ملخص
ارتفعت أسهم مانشستر يونايتد بنسبة 2.3 في المئة بعد صفقة أميركية مرتبطة باقتراب جيم راتكليف من المساهمة في النادي وجمع خيوط الإصلاح
يبدو أن عملية استحواذ الملياردير البريطاني جيم راتكليف على نسبة 25 في المئة من أسهم نادي مانشستر يونايتد أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وأن قطب البتروكيماويات البالغ من العمر 71 بدأ في تجهيز مشهد الاستحواذ على مقاليد الحكم في "أولد ترافورد" من عائلة غليزر الأميركية التي ستحتفظ بنسبة الغالبية.
وتمهيداً للخطوة المنتظرة من جماهير عملاق كرة القدم الإنجليزية، أعلن مانشستر يونايتد، اليوم الأربعاء، أن رئيسه التنفيذي ريتشارد أرنولد سيترك منصبه بحلول نهاية العام، وأن المستشار العام والمسؤول البارز في مجلس الإدارة باتريك ستيوارت، الذي يعمل مع النادي منذ أكثر من 17 عاماً، سيصبح رئيساً تنفيذياً مؤقتاً.
وتولى أرنولد منصب الرئيس التنفيذي قبل أقل من عامين بعد أن تسلم مقاليد الأمور من النائب التنفيذي لرئيس النادي إد وودورد، ليشغل منصباً ظل شاغراً منذ 2013.
وتم تكليف أرنولد بإنعاش حظوظ النادي، وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي تعاقد مع المدرب الهولندي إريك تن هاغ الذي تعرض أيضاً لضغوط شديدة في الأشهر الأخيرة بسبب أداء النادي الباهت على أرض الملعب.
وقال يونايتد في بيان إن أرنولد سيقدم "الدعم الانتقالي" حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول)، وسيبدأ في البحث عن رئيس تنفيذي دائم.
وعلى جهة أخرى اتخذ الملياردير الأميركي ليون كوبرمان خطوة تير إلى اقتراب الصفقة حيث اشترى ما يقارب مليون سهم في مانشستر يونايتد، بقيمة 13.5 مليون جنيه استرليني (16.8 مليون دولار).
كوبرمان، البالغ من العمر 80 عاماً، هو الرئيس التنفيذي للمجموعة الاستثمارية الأميركية "أوميغا أدفايزرز" وتعد خطوة استحواذه على نحو مليون سهم في مانشستر يونايتد خطوة إيجابية تسهم في التنويع المستمر لقاعدة المساهمين في النادي الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الإنجليزي، كما سيعيد دخوله تشكيل هيكل الملكية بعيداً من ملكية "آل غليزر" المثيرة للجدل.
وكان لخبر استثمار كوبرمان في مانشستر يونايتد تأثير فوري على سعر سهم النادي في بورصة نيويورك، حيث شهدت زيادة بنسبة 2.3 في المئة إلى 18.60 دولار، وهو أعلى سعر منذ الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، كما أدى إلى اهتمام عدة صناديق استثمار أميركية وأوروبية بامتلاك حصص صغيرة في النادي، بما في ذلك مجموعة "سكوريد" لإدارة الأصول ومقر زيورخ في سويسرا، و"انتارا كابيتال" في نيويورك، فيما تعتبر مجموعة "إيمينينس" القابضة، ثالث أكبر مساهم في النادي حالياً وفقاً لشبكة "بلومبيرغ".
وبالنسبة لجماهير مانشستر يونايتد، يجلب اكتمال صفقة استحواذ راتكليف على 25 في المئة من أسهم عائلة غليزر مقابل 1.3 مليار جنيه استرليني (1.6 مليار دولار)، قسطاً من الأمل، حيث يتطلع المساهم الجديد في تولي المهام الخاصة بكرة القدم بدلاً من العائلة التي تواجه انتقادات مستمرة منذ استحواذها على ملكية النادي في عام 2005.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت فترة حكم عائلة غليزر مليئة بالاستياء بين الجماهير، بداية من الاستحواذ الذي رافقته ديون بقيمة 525 مليون جنيه استرليني (654 مليون دولار) مروراً بسحب العائلة أكثر من مليار جنيه استرليني (1.25 مليار دولار) من السيولة المالية لعمليات النادي على هيئة أرباح، وهو ما أثر في كل شيء بداية من البنية التحتية ووصولاً إلى التعاقدات مع النجوم، وهي عوامل تضافرت مع غيرها لتؤدي لخيبات أمل متواصلة في النادي الذي ابتعد عن منصات التتويج منذ اعتزال المدير الفني التاريخي أليكس فيرغسون عام 2013.
وتأتي على رأس أولويات راتكليف بعد إكمال الاستحواذ على الحصة المقررة في النادي أن يعيد ترتيب صفوف الفريق ويحدد موقف النجوم، ومعالجة الأجواء السلبية الناجمة عن العلاقات المتوترة بين المدير الفني الهولندي إيريك تن هاغ وبعض اللاعبين مثل جادون سانشو.
وغاب اللاعب الدولي الإنجليزي عن التشكيلة الأساسية لفترة تزيد على شهرين، حيث خاض تدريبات منفصلة وأصبح على لائحة اللاعبين المطلوب التخلص منهم.
وتشير تقارير صحافية بريطانية إلى أن جيم راتكليف يرغب في عقد مصالحة بين النجم الإنجليزي ومدربه ثم إعادة دمج سانشو في القائمة الأساسية.
وينظر الملياردير البريطاني إلى الأزمة من زاوية اقتصادية، حيث إن استمرار غياب سانشو عن المباريات يؤدي لتراجع قيمته السوقية في ظل ترقب أندية مثل يوفنتوس الإيطالي وبعض أندية الدوري السعودي للمحترفين لضم اللاعب في الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني).
ويرى راتكليف أن على ناديه إعادة رفع مستوى سانشو سواء للاستفادة منه أو بيعه بسعر كبير أو إعارته مع المساهمة بقدر ما في راتبه الضخم الذي يبلغ 275 ألف استرليني (343 ألف دولار) أسبوعياً.
وبعيداً من شؤون فريق كرة القدم يبدو أن ثورة البنية التحتية وتجديد استاد "أولد ترافورد" الملقب بمسرح الأحلام ستقع على عاتق جيم راتكليف، على رغم أن المبلغ الذي أعلن رصده للاستثمار في البنية التحتية قد لا يكون كافياً، نظراً إلى أن عملية التطوير الجادة ستكلف أكثر من مليار جنيه استرليني (1.25 مليار دولار)، بينما وعد راتكليف بضخ 250 مليون جنيه استرليني (311.8 مليون دولار) في هذه الخطوة.
وأثارت هذه المبادرة سؤالاً لدى جماهير مانشستر يونايتد حول سكوت "آل غليزر" فيما سيضطر رجل يملك 25 في المئة من النادي لتحمل مسؤولية إعادة تطوير الملعب.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن الإهمال في استاد "أولد ترافورد" التاريخي دفع مسؤولي مانشستر يونايتد والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لعدم إدراج الملعب في ملف استضافة "يورو 2028"، وأن الاستاد الذي كان في السابق واحداً من أبرز الملاعب في إنجلترا، لم يتمكن من الدخول حتى إلى قائمة أفضل ستة ملاعب في البلاد.