Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف مدفعي وجوي يهز الخرطوم وتقدم الجيش بأم درمان

"برنامج الغذاء العالمي" يحذر من مجاعة وشيكة تهدد 18 مليون سوداني بسبب استمرار الحرب

خاض الجيش معارك عنيفة مع "قوات الدعم السريع" في منطقة الكدرو الواقعة أقصى شمال الخرطوم بحري (مواقع التواصل)

ملخص

أكدت السلطات السودانية وفاة 27 شخصاً بالكوليرا بولاية النيل الأبيض من بين 850 حالة مشتبهة

واصل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" تصعيد عملياتهما العسكرية بضراوة حول محيط القيادة العامة للقوات المسلحة وسلاح المدرعات بوسط وجنوب الخرطوم، إذ تبادل الطرفان القصف المدفعي، فضلاً عن استخدام المسيرات، مما أحدث دوي انفجارات تصاعد على إثرها أعمدة الدخان في سماء مناطق متفرقة من العاصمة السودانية.
ورصد شهود قصفاً مدفعياً عنيفاً ومتتابعاً من "قوات الدعم السريع" المتمركزة بشرق وجنوب الخرطوم، استهدف محيط القيادة العامة للجيش وسط العاصمة، فيما سمع دوي قصف متواصل لساعات من ناحية أحياء شرق العاصمة من جهة جسر المنشية وبري والرياض، إضافة إلى أصوات إطلاق نار متقطع. كما شن الجيش غارات جوية على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" قرب محيط سلاح المدرعات، بخاصة أحياء الشجرة والنزهة والصحافة. وفي أم درمان أشارت مصادر عسكرية إلى تقدم الجيش عبر خمسة محاور تبدأ من قاعدتي وادي سيدنا، وكرري شمال المدينة، وتنتهي بسلاح المهندسين جنوباً، في وقت يسيطر فيه على طرق رئيسة هي شارع النيل والوادي والشنقيطي والصناعات والعرضة.
ونوهت المصادر إلى أن الجيش صوب مدفعيته أمس الأربعاء، باتجاه أحياء أم درمان القديمة، ومقر الإذاعة والتلفزيون، ومنطقة الصالحة أقصى جنوب المدينة، حيث مواقع تمركزات "قوات الدعم السريع"، مشيرة إلى حدوث اشتباكات برية بين طرفي الصراع حول منطقة السوق الشعبي غرب أم درمان.
وفي الخرطوم بحري، خاض الجيش معارك عنيفة مع "قوات الدعم السريع" في منطقة الكدرو الواقعة أقصى شمال المدينة، فيما أطلقت الأخيرة صواريخ مدفعية عدة من منصاتها بجنوب وشرق ووسط العاصمة باتجاه سلاح الإشارة جنوب بحري.
ولفت مواطنون بعدد من أحياء العاصمة، إلى تصاعد وتيرة القتال خلال الفترات الصباحية وانخفاضه في وقت الظهيرة، ليعود الجيش لاستخدام الطيران الحربي، و"الدعم السريع" إلى إطلاق مدفعيته مساء، فضلاً عن استخدام الطرفين للمسيرات.
على الجانب الإنساني، ما زال سكان جنوب أم درمان، خصوصاً منطقة الفتيحاب والمربعات القريبة من سلاح المهندسين يعيشون وضعاً مأسوياً بسبب نقص الغذاء وانقطاع خدمتي الكهرباء والمياه لأكثر من ثلاثة أشهر، في وقت ظلوا يطالبون بفتح مسارات آمنة للخروج من هذه المنطقة الملتهبة التي تشهد حصاراً عسكرياً ضارباً.
أما في الخرطوم فتعمل السوق المركزية والمحال التجارية داخل الأحياء خصوصاً الجنوبية بشكل جزئي، كما يعمل عدد من المخابز لساعات محدودة لتغطية حاجة الأسر الموجودة من الخبز، لكن تشهد هذه الأحياء فقداناً تاماً لغاز الطهي منذ أكثر من أربعة أشهر، مما قاد الأسر إلى استخدام أغصان الأشجار كبديل، في وقت يعاني فيه معظم الأطفال سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.
أما الخرطوم بحري فشبه خالية من السكان بسبب انقطاع الكهرباء والمياه منذ بدء القتال في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وغدت مسرحاً للعمليات العسكرية.

اغتصابات جديدة

في الأثناء أعلنت عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أديبة إبراهيم السيد، تسجيل 54 حالة اغتصاب جديدة في الخرطوم ودارفور، من بينها أطفال قصر ذكور وإناث. وأفادت السيد بأن "إجمالي حالات الاغتصاب ارتفع إلى 370 حالة منذ اندلاع الحرب قبل ثمانية أشهر، تتوزع بين 63 حالة اغتصاب بالخرطوم و240 حالة في دارفور".
وأكدت السيد أن "بين حالات الاغتصاب الجديدة بولاية الخرطوم أربع حالات بمستشفى بشائر جنوب الخرطوم وثمان حالات بأم درمان، منها طفلتان بمستشفى النو، وحالتان في مستشفى شرق النيل، فيما تشمل حالات الاغتصاب الجديدة في دارفور، 12 حالة اغتصاب بالفاشر في ولاية شمال دارفور، و13 حالة في الجنينة بولاية غرب دارفور، و15 حالة في نيالا بجنوب دارفور".
وأشارت إلى وجود حالات كثيرة لم تصل إلى المستشفيات خوفاً من الوصمة الاجتماعية، لافتة إلى "تسجيل 8 حالات اغتصاب لذكور أعمارهم تحت سن 17 سنة".
ولفتت عضو نقابة الأطباء السودانية إلى عدد من التحديات التي تواجههم في العمل ومنها النقص الحاد في الأدوية الخاصة ببروتوكول التعامل مع حالات الاغتصاب بعد مصادرته من منظمة "أطباء بلا حدود"، وعدم ذكر المغتصبات لأسمائهم الحقيقية، فضلاً عن عدم توفر المتابعة من الأطباء لمدة ثلاثة أشهر لمنع الأمراض المنقولة جنسياً والحمل.

مجاعة وشيكة

من جهة أخرى حذر "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة من "حدوث مجاعة وشيكة تهدد 18 مليون سوداني" بسبب استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
ونوه بيان لبرنامج الأغذية العالمي بأن "أجزاء من السودان مزقتها الحرب، تتعرض لخطر الانزلاق إلى ظروف جوع كارثية بحلول موسم الجفاف العام المقبل إذا لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من توسيع نطاق توصيل المساعدات الغذائية وتقديمها بانتظام للمحاصرين في الصراع".
وبين "برنامج الغذاء العالمي" أن ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون خطر الجوع الحاد، بزيادة أكثر من ضعف العدد في الوقت ذاته من العام الماضي، كاشفاً عن وجود حوالى 5 ملايين شخص في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي مع وجود أكثر من ثلاثة أرباع هؤلاء الأشخاص محاصرين في مناطق كان وصول المساعدات الإنسانية فيها متقطعاً، وفي بعض المناطق مستحيلاً بسبب القتال المستمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


واعتبر البيان الخرطوم، وأقاليم دارفور وكردفان، من أكثر المناطق الساخنة المحتاجة إلى تدخل إنساني عاجل، منوهاً بأن "تحليل جديد للأمن الغذائي في السودان أظهر أعلى مستويات الجوع المسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد"، وهي الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) حتى فبراير (شباط) التي يتوفر فيها مزيد من الغذاء. وتوقع "برنامج الغذاء العالمي" ظهور حالات جوع كارثية خلال مايو (أيار) المقبل في المناطق التي تشهد قتالاً ضارياً بحال لم تصل زيادة كبيرة للمساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن البرنامج تمكن مرة واحدة فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية من توصيل مساعدات غذائية إلى الأسر في الخرطوم، إذ تلقى واحد فقط من كل خمسة أشخاص مساعدات غذائية منذ بدء الصراع.
وحض المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي إيدي رو، وبشكل عاجل، جميع أطراف النزاع إلى "إقرار هدنة إنسانية والوصول إلى المتأثرين من دون قيود لتجنب كارثة الجوع في موسم الجفاف المقبل"، مشيراً إلى أن "هناك عدداً كبيراً جداً من الأشخاص المحاصرين في المناطق التي تشهد قتالاً نشطاً ولا يمكننا الوصول إليهم إلا بشكل متقطع".

انتشار الكوليرا

في سياق آخر أكدت السلطات السودانية وفاة 27 شخصاً بالكوليرا بولاية النيل الأبيض من بين 850 حالة مشتبهة، وتسجيل 83 حالة اشتباه جديدة في ولاية البحر الأحمر، بينها 42 حالة بمحلية سواكن و27 حالة بمحلية بورتسودان، وذلك بسبب تلوث المياه والغذاء. وبحسب "الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة" بوزارة الصحة بالبحر الأحمر فإن حالات الإصابة بالكوليرا بلغت 1702 حالة، منها 63 حالة وفاة من تاريخ أول تبليغ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مشيرة إلى أنه جرى في هذا الصدد بحث حزم التدخلات اليومية وجداول الأنشطة المنفذة، فضلاً عن مناقشة التحديات التي تواجه تقوية واستمرارية الأنشطة لحزم التدخلات الميدانية، إضافة إلى تكثيف التدخلات في أنشطة صحة البيئة وتوفير الإمدادات الطبية والفحص السريع بمراكز العزل والمستشفيات لسرعة فرز الحالات.
وانتهت حملة التطعيم ضد وباء الكوليرا في ولايتي القضارف والجزيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن وفرت الآلية العالمية للقضاء على الكوليرا 2.2 مليون جرعة من اللقاحات كدفعة أولى. وتفشى هذا الوباء في ولايتي القضارف والخرطوم خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل أن ينتقل إلى ولايات أخرى منها الجزيرة والبحر الأحمر والنيل الأبيض، إذ يتوقع أن يصيب أكثر من 3 ملايين سوداني وفقاً للأمم المتحدة.

موازنة الطوارئ

اقتصادياً ناقش اجتماع عقد برئاسة وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أمس الأربعاء السمات العامة والأهداف والموجهات لموازنة الطوارئ لعام 2024، في جميع القطاعات التي يستند عليها في وضع التقديرات والافتراضات وسياسات الموازنة الطارئة الجديدة، التي يتوقع أن تكون بالمرونة الكافية للمراجعة الدورية.
ويتوقع إجازة سمات وأهداف الموازنة في شكلها النهائي بواسطة مجلس الوزراء خلال اليومين المقبلين تمهيداً لإعداد موازنة الطوارئ للعام المقبل بمشاركة جميع الوحدات الحكومية.
وقال الباحث الاقتصادي السوداني هيثم محمد فتحي إنه "من المرجح أن تواجه وزارة المالية السودانية التي تعاني اختناقات تمويلية حادة مزيداً من التعقيدات في تعبئة الموارد المالية الشحيحة بالفعل".
في سياق متصل بدأ السودان ومصر عملية تبادل سلعي لتقليل الضغط على العملة الأجنبية لديهما، فضلاً عن مساع جارية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والبالغ 1.5 مليار دولار سنوياً. ووفقاً للرئيس التنفيذي للشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة نصر حامد، فإن "أهم واردات مصر من السلع الغذائية السودانية هي السمسم والصمغ العربي والقطن والفول السوداني بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار سنوياً".
وأشار حامد إلى أنه "للمرة الأولى يستورد نحو 5 آلاف طن من فول الصويا من السودان إلى مصر، ونستهدف زيادتها العام المقبل إلى 20 ألف طن"، منوهاً بأن "توفير الفول الصويا من السودان سيكون بسعر تنافسي بسبب قرب المسافة مقارنة بالدول الأخرى". 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات