Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثيون يطردون مسؤولا أمميا رفيعا من صنعاء

يأتي هذا الإجراء في ظل إجراءات مماثلة وحملة اعتقالات طاولت موظفين دوليين

غادر المسؤول الأممي صنعاء إلى عدن العاصمة الموقتة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً (ا ف ب)

ملخص

ما هي قصة المسؤول الأممي الرفيع الذي طرده الحوثيون اليوم؟

مشهد جديد في مسلسل التعقيدات الإنسانية التي يعيشها اليمن مترجمة حال التعقيدات السياسية، تمثلت بإصرار الحوثيين على فرض رؤاهم الأحادية على عمل المنظمات الأممية والدولية العاملة في البلاد بما يتماشى ومصلحتها، إذ طردت الجماعة يوم أمس السبت مسؤولاً أممياً بارزاً بعد إشعاره بسرعة مغادرة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأبلغت نائب القائم بأعمال الممثل المقيم للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن، سفير لالدين سيد، بأنه غير مرغوب فيه، وأمرته بمغادرة اليمن.

ولم يكشف عن الأسباب التي تذرع بها الحوثيون إلا أن مصادر إعلامية يمنية متطابقة ذكرت أن الإجراء الحوثي جاء ذريعة لتنفيذ المفوضية "أجندة لا علاقة لها بحقوق الإنسان".

سلوك معتاد

وأوضحت المصادر أن سيد وصل اليوم الأحد إلى العاصمة الموقتة عدن، قادماً من صنعاء التي باتت محظورة أيضاً على ممثل المفوضية المقيم رينو ديتال، الذي سبق ومنع هو الآخر من دخول صنعاء قبل ثلاثة أعوام.

وسبق أن طرد الحوثيون رئيس المفوضة السامية لحقوق الإنسان، العبيد أحمد في يونيو (حزيران) 2020، وتمكنوا من إجبار الأمم المتحدة على تغييره وتعيين ديتال بدلاً منه ليتفاجأ هو الآخر برفضهم استقباله ليضطر إلى العودة للعمل من عدن العاصمة الموقتة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

ويأتي قرار طرد المسؤول الأممي عقب أسابيع من مقتل هشام الحكيمي أحد موظفي منظمة (save the Children) المتخصصة برعاية الأطفال، تحت التعذيب في سجون "الأمن والمخابرات" التابع للميليشيات، بعد قرابة شهرين من اختطافه. وقبله اختطافها مبارك العنوة، الموظف لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن وإخفائه قسرياً.

وفي حين لم يستغرب مراقبون الإجراء الحوثي الذي اعتبروه سلوكاً معتاداً لجماعة يقوم مشروعها على العنف والقمع كوسيلة وحيدة لبقائها في السلطة، اعتبره آخرون امتداداً معتاداً لسياسة التضييق التي تنتهجها المليشيات مع مختلف المنظمات الدولية وخصوصاً الوكالات والبعثات التابعة للأمم المتحدة بغرض الابتزاز وحجب الانتهاكات التي تمارسها بحق اليمنيين في المناطق التي تسيطر عليها بهدف تطويع المنظمات الأممية والدولية، لمنع انتقاد تلك الممارسات أو التطرق لها كما حدث في تقارير سابقة.

وعلى رغم ندرة الانتقاد الأممي للجماعة الحوثية، إلا أن ذلك يثير حنقها وسخطها باعتباره اتهاماً مرفوضاً في سلوك الجماعة ونهجها القائم على وجوب الانصياع التام لـ "أعلام الهدى" من قادتها استناداً لثقافة "الولاية والاصطفاء الإلهي" اقتداءً بنهج "ولاية الفقيه" الإيراني والسعي الحثيث لتكريسها في التركيبة الاجتماعية والسياسية اليمنية بشتى الوسائل.

غض الطرف الأممي

ولطالما اتهمت الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي باستمرار ابتزاز ومضايقة المنظمات والوكالات الأممية والدولية العاملة في المجال الإغاثي والحقوقي والإنساني في حال عدم تجيير أعمالها وفقاً لمصالحها الخاصة، بمعزل عن معاناة السكان الذين يكابدون مرارة تسع سنوات من الحرب الدامية، وما خلفته من كارثة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم، بالتالي حرمان قطاع واسع من السكان من المعونات الإغاثية والصحية اللازمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي بيان لها، دانت الحكومة اليمنية طرد نائب رئيس المفوضية من صنعاء، بعد ثلاثة أعوام من اتخاذها إجراء مماثلاً بمنع دخول ممثل المفوضية رينو ديتال المعين في عام 2020.

وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، إن "هذه الأعمال الإرهابية هي نتيجة مباشرة لتقاعس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها عن القيام بواجباتها وتساهلها في التعامل مع ميليشيات الحوثي وتدليلها".  كما اتهم الأمم المتحدة بـ"غض الطرف المتواصل عن الجرائم والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها بحق اليمنيين الذي دفعها للتمادي أكثر".

وكشف الإرياني استمرار الحوثيين بـ"اختطاف ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة (اثنين محتجزين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وآخر منذ أغسطس/ آب 2023) و11 من موظفي السفارة الأميركية لدى اليمن والوكالة الأميركية للتنمية المحليين السابقين والحاليين، منذ قرابة عامين وإخفائهم قسراً في ظروف غامضة ومن دون أن توجه لهم أي تهم أو تسمح لهم بمقابلة أسرهم".

وإزاء ذلك، دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الإنسان إلى "مغادرة مربع الصمت وإصدار إدانة واضحة لهذه الممارسات الإجرامية".

كما طالب الأمم المتحدة بممارسة ضغط حقيقي على ميليشيات الحوثي للكشف عن مصير المخفيين قسراً كافة في معتقلاتها وإطلاقهم فوراً والتحرك لإعادة تصنيفها منظمة إرهابية.

في ردود الفعل اليمنية، يتساءل الناشط الحقوقي رياض الدبعي "لماذا مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مكتب المفوض بجنيف محمد النسور صامت عن ممارسات الحوثي ضد مكتبهم وموظفيهم؟".

وأضاف "ما الذي يمنعكم من حماية حقوق موظفي مكتب المفوضية من الانتهاكات التي تمارس عليهم من قبل الحوثيين؟".

وتطرق إلى إخفاء الحوثيين لموظف المفوضية عبدالمعين عزان منذ الخامس من نوفمبر 2021، فيما مبارك العنوة لا يزال هو الآخر معتقلاً في سجون الحوثي منذ بضعة أشهر. وحتى اللحظة المفوضية السامية لحقوق الإنسان عاجزة عن إيقاف همجية الحوثيين ولم تتخذ أي موقف حيال ذلك، ولم تصدر الجماعة حتى الآن تعليقاً على الإجراء.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات