أن استبعادها عن أي اجتماعات بشأن الحرب يؤدي إلى نتائج عكسية.
وتأتي هذه المحادثات التي يأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يحشد عبرها الدعم لخطة السلام الخاصة به، في أعقاب اجتماعات مماثلة جرى عقدها في جدة وكوبنهاغن في وقت سابق هذا العام.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين "من الواضح أن مثل هذه التجمعات ليس لها أي منظور على الإطلاق، وببساطة تؤدي إلى نتائج عكسية".
وأضافت أن الاجتماع المقبل "لا علاقة له بالبحث عن حل سلمي"، موجهة الانتقاد لمالطا لاستضافتها ما وصفته بأنه "حدث معاد لروسيا بشكل سافر". وأعرب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك عن تفاؤله بالاجتماع الذي أكدت نحو 60 دولة حضوره.
وقال للتلفزيون الأوكراني "هذا الاجتماع إشارة قوية إلى أن الوحدة حول أوكرانيا مُصانة". ويروج زيلينسكي لخطة سلام من عشر نقاط تدعو روسيا إلى سحب جميع قواتها من حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً.
وترفض روسيا التي أعلنت ضم أربع مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا في سبتمبر الماضي، أي تسوية تنطوي على تنازل عن أراضٍ.
وتستعد كل من موسكو وكييف لشتاء قاس، مع تحذير أوكرانيا من تجدد الهجمات على بنيتها التحتية للطاقة ومتابعة روسيا صد الهجوم المضاد الذي تشنه كييف.