تنفيذاً لقرار القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض التي عقدت في الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وصلت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة أمس الأربعاء إلى نيويورك، شرق الولايات المتحدة، التي تعد رابع محطاتها. بعد جولة بدأتها بزيارة الصين ثم روسيا وفرنسا وإسبانيا، لإيصال رسالة واضحة تؤكد رفض ما يحدث في مدينة غزة، ومحاولة الضغط لإنهاء القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني والضغط على الغرب لرفض تبرير إسرائيل أفعالها ضد الفلسطينيين بأنها دفاع عن النفس.
وحول أبرز التحديات التي تواجه اللجنة الوزارية، تحدث رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز بن صقر في رسالة صوتية لـ"اندبندنت عربية" أن الرفض الإسرائيلي لأي تسوية عادلة ودائمة هو أول المعوقات أو التحديات التي يواجهها الوفد العربي الإسلامي.
مضيفا "التحديات الأخرى تكمن في انعدام العدالة في الموقف الأميركي، وهو من أهم وسائل الضغوط الخارجية على إسرائيل، إضافة إلى ضعف تأثير القوى الدولية الكبرى المعارضة لأميركا وهي روسيا والصين"، منوهاً بأن ضمن التحديات "ضعف مواقف الدول الغربية الكبرى الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا إلى حد ما، على رغم التغير في موقفها أخيراً".
ويرى الباحث السياسي أن مهمة اللجنة العربية تكمن في تحقيق هدفين أساسيين، الأول هو التعامل مع الأزمة الراهنة وتحقيق وقف إطلاق النار ومنع احتلال غزة أو تقسيم أراضيها أو تغيير جغرافيتها السكانية وضمان إنهاء الحصار، والثاني هو التعامل مع جذور الصراع وإيجاد تسوية سياسية عادلة وضمان تأسيس دولة فلسطينية قابلة للحياة على أراضي ما قبل عدوان عام 67.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما عن جولة اللجنة فيشير بن صقر إلى أنها تمثل البيت العربي والإسلامي، ولا تمثل دولة واحدة بعينها ومطالب اللجنة هي مطالب تمثل قاعدة واسعة من الدول والشعوب في دائرة المجتمع الدولي التي ترفض استمرار الوضع الراهن بعد 70 عاماً من الصراع.
وفي ما يخص تسلسل الزيارات التي بدأت من الشرق إلى الغرب، يبين بن صقر أن هدفها تأكيد وضمان تأييد الدول التي عارضت علناً السلوك الإسرائيلي على جميع المستويات الرسمية والشعبية، وبعدها الذهاب إلى الدول التي أثبتت وجود انقسام بين الموقف الرسمي الداعم لإسرائيل والموقف الشعبي الداعم للشعب الفلسطيني.
وختم رئيس مركز الخليج للأبحاث حديثه أن الولايات المتحدة لها أهمية خاصة لكونها القوة التي يمكن أن تؤثر في الموقف الإسرائيلي، لذا ينوه بوجوب حشد التأييد الدولي قبل مواجهة الموقف الأميركي، وجولة اللجنة تتمتع بغطاء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وهو أمر مهم لتأكيد طبيعة المهمة لكونها تمثل جميع الدول العربية، وتعكس وحدة الموقف العربي المشترك.