Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير داخلية بريطانيا في يومه الأول: "حماس إرهابية"

جيمس كليفرلي يتعهد بدعم سوناك حتى النهاية وسينأى عن الخطاب الشعبوي

وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي في طريقه لحضور اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء (أ ف ب)

ملخص

دعم جيمس كليفرلي ريشي سوناك في منافسته على رئاسة الحزب والحكومة مرتين، ويعتبر من الموالين المخلصين لرئيس الوزراء البريطاني.

بدأ وزير الداخلية البريطاني الجديد جيمس كليفرلي مهام وظيفته الجديدة بعد التعديل الوزاري الأخير في حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك بتصريحات حاول فيها إزالة أسباب الجدل في شأن سابقته سويلا بريفرمان التي أقالها سوناك أمس الإثنين. كان كليفرلي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة حزب المحافظين بقيادة سوناك والتي خلفه فيها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون.

ولد جيمس كليفرلي، البالغ من العمر 54 سنة، في لوشام بجنوب لندن لأب بريطاني وأم مهاجرة من سيراليون في أفريقيا. وبعد المدرسة العليا انضم للجيش البريطاني ليتوقف تدريبه نتيجة إصابة عام 1989. ودرس إدارة الفندقة في كلية إلنغ وحصل على الليسانس عام 1991. عمل في وظائف عدة بمجال النشر والتسويق وإن ظل ضابط احتياط في الجيش ووصل إلى رتبة مقدم.

بدأ مشواره السياسي بانتخابه في مجلس محلي لندن عام 2007 وأعيد انتخابه عام 2012 إلى أن اختاره حزب المحافظين لمقعد النائب عن دائرة براينتري في انتخابات عام 2015. وفي عام 2019، مع استقالة تيريزا ماي من رئاسة الحكومة وزعامة حزب المحافظين ترشح كليفرلي لخلافتها، لكنه انسحب من السباق الذي فاز فيه بوريس جونسون.

خدم كليفرلي في مناصب وزارية صغيرة، منها وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حكومة بوريس جونسون. وقبل استقالة جونسون بشهرين أصبح كليفرلي وزير دولة للتربية والتعليم، ثم اختارته ليز تراس وزيراً للخارجية في حكومتها التي لم تستمر سوى ستة أسابيع العام الماضي.

شخصية توافقية

دعم جيمس كليفرلي ريشي سوناك في منافسته على رئاسة الحزب والحكومة مرتين، ويعتبر من الموالين المخلصين لسوناك الذي أبقى عليه في وزارة الخارجية. وينظر إلى جيمس كليفرلي على أنه شخص "غير مؤدلج"، بمعنى أنه ليس متصلباً في أفكاره على عكس سابقته في وزارة الداخلية التي تعتبر من تيار اليمين المتشدد في حزب المحافظين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إضافة إلى ثقة سوناك فيه يعتبر جيمس كليفرلي ممن يتمتعون بروح الفريق ويبدي دوماً استعداده للعمل مع الآخرين مهما كانت آراؤهم وتوجهاتهم. كما أن أفكاره التي بدت من تصريحاته السابقة، منذ أن كان عضواً في المجلس المحلي للعاصمة، تشير إلى أنه شخصية توافقية وليس جامد التفكير. كما أنه أقل إثارة للجدل والخلافات من بريفرمان بكثير.

مع ذلك فهو من الملتزمين بخط المحافظين السياسي، ومن المؤيدين بشدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). وفي مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" بعد التعديل الوزاري سئل إن كان سينأى بنفسه عن الخطاب الشعبوي المثير لسابقته فقال: "أنوي أن أقوم بوظيفتي هذه بالطريقة التي أرى أنها تحمي الشعب البريطاني وتحمي مصالحنا". 

أولويات الوظيفة

وحدد كليفرلي أولوياته في وظيفته الجديدة بأنها "حماية بريطانيا ودعم قوات الشرطة كي تحافظ على أمننا" و"وقف القوارب" – في إشارة لقوارب المهاجرين عبر القنال الإنجليزي بشكل غير قانوني. وكلها تتسق مع الأهداف المعلنة في برنامج حزب المحافظين. ومع أن كليفرلي ملتزم بسياسة المحافظين الحد من الهجرة إلى بريطانيا، إلا أنه سبق واعترض على خطط وزيرة الداخلية المقالة سويلا بريفرمان بإيواء المهاجرين وطالبي اللجوء في ثكنة عسكرية قرب دائرته الانتخابية في مقاطعة إسكس. وكتب وقتها على صفحته بـ"فيسبوك" في مارس (آذار) الماضي أن "الموقع ليس مناسباً لإيواء طالبي اللجوء"، مشيراً إلى أنه في مكان ناء لا تتوافر له مواصلات ومنطقة ليست بها بنية تحتية مناسبة.

ومن أول ما سيواجهه جيمس كليفرلي في مهمته الجديدة حكم المحكمة هذا الأسبوع في شأن ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وهي السياسة التي تحمست لها سابقته في الوزارة وكانت سبباً في انشقاقات داخل الحزب المحافظين وقاعدته الانتخابية.

وفي أولى تغريداته على منصة "إكس" كتب وزير الداخلية البريطاني الجديد: "حماس ليست مقاتلين. حماس ليست ميليشيا. حماس إرهابية. لا توجد كلمات أخرى لوصف الهجمات أو إطلاق الصواريخ على المدنيين".

وعن أصوله العرقية قال: "أنا أسود. والتدي سوداء. لدي أصدقاء سود. تلقيت تعليمي في مدرسة للسود. لدي ناخبين سود".

ومن تجربته في وزارة الخارجية، يرى كثيرون أن كليفرلي قادر على التعامل مع تحديات وزارة الداخلية، فقد تولى مسؤولية السياسة الخارجية لبريطانيا في فترة حرجة شهدت حرب أوكرانيا والحرب على غزة. وفي الحالتين حافظ على سياسة خارجية بريطانية متوازنة إلى حد كبير مع الالتزام بالخط العام لحزب المحافظين اليميني.

فخلال توليه وزارة الخارجية زار كييف مرتين حيث التقى الرئيس الأوكراني مؤكداً على دعم بريطانيا له في مواجهة روسيا. كان آخرها في يونيو (حزيران) الماضي قبل مؤتمر استضافته بريطانيا عن حرب أوكرانيا.

وفي الشهر الماضي زار كليفرلي إسرائيل والتقى مسؤوليها معبراً عن دعم بريطانيا لهم بعد الهجوم على المستوطنات خارج قطاع غزة. وفي الأسبوع الماضي زار السعودية حيث قال في بيان له إنه "ركز على الجهود الدبلوماسية لضمان الإفراج عن الرهائن وتأمين خروج الأجانب من غزة وردع أي تصعيد إقليمي ولتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية بشكل كبير".

وكان كليفرلي كتب على حسابه في موقع "إكس" (تويتر سابقاً) منتقداً حركة "حماس" قائلاً: "كيف يمكن أن يكون هناك سلام بينما حماس ملتزمة بتدمير إسرائيل؟". وكرر كليفرلي في أكثر من مناسبة موقف حكومة ريشي سوناك الرافض لوقف إطلاق النار في غزة. وقال في أحد تصريحاته إن "وقف إطلاق النار ليس ما تحتاج إليه غزة الآن".

لكن الأهم، أن جيمس كليفرلي ليس من الساعين للإثارة والمشكلات مثل سابقته وهذا أمر ضروري لرئيس الحكومة ريشي سوناك وهو يسعى إلى توحيد الحزب استعداداً للانتخابات العامة العام المقبل. كما أنه بالنسبة لسوناك يعد شخصاً "محل ثقة" إلى حد كبير.

المزيد من متابعات