Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غارات عنيفة تستهدف "الدعم السريع" بالخرطوم وأم درمان

تصاعد حدة العمليات العسكرية بين طرفي القتال بصورة غير مسبوقة

أفادت "الدعم السريع" باستهداف غارات جوية السوق المركزية بالخرطوم وحي بيت المال بأم درمان ومناطق عدة جنوب العاصمة (رويترز)

ملخص

شبكة نساء القرن الأفريقي "صيحة" تطالب بضرورة وضع آليات حماية تراعي النوع الاجتماعي

تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بصورة غير مسبوقة على جبهات قتالية عدة في مدن العاصمة الثلاث، حيث شن الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية مكثفة على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" في أم درمان وجنوب الخرطوم تسببت في وقوع قتلى وإصابات وسط المواطنين. وتبادل ناشطون سودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعشرات القتلى والمصابين في المواقع التي استهدفها الطيران الجوي.

وبحسب شهود عيان، فإن القصف الجوي ركز، بشكل أساس، على أحياء أم درمان القديمة وتحديداً بيت المال والقماير، فضلاً عن أحياء بانت والعباسية والموردة، إلى جانب السوق المركزية جنوب الخرطوم، ومحيط القيادة العامة، وأحياء جبرة والجريف شرق.

وأشارت تنسيقية لجان مقاومة بيت المال، في بيان، إلى وقوع قتلى وإصابات وسط سكان الحي جراء القصف الجوي الذي نفذه طيران الجيش على مواقع عدة في الحي لم يتم حصرها لانقطاع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة. وناشد بيان التنسيقية الجيش السوداني التوقف الفوري عن القصف الجوي، معتبراً أنه في كل مرة يتم فيها قصف الحي بالطيران تكون الكلفة البشرية والمادية للمدنيين أكثر بكثير مما يصيب "الدعم السريع".

وأفاد بيان لقوات "الدعم السريع" بأن طيران القوات المسلحة نفذ غارات جوية على السوق المركزية بالخرطوم، وحي بيت المال بأم درمان، ومناطق عدة في جنوب الخرطوم، راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وحض البيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمهتمين بالشأن الإنساني، على إدانة ما سمته بالسلوك البربري لقادة الجيش لمواصلتهم قصف الأحياء المأهولة بالسكان منذ اندلاع الحرب في الـ15 أبريل (نيسان).

وفي دارفور، تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال الإقليم، وهي المدينة الوحيدة في هذا الإقليم التي لم تخضع لسيطرة قوات "الدعم السريع" ضمن عملياتها التوسعية، تعزيزات عسكرية كبيرة من جانب الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام للمشاركة في حماية المدنيين، بخاصة أن هذه المدينة تأوي أعداداً كبيرة من المواطنين الفارين من النزاع العسكري بولايات جنوب وغرب دارفور.

ودفعت قوات "الدعم السريع"، منذ أكثر من أسبوعين، بأعداد كبيرة من جنودها نحو مدينة الفاشر التي يفوق عدد سكانها مليون نسمة، لكنها تعرضت لضغوط شديدة من الداخل والخارج لمنع تقدمها صوب هذه المدينة.

دعم منبر جدة

في الأثناء، ناقش قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" مع الرئيس الكيني وليام روتو، في اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الدائرة في البلاد. وأوضح "حميدتي" في منشور على منصة "إكس" أنه "اتفق مع روتو على دعم منبر جدة الذي تقوده الوساطة السعودية - الأميركية بمشاركة الاتحاد الأفريقي و(إيغاد) للوصول إلى حل للأزمة، مع تأكيد أهمية الدور الذي تقوم به (إيغاد) في هذا الصدد". ‏ونوه قائد "الدعم السريع" بأنه تم في اللقاء التوافق على التنسيق المشترك وبذل مزيد من الجهود من أجل رفع معاناة الشعب السوداني.

ومن المعلوم أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان كان قد قام في الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) بزيارة إلى كينيا، أزالت حال التوتر والقطيعة بين البلدين، على خلفية اتهامات وزارة الخارجية السودانية القيادة الكينية بالانحياز لقوات "الدعم السريع" وتوفير ملاذات آمنة لقيادتها.

قمة طارئة

إلى ذلك، من المنتظر أن تنعقد، في الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول)، قمة طارئة لرؤساء دول "إيغاد" لمناقشة الوضع الراهن بالسودان، ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن القمة ستتناول تطورات الأوضاع الأمنية في السودان، وكيفية تسريع خطوات منبر جدة للأطراف السودانية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني في مناطق الحرب والنزوح. وأشارت إلى أن وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف عقد اجتماعاً، الخميس الماضي، مع السكرتير التنفيذي لـ"إيغاد" ورقني قبيهو، ناقشا خلاله الأوضاع في السودان، واتفقا على عقد اجتماع طارئ لـ"إيغاد" بجيبوتي، فضلاً عن ضرورة تسريع مفاوضات جدة بين الجيش و"الدعم السريع"، بمشاركة الدول الداعمة والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة.

كارثة إنسانية

في الأثناء، أوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه يجري تحليلاً لآثار الحرب في السودان من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية من أجل تحديد حجم الدمار والمساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب البرنامج، فإن هذا التحليل سيرشد خطط الإنعاش الاقتصادي المستقبلية لإعادة إعمار البنية التحتية الحيوية، علاوة على خلق فرص العمل وسبل العيش، إضافة إلى ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية والإنمائية لتجنب الكارثة المتصاعدة في السودان، في ظل تزايد المرض والنزوح والجوع. وأشار الممثل المقيم للبرنامج في السودان يوري أفاناسييف إلى أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

وعلى رغم الضغوط المحلية والإقليمية والدولية لم ينجح طرفا النزاع بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المحادثات الجارية بينهما في جدة منذ بداية نوفمبر.

جرائم العنف

في غضون ذلك، طالبت شبكة نساء القرن الأفريقي "صيحة" بضرورة وضع آليات حماية تراعي النوع الاجتماعي وتضمن وصول المساعدات الإنسانية للناجين والمتضررين من الحرب السودانية، فضلاً عن ضمان عدم قمع وإرهاب أصوات ومطالبات النساء والمجتمع المدني.

واختتمت بالعاصمة الكينية نيروبي، الخميس الماضي، جلسات مؤتمر التضامن النسوي الأفريقي مع السودان الذي هدف إلى تسليط الضوء على العنف والانتهاكات والجرائم التي وقعت خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع". وقالت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي هالة الكارب، في مؤتمر صحافي، إن من الضروري إدارة حوارات بين جميع النساء تتجاوز التباينات للذهاب إلى الأمام عبر أجندة واحدة، مؤكدة أهمية خلق مجموعات وأجسام نسوية للحديث عن الواقع ورصد حجم الفظاعات حتى تصل لكل العالم، فضلاً عن التواصل مع كل الجهات.

ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى تأسيس محكمة للتعامل مع جرائم الحرب المرتكبة مع التركيز على العنف ضد النساء والفتيات لضمان تحقيق العدالة والتعامل بجدية مع قضايا العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي وتناوله في العملية السياسية باعتباره قضية جوهرية بما في ذلك المحاسبة والعدالة الانتقالية وجبر الضرر. وأوصى البيان بوقف فوري للعدائيات تتم مراقبته مع اتخاذ إجراءات عملية في حال انتهاك وقف العدائيات من قبل آليات دولية وإقليمية، وناشد الاتحاد الأفريقي اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لتسهيل وقف الأعمال العدائية وإنشاء بعثة للتحقيق في جرائم الحرب، وحمل البيان المجموعات المسلحة المسؤولية عن الانتهاكات الجماعية.

وناقش المؤتمر أيضاً أهمية وصول النساء وأجندتهن إلى موضع صنع القرار وإتاحة مساحة لمناقشة الأوضاع والسياسات التي أدت إلى قيام الحرب، إذ ارتبط الصراع على السلطة والتمسك بها في السودان بارتكاب الانتهاكات وجرائم العنف الجنسي وتقنين ثقافة الإفلات من العقاب ومكافأة الجناة ومجرمي الحرب.

المزيد من متابعات