ملخص
اتهم سيرغي لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها أصبحت "ملحقة بحلف شمال الأطلسي" قبل أن يقترح "دفنها".
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله، اليوم الجمعة، إن الجيش الروسي يتقدم على جميع الجبهات في أوكرانيا. وأضاف أن روسيا ستجري تدريبات عسكرية بحرية تسمى "أوشن-2024" العام المقبل، فيما أعلنت أوكرانيا هجوماً روسيا ليلياً جديداً بواسطة صواريخ و25 مسيرة.
وقالت سلطات كييف إن الجيش الأوكراني أسقط 18 من أصل 25 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا خلال الليل في أحدثت هجوم لها. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنه جرى تدمير واحد من صاروخي "كروز" تم إطلاقهما.
ولم ترد تقارير عن الأضرار الناجمة عن الهجوم الذي قال مسؤولون، إنه انطلق من جنوب غربي روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا وكان يستهدف بشكل أساسي شرق وجنوب أوكرانيا.
تسريع بناء التحصينات
في هذا الوقت، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع بناء التحصينات في القطاعات الرئيسة التي تتعرض لضغط من القوات الروسية، بخاصة في شرق البلاد.
جاء هذا بعد جولة قام بها زيلينسكي على مواقع أوكرانية في منطقة الشمال الشرقي، وهي واحدة من عدة مناطق تحاول القوات الروسية تحقيق تقدم فيها، أخيراً، واستعادة مناطق خسرتها لصالح القوات الأوكرانية قبل عام.
وذكر زيلينسكي أن أحد الاجتماعات التي عقدها مع القادة تناولت التحصينات.
وقال زيلينسكي في خطاب مسائي "في جميع القطاعات الرئيسة التي تحتاج إلى تعزيز، يجب أن يكون هناك سرعة في بناء التحصينات".
وتحقق روسيا تقدماً بطيئاً في محاولتها تأمين كامل منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لكنها عززت هجماتها في عدة أماكن.
وقامت القوات الروسية ببناء تحصينات قوية وزرعت ألغاماً في المناطق التي سيطرت عليها منذ تدفقها عبر الحدود في فبراير (شباط) 2022.
وكانت تلك الدفاعات عاملاً رئيساً في عرقلة الهجوم الأوكراني المضاد المستمر منذ يونيو (حزيران).
في سياق آخر، قالت لجنة التحقيق الروسية، اليوم الجمعة، إنها ألقت القبض على مواطن يحمل الجنسيتين الروسية والإيطالية ويعيش في مدينة ريازان بتهمة زرع قنابل على خطوط السكك الحديدية.
وذكرت اللجنة في بيان على تطبيق "تيليغرام" أن المحتجز، وهو من مواليد 1988، جندته أجهزة الاستخبارات الأوكرانية في فبراير (شباط) الماضي.
مقاطعة وانتقادات لروسيا
بدأت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس الخميس، اجتماعها السنوي في مقدونيا الشمالية، وهي فرصة اغتنمها كل أعضائها تقريباً لانتقاد موسكو علناً، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي أن المنظمة "على حافة الهاوية".
وأعلن وزير خارجية مقدونيا الشمالية بوجار عثماني الرئيس الحالي للمنظمة خلال افتتاح الاجتماع أن "الحرب العدوانية التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا تشكل إهانة" لقيم هذه المجموعة.
وقال أمام نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي دفع مجيئه أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق الى مقاطعة الاجتماع، إن هذه الحرب "تقوض الثقة والحوار وقدرتنا على التحرك".
واعتبر ممثل الولايات المتحدة جيمس أوبراين أن الهجوم الروسي يشكل إهانة "للقانون الدولي وللمبادئ التي تقوم عليها هذه المنظمة. أضم صوتي إلى صوت زملائي الذين يطالبون روسيا بوضع حد لانتهاكاتها للمبادئ الأساسية للمنظمة"، مضيفاً "لست متأكداً من أنهم ما زالوا على استعداد للاستماع".
ولأكثر من ساعتين، دانت الخطب كلها تقريباً الهجوم الروسي والحرب المستعرة في أوكرانيا.
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء الأربعاء، أن لافروف "يجب أن يسمع من الجميع، مرة أخرى، لماذا روسيا تتعرض للإدانة والعزلة... وعندها سيكون قادراً على تقديم تقرير لسيد الكرملين مفاده أن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يظلان متحدين لإدانة سلوك روسيا العدواني وغير القانوني".
لافروف يقاطع خطابات نظرائه
لكن وزير الخارجية الروسي قاطع خطابات نظرائه، وغادر الغرفة بمجرد انتهاء كلمته.
واتهم لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها أصبحت "ملحقة بحلف شمال الأطلسي" قبل أن يقترح "دفنها". وقال "دعونا نقر بأن المنظمة تقف على حافة الهاوية، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل لا يزال من المنطقي الاستثمار في تنشيطها؟".
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن "الوضع الحالي هو نتيجة مباشرة للمحاولات الحثيثة لجيراننا الغربيين لضمان هيمنتهم من خلال استخدام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بلا خجل لتعزيز مصالحهم بشكل عدواني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبناء على طلب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تحدث وزير الخارجية النمسوي ألكسندر شالنبرغ مع سيرغي لافروف. وأوضحت فيينا في بيان أنهما ناقشا التوظيف في المناصب التسييرية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتحدث لافروف أيضاً مع وزير خارجية المجر، الدولة العضو الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي حافظت على علاقات وثيقة مع روسيا. وقال الوزير المجري بيتر سيارتو عبر "فيسبوك" "سياستنا الخارجية مبنية على مصالحنا الوطنية، ولا نقبل أي ضغوط خارجية. ولهذا السبب، سنتعاون مع روسيا في الأشهر المقبلة في شأن احتياطاتنا من الطاقة".
ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الروسي مؤتمراً صحافياً، صباح اليوم الجمعة.
تنديداً بالمشاركة الروسية، قررت إستونيا وليتوانيا ولاتفيا مقاطعة القمة. وقال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا، إن "مكان لافروف هو في محكمة خاصة وليس على طاولة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وقاطعت كييف أيضاً الاجتماع مستهجنة وجود "دولة أطلقت أكبر عدوان مسلح في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية".
من جهتها، اعتبرت وارسو وجود لافروف بأنه "غير مقبول" بعدما كانت رفضت مشاركته عام 2022 في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كانت تستضيفه، مما أثار احتجاجات موسكو.
وقد وصل لافروف ليلاً إلى مقدونيا الشمالية "رغم مؤامرات الأعداء" كما كتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على "تيليغرام".
وكانت بلغاريا سمحت في بادئ الأمر للوزير لافروف المستهدف بعقوبات غربية بسبب الحرب في أوكرانيا بالتحليق فوق مجالها الجوي، لكنها عادت وسحبت هذا الإذن بسبب وجود زاخاروفا في طائرته وهي أيضاً خاضعة لعقوبات ويحظر عليها دخول الاتحاد الأوروبي.
بالتالي وصلت طائرة لافروف، أخيراً، إلى مقدونيا الشمالية مروراً فوق اليونان، بحسب وكالات الأنباء الروسية وموقع فلايت رادار.
إحاطة سرية بمجلس الشيوخ الأميركي
وتأسست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أغسطس (آب) 1975 حين اتفقت الكتلتان الغربية والسوفياتية على إنشاء منتدى حوار بين المعسكرين العدويين، وباتت تضم حالياً 57 دولة. وتشهد المنظمة منذ فبراير (شباط) 2022 أخطر أزمة في تاريخها.
وكادت تكون بلا رئاسة عام 2024، قبل أن توافق مالطا في اللحظة الأخيرة على تولي الرئاسة بدلاً من إستونيا، لأن موسكو لم تكن ترغب في أن تتولى دولة عضو في حلف شمال الأطلسي هذا المنصب الاستراتيجي. ويفترض أن تتم المصادقة على هذا القرار في سكوبيي.
قال مساعد بمجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، إنه ستُعقد إحاطة سرية أمام جميع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في شأن أوكرانيا وإسرائيل وعناصر من حزمة التمويل التكميلي للأمن القومي، الثلاثاء المقبل.