Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قوافل المساعدات" لا تكفي لسكان غزة وسط الهدنة

2675 طناً فقط من المواد الغذائية لسد جوع 2.3 مليون نسمة و"الأونروا" تشتكي

ملخص

يواجه سكان قطاع غزة أزمة قائمة تتعلق بعدم كفاية المساعدات الغذائية والطبية بعد 52 يوماً من الحرب.

تركزت الهدنة الإنسانية القصيرة التي اقتربت من الانتهاء بين إسرائيل وحركة "حماس"، على إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع ولم تقتصر على مناطق الجنوب وإنما شملت مدينة غزة والشمال، وهذا لأول مرة منذ بدء الحرب قبل 52 يوماً.

وعلق سكان غزة آمالهم على تدفق المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية والوقود، للحد من أخطار الكارثة الإنسانية والمجاعة التي يعانون منها، حتى أطلقوا على الهدنة مصطلح "هدنة القوافل".

لكن "هدنة القوافل" وشاحناتها لا تكفي لسكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إذ شملت أعداداً قليلة جداً من المواد التموينية والطبية، في وقت أغلقت فيه معابر غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يدخل منذ ذلك الوقت أي إمدادات مما تسبب في نفاد المخزون الاحتياط للسلع والمحروقات والأدوية.

قوافل محدودة

في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية التي بدأت في الـ24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، دخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر 200 شاحنة مساعدات، و15 شاحنة أخرى تابعة للمستشفى الميداني الأردني، و11 شاحنة لصالح المستشفى الميداني الإماراتي، إضافة إلى ثلاث شاحنات تنقل المحروقات، وأربع محملة بغاز الطهي.

وفي اليوم الثاني تقلصت هذه الأعداد، إذ دخل إلى القطاع 100 شاحنة مساعدات إنسانية، وأربعة صهاريج وقود، وهذا ما تسبب في عرقلة اتفاق الهدنة بين "حماس" وإسرائيل، إذ كان من المقرر إمداد غزة بنحو 260 شاحنة.

ثم في ثالث أيام الهدنة دخلت 120 شاحنة تحمل المساعدات الغذائية، وشاحنتا وقود ومثلهما من غاز الطهي، وتنسحب هذه الأعداد على رابع أيام الهدنة وهو آخرها، إذ يتجدد القتال الأعنف بعد ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالمجمل، فإن المساعدات شملت 2675 طناً من المواد الغذائية، وسبعة آلاف طن من المياه، و82 خيمة، و788 طناً من الوقود، و1992 طناً من المواد المنقذة للحياة.

وأثارت القوافل التي تدخل غزة استياء السكان، إذ تقول الفلسطينية قمر وهي تراقب الشاحنات أثناء مرورها عبر معبر رفح "بعد 52 يوماً دخلت المساعدات، لكن لمن ستكفي، هناك أطفال جائعون وكبار سن لا يتوفر لهم الدواء، أعتقد أن مئة ضعف هذه القوافل وعشرات الأيام من الهدن لا تستطيع لملمة جراح الناس أو إشباع بطونهم".

لا تتناسب مع عدد السكان

وبالعادة، يشرف الهلال الأحمر الفلسطيني والأمم المتحدة على دخول قوافل المساعدات لقطاع غزة ويعملون على توزيعها، وكذلك توصيلها نحو مدينة غزة وشمال القطاع. وهنا يقول المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني محمد أبو مصبح "الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة محدودة جداً، لكنها تمثل شريان حياة".

ويضيف "سكان غزة يحتاجون إلى أكثر بكثير من هذه القوافل، من الضروري إيصال المساعدات بكميات كبيرة، مجمل ما دخل غزة لا يتناسب مع حجم الكارثة التي يعيشها القطاع، وربما هذه الإمدادات لا تستطيع مواجهة الحاجات الإنسانية التي يتزايد عليها الطلب".

وبحسب أبو مصبح فإن المساعدات الإنسانية تكفي بضعة آلاف فقط، ولا تتناسب مع عدد سكان غزة، بخاصة أن هناك 1.6 مليون نازح في غزة يحتاجون إلى الإغاثة الإنسانية، نحن في حاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات والعمل بأمان وفعالية لتلبية الحاجات".

 

 

ويشير أبو مصبح إلى أن إجمالي حجم المواد الغذائية الذي وصل غزة يقدر بنحو 2675 طناً، وسيتم تقسيم هذه الكمية على 2.3 مليون نسمة، هذا يعني أن مزيداً من الجوع ينتظر السكان.

في الواقع كان يدخل إلى قطاع غزة قبل الحرب نحو 500 شاحنة يومياً محملة بمختلف الحاجات ولا تكفي لسد حاجات السكان، ويعلق المكتب الإعلامي الحكومي على هذا الأمر "قبل السابع من أكتوبر كان 57 في المئة من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي، وبسبب شح الطعام وصلت المؤشرات إلى 97 في المئة".

شكاوى "الأونروا"

ليست المؤسسات الفلسطينية وحدها التي تعتبر أن المساعدات قليلة، فيقول المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية بول أوبراين إن الهدنة التي تركزت على المساعدات الإنسانية لمدة أربعة أيام غير كافية، ويجب إيقاف إطلاق النار وفتح المعابر لتلبية حاجات السكان.

ويضيف "نقرأ الأرقام التي تصل إلينا عن حجم المساعدات الإنسانية لغزة في أيام الهدنة ونشعر بقلق، نتحدث عن منطقة لم تصل إليها مواد تموينية منذ أسابيع فمن المؤكد أن هذه الإمدادات القليلة لا تتناسب مع حجم الطلب بخاصة إذا تطرقنا إلى الجانب الصحي".

بعد أن دخلت المساعدات لقطاع غزة، وصلت إلى المستودعات التابعة للأمم المتحدة ولم توزعها على الفور، وهذا مما دفع آلاف الأشخاص إلى اقتحام عديد من مستودعات "الأونروا" ومراكز التوزيع وأخذوا دقيق القمح وغيره من مواد العيش الأساسية.

 

 

يقول مسؤول مكتب غزة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) توماس وايت، إن اقتحام مخازن الأمم المتحدة دليل على أن الناس خائفون ومحبطون ويائسون، جراء نفاد كل شيء في الأسواق، وهو مؤشر واضح إلى أن جميع المساعدات غير كافية لتلبية حاجاتهم.

وعلى رغم أن "هدنة القوافل" دخلت إلى مدينة غزة وشمال القطاع لأول مرة، لكن كانت المساعدات محدودة، وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني فإن 61 شاحنة تحمل إمدادات طبية وغذاء وماء أفرغت حمولتها في شمال القطاع، ونقلت 11 سيارة إسعاف وثلاث حافلات بها أسرة طبية إلى مستشفى الشفاء.

يقول المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة "المعدل الحالي لدخول قوافل المساعدات الطبية إلى قطاع غزة لا يغير شيئاً في الواقع المرير لأنها قليلة جداً، عند مقارنتها مع حجم الإصابات التي يزيد عددها على 35 ألف جريح".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات