Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لورا بيتس: لم أتوقع مثل هذا الرد حتى في أغرب أحلامي

تلقت الكاتبة النسوية تهديدات بالقتل بعد كتابها "التحيز الجنسي اليومي" قبل عقد من الزمن. تخبرنا عن العيش في ظل الخوف من العنف، وعدم السماح للكراهية بإسكاتها وكيف تعلمت توظيف بنيتها الضئيلة لصالحها عندما يتعلق الأمر بقتال الرجال

بيتس عند وصولها للاحتفال بجائزة بايليز النسائية للرواية لعام 2015 (غيتي)

ملخص

تلقت الكاتبة النسوية تهديدات بالقتل بعد كتابها "التحيز الجنسي اليومي" قبل عقد من الزمن. تخبرنا عن العيش في ظل الخوف من العنف، وعدم السماح للكراهية بإسكاتها وكيف تعلمت توظيف بنيتها الضئيلة لصالحها عندما يتعلق الأمر بقتال الرجال. لورا بيتس: "لم أتوقع مثل هذا الرد حتى في أغرب أحلامي"

السنة الماضية، امتطت لورا بيتس جواداً، والتقطت سيفاً وتعلمت القتال بشغف كما لو أن حياتها تعتمد على ذلك. ذهبت الكاتبة والناشطة والقائدة البارزة للموجة الرابعة من الحركة النسوية إلى ورويكشير لتلقي دروس في القتال على ظهر الخيل – إلى جانب القتال بالسيف، تعلمت أيضاً المبارزة - كجزء من بحثها لكتابها الأخير "أخوات السيف والظل" The Sisters of Sword and Shadow العمل الخيالي النسوي الذي تدور أحداثه في زمن الملك آرثر، ويصور بطلة شابة تتعلم أساليب الفروسية في العصور الوسطى.

تتذكر بيتس: "بالنسبة إلى شخص لم يركب حصاناً في حياته، كان ذلك شعوراً مذهلاً... تولد لديَّ إحساس بالتمكين نابع من اكتساب مهارة جديدة، ولكن أيضاً من الدروس التي تعلمتها كامرأة حول كيفية توظيف بنيتك الأصغر لصالحك عند قتال رجل". نظراً إلى حملتها المستمرة منذ عقد من الزمن لإنهاء كراهية النساء والتمييز الجنسي من خلال "مشروع التحيز الجنسي اليومي" وما تلاه، بيتس أكثر من معتادة على تلقي تهديدات بالعنف من رجال ــ لدرجة أنه بعد نشر كتابها "الرجال الذين يكرهون النساء" Men Who Hate Women عام 2020، الذي يفضح بشكل لافت كراهية النساء المنظمة عبر الإنترنت، قامت الشرطة بتركيب جهاز إنذار للطوارئ في منزلها. لا عجب أن بيتس استمتعت بفرصة "الشعور بأنني قوية بدنياً والتخلص من كل الغضب والإحباط المكبوتين. أنا أوصي به حقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيتس البالغة من العمر 37 سنة مصابة بعدوى في الصدر، وقد نهضت من سريرها لتحدثني عبر تطبيق "زوم". عندما عرضت عليها ترتيب المقابلة في موعد آخر، لوحت بيدها بلا مبالاة وأصرت على أنها ستكون بخير. هذه الروح التي لا تعرف الكلل هي التي ساعدتها على مدار 10 سنوات من الحملات، سواء من خلال كتبها - إلى جانب "الرجال الذين يكرهون النساء" أصدرت كذلك "التحيز الجنسي اليومي" سنة 2014 و"كراهية النساء" Misogynation سنة 2018، و"أصلحوا النظام، وليس النساء" The System, Not The Women سنة 2022 – وجهدها المتمثل بزيارة المدارس وتقديم المشورة لمنظمات كبرى، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ولجنة برلمانية بريطانية، حول أفضل السبل لمعالجة التمييز بين الجنسين.

علينا مناقشة "أخوات السيف والظل": المغامرة الإرثرية المكتوبة للشبان، وتتبع حظوظ المراهقة "كاس"، التي كانت أختها على وشك الزواج والتي من المقدر لها أن تدخل هي نفسها في زواج مدبر. كانت كاس بالفعل محزونة لفقدها الوشيك للحرية وبسبب الحياة التي قضتها في العبودية المنزلية عندما تلتقي بامرأة غامضة ترتدي درعاً وتمتطي جواداً. تعرفها المرأة على أخوية تقوم بتدريب النساء كي يصبحن فارسات وعلى ركوب الخيل والقتال والمبارزة في محاولة لحماية مجتمعهن من الرجال العنيفين.

يعود اهتمام بيتس بأسطورة آرثر إلى أيام دراستها لكتاب "موت آرثر" Le Morte d'Arthur لتوماس مالوري كجزء من دراستها الأدب الإنجليزي في جامعة كامبريدج. تقول "إنه عالم غني مليء بهذه الشخصيات التي تدير سلسلة كاملة من الضعف والشجاعة والثبات الأخلاقي والفروسية، لكن الأمر كله يتعلق بالرجال... لكنه يبدو عالماً مليئاً بالإمكانات بالنسبة إلى النساء. أحب فكرة إعادة النظر في هذا العالم من دون أن تكون النساء مقيدات في دور المعشوقات أو الساحرات". 

بالنسبة إلى بيتس، فإن الخوض في مخيلتها وخلق عالم خيالي من العصور الوسطى قد وفرا لها استراحة ممتعة من قسوة كتاباتها الواقعية، التي تطلبت منها التعمق بطرق مختلفة في الكراهية المنظمة للنساء، والتمييز الجنسي المؤسساتي، وإساءة معاملة الإناث. على كل حال، إنها تعتبر غزواتها في عالم الخيال (التي تتضمن أيضاً فيلم "الاحتراق" The Burning الصادر عام 2019، الذي يدور حول فتاة مراهقة ينشر صديقها صورة حميمة لها على الإنترنت) امتداداً لنشاطها. توضح، "إنها طريقة مختلفة لربط الناس بنفس الأفكار... هناك عدد قليل جداً من الشبان الذين تصل إليهم الأفكار من خلال الكتب الواقعية. عندما كنت مراهقة، لم أكن منخرطة في الحركة النسوية أو الحركات السياسية، لذا فإن كل تلك الأفكار حول العدالة الاجتماعية وتحدي الوضع الراهن بالنسبة إليَّ جاءت من الخيال. وهكذا قلت لنفسي "مهلاً، هناك طريقة أخرى للتواصل مع هؤلاء الفتيات اللاتي يعانين بشدة ومساعدتهن على تقليل الشعور بالوحدة". أريد تحدي الأفكار حول هويتهن والقيود التي يفرضها العالم عليهن".

هذه الرغبة في التواصل مع النساء الأخريات، وتوفير مساحة آمنة للحديث عن تجاربهن، هي ما دفعها إلى تأسيس مشروع التحيز الجنسي اليومي الذي انطلق في عام 2012، وبدأ كموقع إلكتروني مخصص لتسجيل الاعتداءات الجنسية. كانت بيتس قد بدأت حياتها المهنية كممثلة في ذلك الوقت و"كنت أتوجه إلى اختبارات الأداء ويطلب مني خلع بلوزتي، أو أحصل على أدوار يكون التوصيف الوحيد فيها للشخصية عن حجم ثديي المرأة التي تلعبها". 

كانت قد وصلت حد الاستنزاف بالفعل عندما قام رجل "لم يقبل بالرفض كإجابة لطلبه" في ذلك الأسبوع بلحاقها إلى منزلها، وبعد بضعة أيام، تعرضت لمضايقة جنسية على متن حافلة من قبل رجل آخر. تتذكر: "لقد قلت ما كان يحدث بصوتٍ عالٍ ولم يواجهه أحد، وشعرت بالعزلة والخجل الشديدين". وهكذا لجأت إلى الإنترنت وطلبت من النساء تحميل قصصهن عن الاعتداءات الصغيرة والتحرش والسلوك المسيء الذي أطلقت عليه اسم "التحيز الجنسي اليومي".

تخيلت بيتس أنها قد تجمع نحو 50 قصة. تتذكر: "سيكون ذلك مجرد شيء أشير إليه في المرة المقبلة عندما أخوض إحدى تلك الجدليات مع شخص ينكر المشكلة لأبين أنها مجودة بالفعل". بالنتيجة، تدفق أكثر من 200 ألف شهادة، مما حول الموقع إلى أكبر مجموعة بيانات من نوعها تتحدث بالتفصيل عن كل شيء بدءاً بالتحرش في مكان العمل، مروراً بالمضايقات في وسائل النقل العام، ووصولاً إلى المتطفلين والمعاكسين في الشوارع.

اعتقدت بيتس أنها تجاوزت مرحلة الشعور بالصدمة من سلوك الذكور، لكن كان ذلك قبل قراءة قصص روتها فتيات لا تتجاوز أعمارهن 11 سنة عن التحرش والإساءة اللذين تعرضن لهما في طريقهن من وإلى المدرسة. كذلك فوجئت بمدى إلقاء اللوم على الضحية، تقول "ذلك العدد من النساء اللاتي قيل لهن إن [التحرش] كان خطأهن، وإنهن تصرفن بطريقة تجذب ذلك، أو ارتدين ملابس غير ملائمة، أو خرجن في وقت متأخر جداً أو ذهبن إلى المكان الخطأ. وقد قبلن كل ذلك".

في عام 2014، جمعت بيتس القصص في كتابها الأول "التحيز الجنسي اليومي"، ووضعتها في سياق اجتماعي وسياسي وثقافي أوسع. إذا كان كتاب كيتلين موران "كيف تكونين امرأة" How To Be a Woman دليلاً مفعماً بالمرح لصمود المرأة في القرن الـ21، فإن كتاب بيتس كان بمثابة التوأم ذي التوجه السياسي الأوضح، حيث عرض بجرأة حقائق الكراهية المجتمعية للنساء. لفهم تأثيره، ما عليك سوى ملاحظة كيف أصبحت عبارة "التحيز الجنسي اليومي" جزءاً لا يتجزأ من لغة العامة عند الحديث عن عدم المساواة بين الجنسين.

تقول بيتس إنها فخورة بكل ما حققته وتشيد بـ"الامتياز والمسؤولية الكبيرة المتمثلين في ثقة النساء بي لرواية قصصهن". مع ذلك، لم تكن مستعدة لكيفية تأثير نشاطها عليها على المستوى الشخصي، لدرجة أنها، عند التحدث إلى المحاورين، كانت حريصة على عدم الكشف عن أي شيء قد يلمح إلى مكان سكنها أو علاقاتها الشخصية. تقول "لم أتخيل أبداً أن أكون في موقف لا يمكنني من قول أي شيء عن مكان وجودي، وفي الأيام السيئة، يرسل لي 200 رجل رسائل بريد إلكتروني تتحدث عن رغبتهم في تمزيق أحشائي. لم أتخيل أبداً في أسوأ كوابيسي مدى سوء رد الفعل العنيف".

مرت 10 سنوات على وضع هذا الكتاب الأول، وما زالت التهديدات مستمرة. حين سألتها كيف تتأقلم؟ أطلقت تنهيدة عميقة، وأجابت: "أعتقد أن الأمر يؤثر فيك بشكل كبير بغض النظر عن مقاومتك له. تفكرين في الأمر في كل مرة يرن جرس الباب، وتفكرين فيه في كل مرة تكونين في الخارج ويقترب منك أحدهم. في كل مرة تشاركين في فعالية أعلن عنها للعامة، مما يعني أن الأشخاص يعرفون مكانك مسبقاً، تفكرين في صورة المسدس التي أرسلها إليك شخص ما وأخبرك أنه سيستخدمه، ومن ثم تجوبين ببصرك على الحشد باحثة عن شخص يخفي مسدساً في جيبه. عندما يقول أحدهم (سأتبعك وأقتلك وأغتصبك وأنشر القصة على الإنترنت) فمن الصعب حقاً ألا تستلمين لخدع عقلك".

بالنسبة إلى بيتس، أصبحت معارضة حملتها أكبر وأكثر شراسة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي (لقد توقفت عن استخدام "تويتر" منذ فترة طويلة، لكنها لا تزال نشطة على "إنستغرام"). في الوقت عينه، أدى صعود كارهي النساء مثل أندرو تيت إلى تشجيع هذه الأصوات. وفي حين أنه لا يوجد لدى بيتس أي وهم تجاه المهمة التي تنتظرها، فإنها تحلم بحذر بمستقبل أفضل استناداً إلى محادثاتها العديدة مع الشبان "المتحمسين للغاية والشجعان للغاية والشغوفين والمسيسين والذين يقاتلون بطرق مبتكرة عديدة". وبينما ترى الأولاد يتبنون أفكاراً متطرفة ويتطبعون بالتطرف عبر الإنترنت، فإنها تشهد عدداً مماثلاً ممن يتحدثون عن وجهات النظر هذه ويقفون في وجهها ويدافعون عن الفتيات "بطريقة لم تكن سائدة قبل عقد من الزمن. هناك أسباب كثيرة للقلق ولكن يوجد كثير مما يدعو إلى التشجيع".

عندما أخبرت بيتس أنه بعد عقد من النشاط، لن يلومها أحد على تقليص جهدها من أجل حياة هادئة أكثر، تبتسم وتهز رأسها قائلة، "على رغم أن الأمر صعب ومخيف، عليك تذكر أن هناك نساءً حول العالم يضعن حياتهن على المحك حرفياً. أنا أتمتع بامتياز مذهل في وضعي لأنني لا أزال قادرة على استخدام صوتي، بينما لا أواجه هذا النوع من الرعب. في المقام الأول، لا يتعلق الأمر بي. لقد كان دائماً يصب على إعلاء أصواتنا معاً وعدم السماح لهذه الكراهية بكم أفواهنا وتقييدنا. أنا شخصية عنيدة، لذا، بعد وصولي إلى هذا الحد، لن أتوقف الآن".

 

صدر كتاب "أخوات السيف والظل" للورا بيتس عن دار سايمون أند شاستر في 9 نوفمبر (تشرين الثاني).

© The Independent

المزيد من كتب