Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحول إيلون ماسك إلى أبرز داعمي ترمب وما خطورة ذلك؟

يسعى مالك منصة "إكس" إلى توجيه أفكارك بأساليبه الخاصة، من دون الحاجة إلى تقنيات معقدة مثل الشرائح الدماغية

ما يدعو إلى السخرية هو أن نرى ماسك وهو يتحول إلى داعم متحمس لشخصية كان ينبغي عليه - لو كنا نثق بآرائه المعلنة - أن يكرهه (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

انخرط ماسك في الانتخابات الأميركية بشكل غير مسبوق عبر "إكس" بنشره معلومات مضللة لملايين المستخدمين، كتلك التي تتعلق بإعصار ميلتون. كما أنفق مبلغاً ضخماً، يُقدّر بين 140 و180 مليون دولار، لدعم حملة ترمب.

لا أرغب في التهويل، لكنني بدأت أعتقد أن إيلون ماسك قد لا يكون كما يبدو. الرجل الذي جعل من معاداة الرقابة ودعم حرية التعبير جزءاً أساسياً من شخصيته، يبدو أنه يتلاعب سراً بما يمكنك رؤيته [على منصة إكس] وما لا يمكنك رؤيته من أجل التأثير في نتيجة انتخابات كبرى.

ربما لا تكون كلمة "سراً" هي التعبير الأدق لوصف تصرفات ماسك، ونحن نملك تأكيداً الآن. وكما تقول الشخصية السينمائية باتمان: "إما أن تموت بطلاً، وإما أن تعيش طويلاً بما يكفي لتصبح شخصاً بالغاً مثيراً للسخرية ذا آراء سياسية غير سيئة".

وفقاً لتقرير جديد من صحيفة "نيويورك تايمز"، يقال إن ماسك استخدم نفوذه في "إكس" X (تويتر سابقاً) لحظر الروابط التي قد تؤثر سلباً في حملة ترمب، كما علق حساب الصحافي الذي نشر تلك المعلومات. ويشير التقرير أيضاً إلى أن ماسك أنشأ "غرفة حرب" في ولاية بنسلفانيا المحورية في الانتخابات، إذ يعمل مع "فريق من المحامين، وخبراء العلاقات العامة، وخبراء الحملات، وأصدقاء قدامى" على التخطيط لإعادة تنصيب الرئيس السابق في البيت الأبيض.

ويؤكد التقرير أن ماسك "انخرط في الانتخابات الأميركية بصورة غير مسبوقة في التاريخ الحديث" من خلال نشاطاته على منصة "إكس"، إذ قام بنشر معلومات مضللة حول الانتخابات لملايين المستخدمين، وآخرها كان عن إعصار ميلتون. كما أنفق مبلغاً ضخماً لم يكشف عنه، يظن البعض أنه يراوح ما بين 140 و180 مليون دولار، عبر دعمه الحملة الانتخابية المؤيدة لترمب.

ووفقاً لأحد المصادر "يبدو أن ماسك أصبح مهووساً بصورة كبيرة بمصير الانتخابات وضرورة فوز ترمب"، وهو قال صراحة "يعجبني ترمب". الأمر أشبه بفيلم كوميدي رومانسي مروع يحكي عن ذلك القريب الذي تتفادى الحديث معه في المناسبات العائلية.

أين هم منظرو المؤامرات الآن؟ أولئك الذين يصرخون في شأن المؤامرات السرية للمليارديرات وتأثيرهم في الأحداث العالمية من وراء الكواليس؟ لا يبدو أنهم منزعجون من أن أغنى رجل في العالم يستغل ملكيته لواحدة من كبرى منصات التواصل لتحقيق هدف انتخاب ملياردير آخر رئيساً. في المرة المقبلة، قد يطلبون منه زرع شرائح في أدمغتهم. لننتظر ونرى.

وما يدعو إلى السخرية هو أن نرى ماسك وهو يتحول إلى داعم متحمس لشخصية كان ينبغي عليه - لو كنا نثق بآرائه المعلنة - أن يكرهه. يقال إن معتقداته تقوم على فكرة حرية التعبير، لأن الأفكار الأفضل هي التي يجب أن تنتصر في النهاية. لهذا السبب أعاد تفعيل حسابات عدد كبير من الشخصيات اليمينية المتطرفة، ويسمح باستخدام خطاب الكراهية على منصته "إكس".

ومع ذلك، وعلى رغم أن إيلون ماسك يدّعي دعم حرية التعبير ويؤمن بفكرة أن الناس يجب أن يكون لديهم حرية كاملة في التعبير عن أفكارهم، إلا أنه في نفس الوقت أنفق عشرات المليارات من الدولارات على شراء تويتر (إكس) - تفوق قيمتها السوقية - ليكون هو المتحكم في الأفكار والمعلومات التي تصل إلى الجمهور. إنه أمر مثير للاهتمام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه واحدة من المشكلات الكبيرة المتعلقة بالحديث عن البروباغندا – حتى تلك الواضحة جداً. فالأشخاص الذين يعتقدون أنهم محصنون ضدها هم بالضبط النوع الأكثر عرضة للتأثر بها. ولهذا السبب تمكن اليمين المتطرف من احتكار هذا المفهوم الغامض والمشوه عن "حرية التعبير" الذي يحبون الترويج له، بعد عقود من كونهم في الجانب السياسي الذي يميل أكثر إلى تفضيل الرقابة (مع أنهم لا يزالون كذلك بطرق عديدة – هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين يدعون إلى حظر الكتب في المكتبات ومضايقة مجتمع الميم، ناهيك بنفاق ماسك في شأن الكلمات التي يعدها إهانات على منصته).

لكن الحقيقة هي أن هذا النفاق سهل التسويق، فكل شخص لديه حد شخصي في ذهنه لما يعده خطاباً مقبولاً، وما لا يعده غير مقبول. لا بأس في أن يتحكم ماسك في ما تراه، أو أن يعزز الأصوات التي يفضلها، فهو فقط يحاول دعم الأفكار الصحيحة، أليس كذلك؟ وبالمثل، لا مشكلة إذا لم يكن ترمب دائماً صادقاً بنسبة 100 في المئة – فنحن نعرف ما يقصده بالفعل، وإذا شعر البعض بالارتباك؟ حسناً، هذه مشكلتهم.

المشكلة التي نواجهها حالياً هي أن الأشخاص أنفسهم الذين يحاولون إقناعك بأن الكلمات لا تعني شيئاً، هم الأشخاص أنفسهم الذين ينفقون الملايين للتحكم في المحتوى الذي تراه. أشخاص مثل ماسك يعرفون قوة اللغة والمعلومات – والأضرار التي يمكن أن تحدثها. من هذا المنظور، فإن نشره المعلومات الخاطئة غير المستندة إلى مصادر، وتساهله مع خطاب الكراهية والدعوات للعنف على منصته، هو أمر أكثر إزعاجاً مما كان سيكون عليه في الأصل.

وقد يتبادر إلى ذهنك أن هناك آخرين سذجاً ينخدعون بهذه الأمور، لكن لا تكن أحدهم، وإذا كان الأمر كذلك، فتهانينا على كونك ذكياً. لكن الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص السذج سيتوجهون للتصويت، وهناك عدد أكبر مما نظن.

ومثل كثير من الشخصيات اليمينية البارزة حالياً، يريد ماسك أن يؤثر في طريقة تفكيرك، ويعلم أنه لا يحتاج إلى زراعة شريحة في الدماغ لتحقيق ذلك.

© The Independent

المزيد من آراء