Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوضى وإحباط ويأس عند معبر رفح مع خروج أول دفعة مواطنين بريطانيين

بعض الرعايا الأجانب غير متأكدين إذا كانوا ضمن قوائم الأشخاص المسموح لهم بالإجلاء بسبب انقطاع الاتصالات

فلسطينيون من ذوي الجنسية المزدوجة ينتظرون عند معبر رفح الحدودي (رويترز)

ملخص

غادرت دفعة من المواطنين البريطانيين غزة بعد فتح معبر رفح للمرة الأولى منذ بدء الحرب لكن كثيرون لا يعلمون إن كانت أسماؤهم على قوائم الخروج

غادرت دفعة من مواطنين بريطانيين غزة بعد فتح معبر رفح للمرة الأولى منذ بدء الحرب، ولكن لم يسمح لكثيرين بالمغادرة في مشاهد فوضوية، إذ توسلت عائلات يائسة حرس الحدود لكي يسمح لها بالعبور بشكل آمن.

تحت قصف عنيف، تقاطرت عائلات في ازدحام شديد إلى معبر رفح وأتى بعضهم على عربات تجرها حمير بعد أن بدأت مصر بالسماح لعدد محدود من المواطنين الأجانب والجرحى الذين يعانون إصابات بالغة بالعبور للمرة الأولى منذ أن شنت إسرائيل حملة قصف عنيفة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ولكن لم يسمح سوى لـ320 شخصاً من حملة الجوازات الأجنبية وعشرات الجرحى الفلسطينيين الذين يعانون إصابات بالغة بالعبور بحسب ما أفادت مصادر محلية. وعلمت "اندبندنت" أن من بين الجرحى المصابين شخصان في الأقل يحملان الجنسية البريطانية ويعملان في منظمات غوث إنسانية. ويعتقد أن هناك 200 مواطن بريطاني داخل القطاع الذي يتعرض للقصف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سؤال عما إذا كان مواطنون بريطانيون سيخرجون من غزة خلال "الموجة" الحالية من العبور عند معبر رفح، قال رئيس الحكومة ريشي سوناك لبرنامج "بيستون" Peston على قناة "أي تي في": "نأمل أننا حققنا بعض التقدم في هذا الإطار. إنه أمر دفعنا مراراً وتكراراً من أجل إنجازه مع شركائنا كافة. على أمل أن نبدأ بلمس نتائج ذلك، سنبذل قصارى جهدنا لإخراجهم بمن فيهم الرهائن أيضاً".

ولم تكن سوى قلة من الأشخاص على علم بالأسماء الموجودة على اللوائح لأن غزة كانت غارقة في انقطاع تام للاتصالات للمرة الثانية خلال الليل عندما قطعت خطوط الهاتف والانترنت.

ولهذا، عندما بلغ مواطنون بريطانيون بعد رحلة مضنية الحدود، وصفوا مشاهداتهم لحشود "مذعورة" متجمعة حول قوائم طبعت على أوراق تضم أسماء فيما حاولت الأمهات تأمين مرور لأولادهن وقيام العائلات التي لا تملك سبيلاً للعودة للديار بنصب خيم خارج البوابات.  

وفي هذا السياق، قال محمد غلاييني وهو عالم بريطاني - فلسطيني باحث في جودة الهواء وكان يزور عائلته عندما اندلعت الحرب: "تلقينا رسالة نصية من وزارة الخارجية تعلمنا فيها أن معبر رفح سيفتح. ولكن في الصباح، لم يكن لدينا إشارة هاتفية ولهذا لم نكن نعلم ما الذي يحصل".

وقال الرجل الذي يقطن في مانشستر أنه أبلغ في الرسالة التي وردته من مكتب المملكة المتحدة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بأن "عمليات خروج محدودة" ستحصل يوم الأربعاء "بشكل خاص للفلسطينيين المصابين إصابات بالغة ولدفعة أولى من مواطنين أجانب". ولم تحدد الرسالة من هم المواطنين البريطانيين الذين سيعبرون.

واستنفد غلاييني القطرات الأخيرة من الوقود الثمين الذي حصل عليه ليتمكن من قيادة سيارته إلى الحدود لمعرفة إن كان اسمه أو اسم أحد من أفراد أسرته وارداً على لوائح المغادرة. وعندما وصل إلى هناك، وجد أن أعمامه وهم مواطنين أردنيين هم الوحيدين الذين أدرجت أسماؤهم على اللائحة.

وقال: "كان الوضع بائساً هناك. يشعر الناس بالخوف ويحاول كل من يستطيع المغادرة أن يخرج. يذهب الأشخاص إلى الحدود بأية وسيلة يملكونها، ووصل بعضهم على عربات تجرها حمير لعدم توفر الوقود".

قاسم الفرا، 21 سنة، وهو طالب بريطاني في علم الطب الحيوي ونسيب غلاييني، حاول هو أيضاً الخروج. وقال إن الناس أحضروا معهم بطانيات وخططوا للمبيت عند المعبر لانتظار مغادرتهم فيما حاول آخرون إقناع حرس الحدود لإضافة أسمائهم على القائمة.

وصرح الطالب في جامعة مانشستر ميتروبوليتان لـ"اندبندنت": "أتى بعضهم لمطاردة بعض الأمل في محاولة المغادرة. تجمع الناس في حشود صغيرة وحاولوا رؤية أسمائهم على الأوراق التي كانت معلقة على الحائط. في مبنى المعبر الحدودي، كان الأشخاص يحاولون إقناع الحراس بإضافة أسمائهم على القائمة. فيما طلب الحراس من الأشخاص عدم التسبب بالفوضى واتخاذ أماكنهم وإلا سيمنعون من العبور. فقدت الأمل كمواطن بريطاني لم أجد اسمي على اللائحة وتركت لمصيري لكي أعود أدراجي وأحاول مجدداً في يوم آخر".

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية جيمس كليفرلي إن فرق المملكة المتحدة "مستعدة لمساعدة المواطنين البريطانيين حالما يتمكنون من المغادرة، مضيفاً "نستمر بالعمل على مستويات الحكومة كافة لتأمين فتح معبر رفح والسماح للمواطنين البريطانيين بمغادرة غزة".

وكانت إسرائيل شنت أعنف عمليات القصف على غزة وفرضت حصاراً تاماً شل الحركة رداً على مذبحة السابع من أكتوبر عندما قتل مسلحو "حماس" مئات الأشخاص وأخذوا عشرات كرهائن بمن فيهم مواطنون بريطانيون.

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس" مقتل 8700 فلسطيني بمن فيهم 3648 طفلاً في العدوان وهو عدد يبلغ أربعة أضعاف محصلة الوفيات الناجمة عن الحرب التي استمرت سبعة أسابيع بين إسرائيل و"حماس" عام 2014.

ومن بين الإصابات والضحايا، قتل وجرح مئات في غارة اسرائيلية بعد ظهر يوم الثلاثاء على مخيم جباليا الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بأن الغارة التي يعتقد أنها دمرت عشرات المنازل، أدت ايضاً إلى مقتل القيادي في "حماس" إبراهيم البياري الذي يزعم أنه خطط لجزء من هجوم السابع من أكتوبر. وقصف المخيم مجدداً يوم الأربعاء.

وفي هذا الإطار، عبرت الأمم المتحدة يوم الاربعاء عن "قلقها الكبير" بأن "الهجمات غير المتكافئة" على المخيم ترقى إلى كونها جرائم حرب بسبب العدد المرتفع من الضحايا وحجم الدمار الهائل.

وقال الأطباء الذين يعالجون الجرحى الذين أصيبوا في الغارتين على جباليا لـ"اندبندنت" إنهم أجبروا على إجراء عمليات من دون بنج وبأنهم يستخدمون سائل تنظيف الأطباق لتنظيف الجروح.

وقال الدكتور مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي حيث نقل معظم المصابين بأن إمدادات الوقود شحيحة للغاية وبأنهم اضطروا إلى قطع الكهرباء والطاقة عن بعض أقسام المستشفى مساء الأربعاء، لافتاً أن "غالبية الحالات تحتاج إلى وحدة العناية المركزة ولكن في الوقت الحالي نعاني نقصاً حاداً في الوقود. خلال ساعات قليلة سنعلن توقفنا عن إجراء العمليات الجراحية وسنكتفي بتشغيل أقسام الطوارئ لإنقاذ الأرواح".

وصرح مسؤولون في الجيش الاسرائيلي لـ"اندبندنت" يوم الأربعاء بأن مقاتلي "حماس" يملكون الوقود وبوسعهم تسليمه إلى المستشفيات ولكنهم اختاروا عدم القيام بذلك.

وفي بيان، أعلن المسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأن "حماس" كانت تفاقم الأزمة الإنسانية وأصروا على وجود كميات كافية من المياه والطعام في القطاع. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي اللواء دانيال هاغاري: "هم يريدون هذا المشهد من الدمار".

وقال مسؤول آخر: "لا تعاني غزة نقصاً في الطعام. هنالك إمدادات كثيرة وكافية". بيد أن الأمم المتحدة طالبت مراراً بوقف إطلاق نار إنساني نتيجة انهيار القطاع الصحي في القطاع.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بأن "غزة أصبحت مقبرة للأطفال" و"جحيماً فعلياً للناس الآخرين".

واعتبر غلاييني بأن "الحياة اليومية في غزة أصبحت صعبة للغاية" مع نفاد إمدادات الوقود والمياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل صاروخي وصعوبة الحصول عليها من المتاجر".

وتابع "من الضروري أن تقوم المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين تملكان السلطة باستخدام تلك السلطة بشكل مسؤول ووقف إسرائيل من الاستمرار في حفلة الجنون هذه وارتكاب مزيد من الفظائع".

أما السيد الفرا فأضاف بأن العائلات لا ترغب في مغادرة منازلها ولكنها مضطرة إلى ذلك من أجل "سلامة أطفالها. يترك الأشخاص قطعة من قلوبهم وثقافتها هناك. إن لم يغادروا فسيواجهون خطر الموت".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير