ملخص
توسع حرب في ولايات السودان يهدد 2500 طفل بالموت... فما القصة؟
دخلت حرب الخرطوم شهرها التاسع، وكلما زادت حدتها وطال أمدها أصبح جميع الموجودين في مناطق النزاع تحت تهديد الجوع والمرض، خصوصاً الأطفال، إذ حذرت الأمم المتحدة في تقارير لها من تأثر هذه الشريحة الكبيرة بالصراع، وأشارت منظمة الـ"يونيسيف" إلى أن 14 مليون طفل سوداني يحتاجون إلى إنقاذ ومساعدات إنسانية عاجلة، منها تسعة ملايين ما زالت تحاصرهم الاشتباكات، بينما يقف ستة ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
مرضى السرطان
شريحة السرطان عامة، وسرطان الأطفال بخاصة، هددتها الحرب، وبحسب الإحصاءات هناك 2500 طفل شهرياً مصابون بالسرطان ويتوزعون على مركزين وحيدين لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في البلاد، لكن مع الحصار وانهيار النظام الصحي أغلقت تلك المراكز أبوابها، ومن ثم انقطعت الجرعات منذ اندلاع الحرب، وهو أمر كان متوقعاً، حيث ظلت تلك الفئة تعاني انقطاعاً في جرعات الكيماوي والأدوية، وحتى مراكز العلاج التي كانت محدودة، وتقطع آلاف الأميال لأخذ الجرعة التي تتوفر فيها، وأبرزها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة التي انتقل إليها الصراع منذ أيام عدة أغلقت أيضاً.
أزمة صريحة
شكلت أزمة ود مدني تهديداً صريحاً على أطفال السرطان، ويقول الأمين العام لاستراحات "جوانا أمل" لرعاية أطفال مرضى السرطان علم الدين الأمين، "من جانبنا استطعنا إخراج الأطفال إلى مكان آمن جداً في الوقت الراهن، ولكن ينقصهم التدخل العلاجي، ونسعى إلى خلق آلية لتوفير العلاج في المدن الآمنة".
وأضاف الأمين، "تتوقف المسألة على قرارات وزارة الصحة ودورها في توفير المراكز البديلة حتى إذا كانت في مستشفيات المدن الأخرى التي ليس بها وحدات لعلاج السرطان، وذلك في حال أبدت الوزارة الموافقة على الاهتمام بشريحة المرضى من الأطفال وتوفير كوارد طبية في كل النقاط التي يتم اختيارها لمتابعة حالتهم ويتوقف اختيار هذه النقاط على مدى أمان المدن. وبتلك الإجراءات ستصبح المسألة أكثر سهولة للتعامل مع الحالات، حيث يتم توزيع الأطفال بحسب قربهم من المستشفى المختار".
وعن جهود الاستراحة وتأثرها بالحرب أوضح الأمين، "الأمر ليس كالسابق، حيث كانت تقدم الرعاية الشاملة والكاملة، وما نقوم به الآن خيار أفضل من عدمه، لكن من الضروري أن توفر وزارة الصحة العلاج لأن انقطاعه من أخطر المسائل التي ستنعكس بصورة سلبية على نتائج العلاج السابقة".
وضع كارثي
شكلت المنظمات الطوعية والجهود الفردية سنداً مهماً للأطفال المرضى، فقد كانت الدولة لا تقدم الدعم الكافي لهم، مما استدعى تدخل تلك الفئات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول الناشطة الطوعية ياسمين الهادي إن "وضع هؤلاء الأطفال كارثي ويتطلب تدخلاً وتعاوناً من جميع الجهات في هذه الظروف لأن انقطاع العلاج الكيماوي يهدد آلاف الأطفال بالموت أو تراجع حالتهم الصحية، والاحتياج الحالي ليس لمراكز علاج فقط، بل توفير جرعات كافية للأشهر المقبلة وتوزيعها على كافة الأطفال في المدن وحتى القرى، مع توافر كادر طبي مؤهل للتعامل مع الحالات".
وأشارت الهادي إلى أن "هناك حاجة ماسة لأدوية بقيمة 30 ألف دولار يجب توفيرها خلال الشهرين المقبلين ولدينا محاولات مع جهات خارجية للمساعدة في هذا الأمر".
تدخل سريع
المتخصص في مجال الأورام مصطفى سعيد يرى أن "انقطاع الجرعات يشكل خطراً على الأطفال ويجعل العلاج غير فعال، ويجبرنا على بدء بروتوكول العلاج من جديد في حال تفويت جرعة واحدة، والتي غالباً ما تكون شهرية".
وعن وضع الأطفال في المستقبل القريب يقول سعيد إنه "ينذر بكارثة، لا سيما أن هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق غير مؤهلة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لذلك من الأفضل أن يتحد الجميع من أجل جمعهم في مكان واحد آمن ونظيف لأن الحالة النفسية الجيدة مهمة أثناء تلقي العلاج، ومن ثم توفير الجرعات كاملة حتى جلاء الأزمة".
صمت متواصل
وعن أسباب الهجوم المتواصل على الوزارة واتهامها بالتقصير يرى المسؤول أن "البلد يمر بظروف صعبة منذ اندلاع ثورة ديسمبر (كانون الأول) التي أطاحت النظام السابق في أبريل (نيسان) 2019، ولا يمكننا تغطية كافة الجوانب والمتطلبات التي يتطلع إليها الأطباء وأسر المرضى لذلك تتم مهاجمة الوزارة باستمرار على رغم أنها لم ولن تتوقف عن تقديم خدماتها حتى أثناء الحرب الدائرة، إلا أن الظروف أقوى من قدرتنا المالية".