ملخص
بين الفينة والأخرى تتجدد أزمة عمل الممثلين الشباب من دون تصريح وشركات الإنتاج تقع في فخ المساءلة
شن نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي حملة شرسة ضد الممثلين والوجوه الجديدة الذين يعملون في بعض المسلسلات والأفلام من دون تصريح رسمي من النقابة وهدد بتصعيد الأمور التي قد تصل إلى القضاء والمحاكمة.
قرار رسمي
وأصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً رسمياً أشارت خلاله إلى أن هناك عدداً من الفنانين لن تمنحهم تصريحاً للعمل، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم لعملهم من دون تصريح.
وحذرت النقابة جميع شركات الإنتاج من التعامل مع فنانين مارسوا المهنة من دون الرجوع إلى النقابة والحصول على تصريح شرعي، وذكر البيان عدداً من الأسماء منهم إنجي كيوان وياسمين داوود وعمر شرقي ورحمة حسن، وكذلك راندا عبدالسلام وعمرو ممدوح ومروان يونس وأنس مبارك، إضافة إلى سالي حماد وعمرو جمال وفدوى عادل وهالة خالد، فضلاً عن ناردين فرج وصلاح الدالي وإلهام وجدي ومينا مغربي، إلى جانب فدوى عابد وهاجر السراج.
حالة فوضى
وفي تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية" قال نقيب الممثلين أشرف زكي "هناك حال من الفوضى غير مقبولة بالمرة، ولن يتم السماح بممارسة أي نشاط فني من دون وجود تصريح رسمي وقانوني وقبول شرعي من النقابة لأن الجميع طايح وتفشى في استحلال العمل من دون وجه حق، وهذا لن أسمح به نهائياً".
وحذر زكي الجميع بلهجة شديدة قائلاً "سأتصدى لكل ما يتم تنفيذه بصورة غير قانونية، وسأضرب بيد من حديد، وكل المخالفين ستتم ملاحقتهم قانونياً، وسأصعّد الموضوع للقضاء حتى يتم ضبط الأمور وعودتها لنصابها الشرعي ما دام هناك من يحاول أن يقود الوضع بطريقة عشوائية متخيلاً أن النقابة ستسكت عن حقها ولن تنفذ القانون تحت أي ظرف".
وتابع "الأمر ليس صعباً، كل ما نريده هو التزام القانون، والحصول على تصريح رسمي لأي ممثل مهما كان دوره، والغريب أنه بات من الاستسهال تمرير ممثلين من دون تصريح ظناً أن هذا أمر عادي، ويضعنا المنتج أمام الأمر الواقع، ولكن هذا مرفوض، وسيتم الضرب بيد من حديد ومحاسبة المخالفين بأثر رجعي، وملاحقة كل من يقوم بالسلوك غير القانوني نفسه".
وأوضح نقيب الممثلين أنه حذر جميع شركات الإنتاج بحظر التعامل معهم لحين تصحيح أوضاعهم.
وإضافة إلى القرار السابق قرر زكي منع عمل طلاب معهد الفنون المسرحية قبل حصولهم على تصريح من النقابة، منبهاً شركات الإنتاج من التعاقد مع هؤلاء الطلبة والاستعانة بهم في أي عمل من دون الحصول على التصريح أيضاً حتى لا يتم فهم الأمور بأنها تحيز لأي فئة حتى لو كانت من طلاب المعاهد الفنية الرسمية.
شديد التعقيد
المنتج أحمد عبدالعاطي وهو منتج مسلسل "55 مشكلة حب" الذي شارك فيه عدد من الممثلين المذكورين في قائمة المخالفين والحظر قال إنه "يحترم قرار النقابة جداً ومن أكثر المؤيدين لسير الأمور بصورة رسمية وشرعية، فهو كمنتج يريد أن يتم كل شيء بصورة قانونية وليس من مصلحته وجود أي خطأ أو مشكلة مع الجهات الرسمية، وسيعمل على تنفيذه بأسرع وقت وبكل الطرق الممكنة".
وشرح الوضع بأن هناك عشرات الممثلين الذين يشاركون في العمل بوصفه أربعة مسلسلات داخل مسلسل واحد كل عمل قائم بذاته ولكن تحت الاسم نفسه، ومن الصعب اختيار كل الممثلين من النقابيين فهناك أمور كثيرة تعوق ذلك أهمها أن هناك أدواراً صغيرة لا تتعدى المشهدين أو الثلاثة وتحتاج إلى ممثل صغير أو مبتدئ، ومن المستحيل الاستعانة بممثل نقابي لأنه يعتبر فكرة قيامه بمشهدين أو أكثر إهانة له، ويحدث كثيراً أن نتوجه لممثل من هذا النوع ولا يقبل إلا بدور كبير وبأجر ضخم غير متاح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح عبدالعاطي أنه "أمام هذه المشكلة نلجأ كشركات إنتاج إلى مكاتب تسكين الأدوار الصغيرة أو ما يسمى مكاتب ’الكاستينغ‘ ونتفق معها على تلبية حاجاتنا في عدد الممثلين للأدوار المحدودة والصغيرة على أن يقوموا بعمل التصريحات القانونية اللازمة، لأننا كمنتجين أو مخرجين نكون تحت ضغط ضيق الوقت ونصور على الهواء ونكون مكبلين بأعباء كثيرة، وقد يكون فريق العمل من أبطال أساسيين موجوداً ونحتاج إلى أدوار صغيرة فلا نجد وقتاً لاختيار ممثليها، وهنا نسند المهمة إلى مكاتب متخصصة ولا نعرف أن الأمر غير قانوني أو أن الممثلين الثانويين لا يحملون تصريحاً".
وتابع أن "مروان يونس وراندا عبدالسلام وعدداً من الممثلين الموقوفين ليسوا جدداً على الوسط الفني وعملهم معي ليس أول عمل فني، ولا أتخيل أنهم لا يملكون تصريحاً، وربما عليهم التعاون مع النقابة لنيل العضوية أو التصاريح، وكذلك أرجو من النقابة تسهيل مهمة حصولهم على العضوية حتى تكون هناك نقطة تلاقٍ تحل الأمور".
وقال عبدالعاطي إن "كثيراً من النجوم عبر تاريخ الفن لم تكن لهم عضوية نقابية، وهم من أهم النجوم وأكثرهم تأثيراً في الفن والتمثيل لذلك يجب حل الأزمة بتعاون مشترك لمنح من يستحقون العضوية ولهم أعمال أثبتت كفاءتهم، كما أن هناك ممثلين نحتاج إليهم لمناسبتهم لأدوار معينة ولا نجد ما نريده في أعضاء النقابة فماذا نفعل في هذه الحال؟ نحن نضطر إلى الاستعانة بالممثل المناسب، ونأمل في أن تكون هناك تسهيلات لحصوله على العضوية من جهة النقابة".
أزمة مستمرة
من جهته، رأى الناقد جمال عبدالقادر أن "أزمة التصريحات والعضوية في نقابة الممثلين لممارسة المهنة قضية شائكة كثيراً ما تثار ويتم حلها بصورة موقتة، ثم تعود للظهور على السطح بطريقة أو بأخرى لأن التمثيل ليس مهنة تقليدية تخضع للدراسة والنقابات ومثل هذه الإجراءات الوظيفية في المهن العادية، فقد يكون الممثل غير المعتمد أكثر موهبة من النقابيين ودارسي المعاهد الفنية المتخصصة وهذا ما أثبته التاريخ الفني منذ بداية التمثيل، وأعظم الممثلين جاؤوا من جهات لا علاقة لها بالصورة التقليدية للدراسة والنقابة وما إلى ذلك".
وشدد على ضرورة إيجاد حلول أبرزها تقييم الموهبة ومنح من يستحق العضوية بسبب الحاجة إليه في الفن وقوة موهبته وليس لمجرد أنه شخص يسير في إجراءات روتينية فقط، فدائماً هناك استثناءات لأن الفن أمر لا يخضع للحسابات والإجراءات الروتينية في الأساس، لكن من الضروري تقنين الأوضاع في الوقت نفسه، واتخاذ تصاريح حتى لا يستغل بعض المستفيدين الأمر ويقحموا في الفن أعداداً ليست لها علاقة بالمعنى الحقيقي للفن تبعاً لمصالحهم الخاصة والمحسوبيات وما إلى ذلك.
سبب مجهول
وعلق بعض الفنانين الموقوفين عن العمل على قرار نقابة المهن التمثيلية، إذ قالت إلهام وجدي إنها فوجئت بالقرار ولا تعرف السبب على رغم أنها تحصل على تصريحات ولم تخالف النقابة، وأوضحت أنها تحاول التوصل إلى حل مع النقابة لتسير الأمور بصورة قانونية.
بدوره، قال الفنان مروان يونس إنه لم يتخلف عن سداد رسوم النقابة وإن الشركات التي يتعاقد معها هي المسؤولة عن سدادها وتقديم التصريحات اللازمة، لذلك فقد شعر بالصدمة من القرار لأنه لم يخالف من قبل أي قانون يخص العمل.