ملخص
عن أليسون روز ونايجل فاراج: نظرة في أكبر قصص الأعمال التي شهدها العام الماضي.
يحب رئيس التحرير مواجهتي بالتحديات، فقد طلب مني مقالة بارزة واحدة تتناول حدثاً في قلب لندن التجاري، قصة تميز عام 2023.
حسناً، خلال 12 شهراً خلت من الصفقات المذهلة، وسيطر عليها سوق كسولة واقتصاد كان مستقراً على أفضل تقدير، ليس الطلب سهل التنفيذ. لم تمر لحظات تخطف الأنفاس، ولم تجر محاكمات ضخمة في قضايا غش أثارت اهتمام الجميع (في الأقل ليس في المملكة المتحدة).
لكن ثمة حدث واحد جمع السمات كلها. كان مسألة أشبه بحلوى ميلادية، تضمنت المكونات الممكنة كلها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إنها إقالة السيدة أليسون روز. كانت حاضرة، وكان عملها في إدارة مصرف "ناتويست" يعد رائعاً، وكانت تلاقى بحفاوة باعتبارها مصرفية ممتازة، وتكرس مسؤولة تنفيذية رائدة في بريطانيا. ومن ثم، وخلال وقت سريع، طارت من منصبها. ليس ذلك فقط، بل انتزع من روز أيضاً مبلغ 7.6 مليون جنيه استرليني (9.7 مليون دولار) بسبب حصتها من الأسهم والمكافآت التي منحت إليها.
باختصار، تلت ذلك ضجة فظيعة، قادها نايجل فاراج، عندما أغلق في "كوتس"، المصرف الخاص الذي يمتلكه "ناتويست"، حساب الناشط لصالح "بريكست" الذي يستضيف الآن برنامجاً حوارياً. وعرض عليه فتح حساب في مصرف "ناتويست" بدلاً من ذلك.
قال فاراج بغضب إنه يتعرض لاضطهاد بسبب آرائه السياسية، وأن سبعة مصارف بريطانية أخرى رفضت فتح حساب له.
مع سير فاراج على طريق الحرب، حضرت أليسون روز، الرئيسة التنفيذية لـ"ناتويست"، عشاء خيرياً وجلست بجوار سيمون جاك، محرر الأعمال لدى "بي بي سي نيوز". في اليوم التالي، نشر جاك مقالاً يفيد بأن "كوتس" تخلى عن فاراج لأسباب تجارية.
حتى تلك المرحلة، لم يكن أي تأكيد رسمي على صلة "كوتس" قد صدر. كان الجميع يعتقد أن "كوتس" كان المصرف المعني – إنه أبرز مصرف خاص في بريطانيا، وكلما ذكر مصرف خاص، كان "كوتس" هو المصرف الأول الذي يتبادر إلى الذهن. برزت إشارات متكررة إلى أن المصرف هو "كوتس"، ولم تنكر أياً منها.
أما روز فاعتقدت أن هوية "كوتس" قد كشفت للجمهور، وأحالت جاك إلى معايير المصرف المنشورة لإغلاق الحسابات. هذا ما فعلته كله. غير أن فاراج، وأنصاره، ووسائل الإعلام، أطلقوا العنان لأنفسهم. لقد اختلطت روز بصحافيين كبار في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) وزملاء لها من رؤساء الشركات في عشاء حصري، مضاء بالشموع، وعبرت عن تفاصيل حول محرض الجماهير الشعبوي. كان هذا، في نظرهم، أسوأ مظهر من مظاهر نخبة العاصمة المتعجرفة.
حين حصل ذلك كله، لم تكن تعلم روز حتى لماذا أقفل حساب فاراج. لم يكن الأمر يهم، فروز، التي تعي ما تنص عليه القوانين، كانت حذرة للغاية في ما قالته، لكنها سمت "كوتس".
ربما، لو كان الأمر يتعلق بمصرف مختلف، لانتهت القصة هنا. لكن "كوتس" كان جزءاً من مجموعة أنقذت بأموال دافعي الضرائب خلال أزمة عام 2008. وباتت الحكومة مساهماً رئيساً فيه.
لا أحد يثير المحافظين أكثر من فاراج. يعيش ريشي سوناك في خوف دائم من زعيم الجناح اليميني المتمرد، المؤيد لـ"بريكست"، وصديق دونالد ترمب. هو قلق من أن يشن فاراج في أية لحظة هجوماً آخر على حكومته أو نوعاً من الانقلاب.
يرغب المحافظون في أن يقف فاراج إلى جانبهم، داعماً لهم، في الانتخابات المقبلة. كان ذلك واضحاً في مؤتمر الحزب هذا العام عند الترحيب بفاراج واستقباله من قبل بعض الشخصيات البارزة كصديق عائد.
ها هما سوناك وجيريمي هانت، وزير المالية، وها هو فاراج يتهمهما باستخدام مصرفهما لتشويه شخصيته وسمعته، ولمنعه من القدرة على استخدام مصرف، والحق في ذلك.
في البداية، أعلن مجلس إدارة "ناتويست"، برئاسة الشخصية البارزة في القلب التجاري للندن، السير هوارد ديفيس، إنه يدعم روز. ثم، في غضون ساعات، بعد اتصال من وزارة المالية أفاد بأن الحكومة، المساهم الرئيس في المصرف، فقدت الثقة فيها، جرى التخلي عنها. هكذا فقط.
لا يهم أن روز كانت قد اعتذرت عن ارتكاب خطأ غير مقصود أو أنها لم تناقش بتفصيل شؤون فاراج السرية، ولا يهم أنها، منذ تعيينها عام 2019، كانت تتألق وستترك في "ناتويست" فراغاً كبيراً عليه تعويضه.
لا أحد يرغب في الاستماع. منذ عام 2008، عندما كاد طمع بعض الأفراد أن يسقط الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى تدابير إنقاذ حكومية وتدابير تقشف في المملكة المتحدة، بات هذا البعض عدو الرأي العام الرقم واحد.
عام 2008، حل محلهم السياسيون الضعفاء الذين لم يتحركوا ضدهم ولم يسعوا إلى إدانات. منذ ذلك الحين، وفي مفارقة، أراد قادة السياسة أن يظهروا بمظهر الحازمين في ما يتعلق بالمصارف، وهم يدركون أنهم خذلوا الجمهور.
يفعلون ذلك، وهم يعلمون أن العمل السياسي القائم على الحسد [استهداف الأثرياء] يعني كسب تأييد الصحافيين والجمهور. من وجهة نظر معظم الناس، يكسب المصرفيون مبالغ فائقة ويسعون خلف أسلوب حياة فاخر. وفي شكل ملحوظ، برز بيت روز في الصحافة.
في إبراز هذا التفاوت، وتأدية دور الرجل البسيط والوقوف إلى جانب الناس العاديين ضد الأثرياء والأقوياء، لا أستاذ أعظم من فاراج.
ربما رفض ديفيس أن يلبي رغبة وزارة المالية، لكن بعد ذلك كان سيتعرض أيضاً حتى الانتقاد. لن يفضل ديفيس نهاية كهذه لحياة مهنية تميزت بتعيينات بارزة.
يجب ألا ننسى أن روز ارتكبت مخالفة وكانت صريحة في شأن ذلك. ومما عقد الأمور أن فاراج قدم طلباً للحصول على ملفه لدى المصرف، وبين الملف أن "كوتس" كان قد أعد تقريراً حول معتقدات فاراج وسلوكه المدقق فيهما، وكان ذلك أيضاً عاملاً في إخراجه.
كما قلت، تضمنت القصة كل شيء، بما في ذلك المخرج القديم لأي مؤسسة تتعرض لمضايقة، ويتمثل في مراجعة تجرى بتكليف خاص من قبل شركة محاماة في القلب التجاري للندن.
كان هناك خاسر واحد ولم يكن فاراج. لقد أنهى العام وقد زادت ثروته بما يقدر بنحو 1.5 مليون جنيه استرليني (1.9 مليون دولار)، بفضل تناوله أعضاء ذكرية حيوانية في برنامج "أنا شخصية شهيرة، فأخرجوني من هنا". هل كان البرنامج ليختاره من دون الخلاف مع "كوتس"؟ ربما، لكن الجدل ساعد في ذلك بالتأكيد.
لا، الخاسر كان روز. قد يكون هناك حتى خاسر آخر: كان القطاع المصرفي البريطاني أكثر ضعفاً بكثير بسبب رحيلها. وثمة خاسر آخر: دافع الضرائب، حامل أسهم المصرف الذي تديره. في الواقع، خسر الجميع – الجميع، باستثناء نايجل فاراج.
© The Independent