Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مساحات صديقة" لأطفال السودان... تعليم وحماية ودعم

"يونيسف" أنشأت 700 نموذج يستفيد منها أكثر من 500 ألف طفل من النازحين والفارين من ويلات الحرب

"يونيسف" تقدم خدماتها للأطفال النازحين داخل السودان (رويترز)

ملخص

من خلال هذه المساحات تنفذ "يونيسف" منهجاً متكاملاً للنازحين والفارين من ويلات الحرب والمجتمعات المحلية لتغطية جميع جوانب سبل العيش الكريم.

تتضاعف معاناة أطفال السودان بصورة يومية بعد أن سرقت حرب الخرطوم حياتهم الأسرية المستقرة وتسببت في صدمات نفسية وحولتهم إلى نازحين ولاجئين في آن واحد، مما جعلهم في حاجة ماسة إلى العون والحماية.

لتخفيف المعاناة والمآسي على اليافعين وتجنب وقوع كارثة تعليمية وصحية، أنشأت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أكثر من 700 مساحة صديقة للأطفال في ولايات البلاد المختلفة بهدف تقديم خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي.

خدمات نوعية

ممثلة "يونيسف" في السودان مانديب أوبراين قالت لـ"اندبندنت عربية" إنه "منذ اندلاع الصراع المسلح في 15 أبريل (نيسان) الماضي أنشأت المنظمة 700 مساحة صديقة للأطفال في أقاليم البلاد المختلفة، واستفاد منها أكثر من 500 ألف طفل من خلال أنشطة عدة، مثل التعليم والحماية والدعم النفسي والاجتماعي وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية، ومن خلال هذه المساحات تنفذ يونيسف منهجاً متكاملاً للنازحين والفارين من ويلات الحرب والمجتمعات المحلية لتغطية جميع جوانب سبل العيش الكريم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضافت أوبراين أن "المنظمة ومن خلال منصة التعلم الإلكتروني تقدم مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعلوم والمناهج الدراسية إضافة إلى الألعاب التعليمية، وهذه المواد متاحة من الصف الأول حتى السادس وللتلاميذ الأوائل من المرحلة المتوسطة، فضلاً عن خدمات التعليم الإلكتروني بشكل مباشر في نحو 80 موقعاً، ويستفيد منها 981 طفلاً، ويتضمن التدخل المباشر توفير الأجهزة اللوحية وسماعات الرأس والملحقات"، علاوة على أن جواز السفر التعليمي الخاص بـ"يونيسف" متاح لجميع الأطفال للوصول إليه من دون أية كلف مالية، وحتى الآن يستخدمه أكثر من 30 ألف شخص.

كارثة جيل

ونوهت ممثلة "يونيسف" في السودان إلى أن "الخدمات تقدم للأطفال النازحين داخل البلاد وللصغار الذين عبروا الحدود إلى بلدان أخرى، فضلاً عن اليافعين الذين هم خارج المدرسة".

وتابعت "على رغم هذه الجهود لا يزال هناك 19 مليون طفل خارج المدرسة بسبب المصير المجهول للعام الدراسي، كما لم تصرف رواتب المعلمين لأشهر عدة، مما يعرض السودان لخطر كارثة جيل، وحتى حال أعيد فتح المدارس، فإن ما يقرب من 6.5 مليون طفل تقطعت بهم السبل في مناطق النزاع سيظلون خارج المدرسة خلال هذه الأوقات".

ونبهت إلى أن "التعليم الإلكتروني يعد أحد الخيارات القليلة الآمنة للأطفال لمواصلة تعليمهم في الظروف الحالية".

أدوار فاعلة

من جهته، اعتبر مدير إدارة المنظمات بوزارة التربية والتعليم في ولاية البحر الأحمر صديق آدم محمود أن "يونيسف رائدة في مجال التعليم ولها أدوار فاعلة في الإقليم منذ اندلاع الحرب بالتركيز على الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح، من خلال تحسين الوصول إلى تعليم جيد وشامل وملائم للصغار ومراع لاعتبارات وضعهم واستشعار أهمية مستقبلهم". ولفت محمود إلى أن "المنظمة أطلقت منصة التعليم الإلكتروني ومنحت 300 طفل أجهزة حاسوب متطورة في ثلاثة مراكز إيواء بمدينة بورتسودان، وأقامت دورة تدريبية لـ25 مشرفاً بهدف تعليم اليافعين جمع المعلومات، فضلاً عن تنفيذ برنامج مشترك بين وزارة التربية والتعليم ومنظمة رعاية الطفولة استمر ثلاثة أشهر في معسكرات النزوح واستفاد منه 300 طفل وفق منهج رياض الأطفال ومرحلتي الأساس والمتوسط وتعليم كبار، علاوة على تخريج 12 معلماً في مجال الثقافة والرياضة وآخرين متخصصين في التربية النفسية".

ونوه مدير إدارة المنظمات بوزارة التربية والتعليم إلى أن "يونيسف شيدت خمس مدارس في محليات سنكات وطوكر وبورتسودان ووفرت معينات 7 آلاف تلميذ وأدوات تعليمية لـ27 مدرسة، إضافة إلى صيانة وتأهيل مدارس في محليات هيا وطوكر وسنكات".

ويعتب محمود على ضعف التفاعل الإنساني الذي وصفه بأنه "لم يكن بحجم المعاناة والمأساة التي يعيشها أطفال السودان جراء هذه الحرب"، مشيراً إلى أن "ما أنجز من منظمة يونيسف لا يرقى لطموح وزارة التربية والتعليم بولاية البحر الأحمر".

رعاية وحماية

يشكل الأطفال أكثر من 40 في المئة من تعداد سكان البلاد البالغ أكثر من 45 مليون نسمة، وفق آخر إحصاء رسمي.

يقول الطفل الفاتح مختار المقيم بمركز إيواء المنار في مدينة ود مدني إن "المساحات الصديقة وفرت فرصاً للتطوير والتعلم والحماية والدعم النفسي والرعاية الصحية والتعليم الإلكتروني، فضلاً عن تحسن حال عدد كبير من الأطفال مقارنة بالأيام الأولى للنزوح، وبات لدى كثيرين أصدقاء واكتسبوا عديداً من المهارات".

من بين ما حكاه مختار يتبين أن هناك حكايات ومواقف كثيرة عايشها في المساحات الصديقة، وأن التجربة مفيدة وأسهمت بقدر كبير في إخراجهم من أجواء الصراع المسلح، فضلاً عن أن الأنشطة انعكست بصورة إيجابية على نفسياتهم وسلوكهم، إلى جانب تعزيز قيم المسؤولية والاعتماد على النفس وإثبات الذات والاندماج والعمل الجماعي والاستكشاف والابتكار.

تأثير محدود

على الصعيد نفسه، رأى الخبير التربوي مهدي عبدالله أن "المساحات الصديقة للأطفال أسهمت في تعزيز حماية اليافعين ووفرت لهم خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي ومعينات الترفيه من أجل التغلب على الخوف والقلق وتهيئة بيئة مناسبة للإحساس بالطفولة وتقوية العلاقات وفن الحديث والحوار والتعبير عن الرأي والأمل".

أضاف أن "تأثيرها عادة ما يكون محدوداً، كما وجد أن الأطفال الأصغر سناً يميلون إلى المشاركة في هذه المساحات وإظهار تعلق تام بها، ولم تكن هناك دراسات لتقييم الآثار طويلة الأجل للمساحات الصديقة بخاصة بعد توقف الحرب وانخراط الصغار في المدارس".

وأوضح الخبير التربوي أن "معظم الأطفال في المناطق التي شهدت صراعاً مسلحاً بالسودان تعرضوا لمعدلات كبيرة من الرعب بالنظر إلى أعمارهم وتجاربهم التي لم يشهدوا خلالها مثل تلك الفظائع من قبل، بالتالي هم في حاجة إلى الدعم النفسي في المقام الأول وبشكل يومي أكثر من التعليم نفسه".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات