Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انفجارات قوية تهز الخرطوم و"فاو" تحذر من كارثة جوع

الجيش السوداني يصد هجوماً لقوات "الدعم السريع" بالنيل الأبيض ويلاحقها في كردفان والبرهان يزور أم درمان

لا تزال معارك الخرطوم محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (أ ف ب)

ملخص

وصف المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر الوضع في السودان بالرهيب وأنه يتجه نحو التقسيم إذا لم يتوقف القتال

تواصلت المعارك والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" أمس الثلاثاء في مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري)، حيث تبادل الطرفان القصف وهزت انفجارات قوية أحياء الرياض والمعمورة والعمارات شرق الخرطوم، بينما واصل الطيران الحربي ومسيرات الجيش تعقب واستهداف تجمعات قوات "الدعم السريع" في مختلف أرجاء الخرطوم.

وبينما نشطت عمليات القصف الجوي والمدفعي في محور مدينة الخرطوم في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات بمناطق وسط وجنوب وشرق المدينة، تصاعدت المواجهات والاشتباكات البرية في محور شمال ووسط أم درمان، بخاصة الأحياء القديمة، إلى جانب الأجزاء الشمالية من مدينة الخرطوم بحري.

وبحسب شهود تواصلت المناوشات المدفعية باتجاه قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، وكذلك تواصلت الاشتباكات والمعارك البرية التي تقودها قوات خاصة من هيئة العمليات بجهاز الأمن والاستخبارات في أحياء ود البنا والمسالمة في أم درمان القديمة، وباتجاه حي الملازمين وسجن أم درمان والإذاعة والتلفزيون وسط أم درمان.

وشهد محيط مستشفى الصداقة الصيني ومربعات أبو سعد والفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين جنوب المدينة مواجهات أرضية بالمدافع والرشاشات.

حصار وقصف

وأكدت مصادر ميدانية أن العلميات البرية تشهد تقدماً في وسط الخرطوم بحري، بعد تراجع قوات التمرد إلى شمال مدينة الخرطوم بحري، حيث دارت اشتباكات قوية على مدخل جسر الحلفايا.

وذكر شهود عيان، أن مدفعية الجيش هاجمت لليوم الثاني على التوالي مواقع قوات "الدعم السريع" في شرق وجنوب الخرطوم تبعتها انفجارات قوية في تلك المناطق، كما واصل الطيران الحربي استهدافه لنقاط ارتكازها في منطقة عد بابكر ودمر عدداً من الارتكازات في شرق النيل بالخرطوم بحري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي حاصر رتلاً لقوات "الدعم السريع" في منطقة حمرة الشيخ شمال كردفان ووجه له ضربات أجبرته على التراجع والتشتت داخل الغابات.

كما أفشل الطيران الحربي محاولة للهجوم على منطقة القطينة داخل حدود ولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم، وأجبر قوات "الدعم السريع" على التراجع، محدثاً فيها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات القتالية.

البرهان في أم درمان

في غضون ذلك وصل الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، بعد زيارته الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي في ولاية نهر النيل، شمال السودان.

التقى البرهان عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا المشرف على العلميات العسكرية بقطاع مدينة أم درمان، وبحسب وكالة السودان الرسيمة للأنباء (سونا) وقف القائد العام على جاهزية القوات لدحر ما تبقى من ميليشيات "الدعم السريع" المتمردة.

مساعدات دارفور

في دارفور وقف اجتماع موسع بمقر مفوضية العون الإنساني بعاصمة الإقليم الفاشر، على تحديات توفير وتوصيل الإعانات الإنسانية والسلع الأساسية وتأمين المقار والموظفين في الحقل الإنساني بالتنسيق بين المفوضية والمنظمات والوكالات الأممية والدولية والمحلية والقوة المشتركة التابعة لحركات السلام المسلحة.

وأكد مفوض العون الإنساني بشمال دارفور أحمد آدم أهمية التعاون المشترك لمعالجة تحديات تأمين انسياب الحاجات وتنفيذ المشروعات الإنسانية التي تستهدف المحتاجين بمدينة الفاشر وبقية المناطق والمحليات، في حين طالب ممثلو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات بضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب في جميع المناطق، لافتين إلى أهمية توفير الحماية اللازمة للقوافل الإنسانية المتجهة إلى المحليات ومعسكرات النازحين.

بدوها أعلنت القوة المشتركة لحركات السلام المسلحة أنها ستعيد خلال الأيام المقبلة ترتيب تسيير القوافل مع إمكانية اتخاذ طرق ومسارات بديلة لإيصال المساعدات والسلع الاستهلاكية من المركز إلى الإقليم.

نزوح بكردفان

في شمال كردفان توقع مفوض العون الإنساني طارق أبو البشر استمرار تدفقات النازحين إلى الولاية من منطقة الدلنج بجنوب كردفان المجاورة بسبب الأحداث والهجوم الذي تعرضت له، مبيناً أنه يجري حصر الفارين لتقديم المساعدة والإعانة لهم.

أوضح أبو البشر أن عدد الأسر المتأثرة بالحرب في الولاية بلغ 65 ألف أسرة، بينما بلغ عدد النازحين نحو 26 ألفاً و440 شخصاً، منهم 2707 داخل معسكرات الإيواء، وأكثر من 23 ألفاً مع أقاربهم وأسرهم.

أشار المفوض إلى أن عدد معسكرات الإيواء شهدت ازدياداً، حيث بلغت 114 منها 88 معسكراً في محلية شيكان، و14 في محلية بارا، و12 بمحلية أم روابة.

عودة الحياة

في غرب كردفان بدأت مظاهر الحياة تدب في مدينة بابنوسة بعودة كثيرين من المواطنين إلى مساكنهم والتجار إلى فتح متاجرهم بعد خروجهم منها نتيجة الهلع ومخاوف الاشتباكات والتوترات بين الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش داخل المدينة وقوات "الدعم السريع" بخارجها خلال الأسبوعين الماضيين.

وناشد المدير التنفيذي لمحلية بابنوسة أبو عبيدة بخيت بقية المواطنين، العودة للمدينة بعد أن بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها وتأمين الأسواق من قبل قوات الجيش، فضلاً عن معاودة مستشفى المدينة وعدد من المراكز الصحية لنشاطها العادي إلى جانب المستشفى العسكري.

التقسيم الأسوأ

على خلفية تداعيات فشل قمة منظمة (إيغاد) الطارئة برفض الحكومة السودانية بيانها الختامي، وصف المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، الوضع في السودان بالرهيب، وأنه يتجه نحو التقسيم إذا لم يتوقف القتال، مطالباً كل من البرهان وحميدتي بضرورة أن تعكس أفعالهما التزاماتهما وتتسق معها.

وحذر هامر من أن التقسيم الذي ينتظر السودان حال استمرت الأطراف المتحاربة على مواقفها، سيكون على نحو أسوأ من ليبيا.

وأوضح المبعوث، في مؤتمر المناخ المنعقد بدبي، أن مفاوضات السلام في منبر جدة في شأن السودان وصلت إلى مرحلة الجمود، وكان المكان الوحيد الذي وافق الفرقاء السودانيون على اللقاء فيه بوجود الولايات المتحدة والسعودية.

وجدد هامر وقوف الولايات المتحدة، إلى جانب الأمم المتحدة، ودعمها لجهود منظمة (إيغاد) والاتحاد الأفريقي والشركاء بالسعودية، للعمل من أجل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية عبر منبر جدة التفاوضي.

المنعطف القاتم

في السياق ذاته، يرى المتخصص في مجال العلوم السياسية عصمت الشفيع أن الصراع العسكري على السلطة الذي قارب على دخول شهره الثامن، قد وصل إلى منعطف قاتم وضع مستقبل البلاد على محك التشظي والتقسيم الفعلي، بعد تبدد الآمال بفشل قمة (إيغاد) الطارئة وما سبقها من تعليق مفاوضات منبر جدة وإنهاء مجلس الأمن لمهام البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس).

وحذر الشفيع من أن "الأوضاع بالبلاد باتت أكثر غموضاً في ظل استمرار التصعيد كشعار وحيد مرفوع من جانب الطرفين المتحاربين، على رغم الدمار اليومي لبنية ومقومات الدولة الاقتصادية والخدمية والانتهاكات وكل فظائع الحرب والنزوح الجماعي وتفاقم الأزمة الإنسانية". وأضاف "من الواضح أن الفشل المتتابع في منابر التفاوض ينم عن ضعف إرادة الطرفين تجاه السلام، وهو ما تجلى في مواقفهما المتعنتة من دون أي اعتبار وطني للأخطار التي تواجه البلاد يدفعهما إلى التنازلات، مما جعل نذر الانقسام وتحول السودان إلى دولة فاشلة أمراً ماثلاً في ظل وضع يحفز على مزيد من تصاعد القتال والعنف والاضطرابات".

تحذير أممي

قرعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ناقوس الخطر من وقوع كارثة إنسانية وشيكة في ظل تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان، داعية جميع الأطراف المعنية إلى اتخاذ إجراءات جماعية فورية لتجنب ذلك. وأوضحت المنظمة أن نحو 17.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، يمثلون ما نسبته 37 في المئة من السكان، يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنف في المرحلة الثالثة وما فوق (أزمة أو أسوأ) بين أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وفبراير (شباط) من العام المقبل.

أشار البيان إلى وجود الفئات السكانية الأكثر تأثراً بانعدام الأمن الغذائي في الولايات التي تشهد مستويات عالية من العنف المنظم، بما في ذلك دارفور وكردفان والعاصمة الخرطوم، منوهاً بأن استمرار النزاع والعنف والنزوح وانخفاض الإنتاج والصدمات المناخية، أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في عديد من المناطق الحضرية والريفية.

وتسبب طول أمد الحرب واتساع رقعتها في نزوح 6.3 مليون شخص، منهم نحو 5.1 مليون داخلياً و1.2 مليون بدول الجوار، 67 في المئة منهم من الخرطوم، فضلاً عن دمار هائل بالبنية التحتية الحيوية، وعمليات نهب واسعة النطاق للأسواق والبنوك والصناعات أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي الهشة وسوء التغذية.

وأكد ممثل (فاو) بالسودان، هونغ جي يانغ، التزام المنظمة الراسخ دعم المجتمعات الريفية السودانية، لكن الطريق إلى ذلك يتطلب مزيداً من التمويل للحفاظ على الدعم الحيوي، ويحتاج بصورة عاجلة إلى 75.5 مليون دولار أميركي، يمثل 80 في المئة من التمويل المطلوب لتلبية الحاجات المتصاعدة، وتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي، وتحسين إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء البلاد.

المزيد من متابعات