نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش قوله إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية في انتهاك لاتفاقيات سابقة ما تسبب في خسائر بشرية كبيرة ويشكل خطراً على وقف إطلاق النار هناك. ونسبت وكالة "تاس" إلى وزارة الدفاع الروسية قولها إن الولايات المتحدة لم تخطر لا روسيا ولا تركيا بأمر الضربات، وأضافت أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ غارات في المنطقة في الآونة الأخيرة.
وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت توجيه "ضربة جوية لمنشأة تابعة للقاعدة شمال إدلب".
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن قواتها "قصفت موقعاً لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا". وقال الكولونيل إيرل براون المتحدث باسم القيادة الوسطى في بيان، إن الهجوم استهدف قادة جماعة يطلق عليها البنتاغون اسم "تنظيم القاعدة في سوريا"، المتهم بشن هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق السبت 31 أغسطس (آب) 2019، بسقوط حوالى 40 قتيلاً في ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً لقياديين من مجموعات متشدّدة قرب مدينة إدلب.
40 قتيلاً
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً يعقده قياديون في صفوف فصيلي (حراس الدين) و(أنصار التوحيد) ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم قرب مدينة إدلب، ما تسبب بمقتل 40 منهم على الأقل". ولم يتمكن المرصد من تحديد ما "إذا ما كانت طائرات قد نفّذت هذه الضربات أم أنها ناتجة عن قصف بصواريخ بعيدة المدى".
وكانت الغارات الجوية توقّفت على إدلب شمال غربي سوريا صباح السبت 31 أغسطس، مع دخول وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا، حليفة النظام السوري، حيّز التنفيذ، بحسب المرصد.
وأكّد عبد الرحمن أن "الطائرات الحربية غائبة عن السماء والغارات الجوية قد توقفت"، مضيفاً أن المواجهات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في أطراف إدلب توقّفت كذلك، بعد دخول الهدنة الأحادية الجانب حيّز التنفيذ قرابة الساعة السادسة من صباح السبت (الثالثة بتوقيت غرينتش)، لكنّ ضربات المدفعية والصواريخ بقيت متواصلة.
وكان الجيش الروسي أعلن، الجمعة 30 أغسطس الحالي، وقفاً لإطلاق النار في منطقة إدلب من جانب واحد يلتزم به الجيش السوري، على أن يدخل حيز التنفيذ صباح السبت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المركز الروسي للمصالحة في سوريا، في بيان، إنه تمّ التوصّل إلى اتفاق "لوقف إطلاق النار أحادي الجانب من قبل القوات الحكومية السورية اعتبارا من الساعة السادسة صباحاً في 31 أغسطس". ودعا البيان "قيادات المجموعات المسلحة إلى وقف الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الحكومة السورية وافقت على وقف إطلاق النار "مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين".
تقدّم النظام السوري
وبعد أشهر من القصف الكثيف من قبل الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في 8 أغسطس، هجوماً برياً في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة مسلّحي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وبعض الفصائل الأخرى. وبعدما تمكّنت قوات النظام من السيطرة على مدينة خان شيخون، قبل عدة أيام، بدأت محاولة للتقدّم أكثر في محيطها، وحقّقت الخميس الماضي، مزيداً من التقدّم في المحافظة بسيطرتها على قرى وبلدات عدة، وفق ما أفاد المرصد السوري.
وكان النظام أوقف مطلع أغسطس العمل بهدنة مماثلة بعد ثلاثة أيام فقط من دخولها حيز التنفيذ، متهماً الفصائل المعارضة في إدلب بانتهاكها.
ودفع التصعيد المستمرّ في إدلب، منذ نحو أربعة أشهر، أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة بحسب الأمم المتحدة، بينما قتل أكثر من 950 مدنياً فيها، وفق المرصد. وذلك على الرغم من خضوع محافظة إدلب ومحيطها لاتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المنطقة، لكنّ تنفيذه لم يُستمكل.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب، منذ اندلاعه في العام 2011، بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.