ملخص
تفاصيل ثلاثة أعمال مصرية أثارت الجدل في مهرجان "الجونة" السينمائي.
أظهرت الأفلام المصرية في مهرجان "الجونة" السينمائي خلال دورته السادسة تنوعاً كبيراً في المواضيع، إذ شارك منها ثلاثة أفلام هي "آل شنب" و"المعزة" و"60 جنيه".
وعلى رغم أن فيلم "آل شنب" يندرج تحت قائمة الكوميديا العائلية والأفلام التجارية، لكنه كان من ضمن الأفلام المهمة في المهرجان وحظي بترحيب جماهيري ونقدي كبيرين.
والفيلم من بطولة ليلى علوي ولبلبة وسوسن بدر وأسماء جلال وهيدي كرم ومحمود البزاوي وخالد سرحان، وعدد من الوجوه الجديدة مثل علي الطيب وابتهال الصريطي وحسن مالك وسلافة غانم ونورين أبو سعدة وأحمد عصام وهبة يسري، وهو من تأليف أحمد رؤوف وإسلام حسام وإخراج آيتن أمين.
عودة لكوميديا العائلة
وتدور الحكاية في إطار كوميدي حول عائلة آل شنب، المكونة من ثلاث شقيقات وشقيق واحد، ولكل سيدة أسرة لها مشكلات مختلفة، فهناك من تعاني خيانة زوجها، وأخرى تواجه ابنتها الوحيدة وتعاملها بتسلط شديد، والثالثة متزمتة دينياً، ويحاول الشقيق الوحيد مساعدة أخواته وأبنائهن دائماً، حتى يتوفى بشكل مفاجئ وتجتمع الأسرة لتواجه تفاصيل عائلية تتخللها مواقف إنسانية وكوميدية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت مفاجأة الفيلم الجمع بين ثلاث ممثلات مخضرمات هن لبلبة وليلى علوي وسوسن بدر في أدوار لا تحقق لهن بطولة مطلقة، وذلك وسط مجموعة من النجوم الشباب مثل أسماء جلال وعلي الطيب ونورين أبو سعدة وحسن مالك وهبة يسري وسلافة غانم.
والفيلم عودة للأفلام العائلية مثل "عائلة زيزي" و"أم العروسة" بطريقة كوميدية حديثة، وفي تجربة إخراجية لمخرجة تخوض هذا المجال للمرة الأولى بخلاف معظم المخرجات اللاتي يبتعدن عن هذه الساحة التي يسيطر عليها المخرجون الرجال.
في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" قالت مخرجة الفيلم آيتن أمين إنها كانت تفكر في هذا العمل منذ نحو 10 سنوات، بخاصة أنها منبهرة بأعمال قدمت الأسرة بشكل كوميدي منذ أفلام الأبيض والأسود مثل "أم العروسة" و"الحفيد" و"عائلة زيزي".
وأضافت آيتن أنها تعلم أن الموضوع يتضمن تحدياً كبيراً جداً، بخاصة أن الكوميديا من أصعب أنواع الفنون ويسيطر عليها مخرجون رجال مهمون جداً ومحترفون في هذا المجال، لكنها تعاملت مع كوميديا موقف ولم تتعمد أن تكون مخرجة كوميدية، وساعدها في ذلك كتاب السيناريو والحوار الذين تفهموا وجهة نظرها، وخرج العمل بشكل بسيط من دون استهداف جلب الضحك تحديداً.
وأشارت آيتن إلى أنها تعلم أنها تقدم فيلماً تجارياً وليس فيلم مهرجانات، وكانت تتمنى أن يطرح بدور العرض في توقيت جيد بعيداً من الوقت الراهن الذي يعاني فيه الجميع الحزن بسبب الأحداث الراهنة في غزة.
وعن صعوبة جمعها بين نجوم كبار في عمل واحد من دون إتاحة مساحات كبيرة لهم في السيناريو، قالت آيتن "يتخيل بعضهم أن إقناع ليلى علوي ولبلبة وسوسن بدر أمر صعب، لكن في الحقيقة كان ذلك من أكثر ما واجهته يسراً، فهن نجمات محترفات، وبمجرد قراءة الفيلم تحمست كل منهن لدورها وأبدت تعاوناً كبيراً، ولم تقم أي منهن بطلب زيادة مشهد أو وضع اشتراطات، ورحبت النجمات بالنجوم الشباب المشاركين، وكان هناك تعاون حقيقي كأننا أسرة واحدة، لدرجة أن أية ممثلة كبيرة كانت تنتظر لترى تصوير مشاهد غيرها بكل حب لإبداء الرأي والمساعدة".
ونفت آيتن توقفها عن إخراج أفلام المهرجانات التي قدمت فيها أعمالاً مميزة حصلت على جوائز في مهرجانات عالمية مثل فيلم "سعاد"، وقالت إن لديها مشاريع جديدة في هذا السياق بخلاف السينما الروائية الطويلة والتجارية.
وقالت ليلى علوي إنها فخورة جداً بالعمل في فيلم كوميدي عائلي لأنها تحب هذا النوع من السينما، وتجده مستمراً على رغم اختلاف الأجيال والأذواق. وأشارت إلى أن اختيار الفيلم ليشارك في المهرجان مسؤولية كبيرة، بخاصة أن موضوعه ليس أشبه بأفلام المهرجانات، بل هو مختلف ويحكي عن أفراد عائلة مصرية تحدث بينهم بعض التفاصيل التي تخلق المواقف الكوميدية، لكن استقبال الناس كان مبشراً جداً.
وتابعت ليلى أنها تقدم شخصية مهمة جداً تحمل رسالة لجميع الأمهات، وهي ضرورة منع التسلط على الأولاد وتركهم يتخذون قرارتهم بحرية من دون إملاء وجهات نظرهن بالشكل الذي يضعف من شخصية الأبناء.
وعن تفاصيل شخصيتها قالت "أقدم شخصية نيللي وهي أم متسلطة على ابنتها، وتستعرض الأحداث تداعيات هذه الطريقة في التربية".
فيلم جاء بالصدفة
وعرض بمهرجان "الجونة" فيلم "60 جنيه" وهو فيلم قصير مدته 18 دقيقة، من بطولة مطرب الراب زياد ظاظا في أول أعماله التمثيلية، وإخراج عمرو سلامة. وتدور أحداثه حول شاب فقير يعيش مع والدته وشقيقه المعاق، وتحدث جريمة تقلب حياة العائلة.
يقول عمرو سلامة إنه سعيد بعرض الفيلم في افتتاح الدورة السادسة من المهرجان، وكان قلقاً جداً لأنها تجربة جديدة ومختلفة، لكنه لمس ردود فعل إيجابية تجاه الفيلم بعد عرضه.
وعن بداية المشروع قال إن فكرة الفيلم جاءت بالصدفة، إذ إنه مهتم جداً بمطربي الراب وأغنياتهم، وكان يفكر في إخراج أغنية مصورة لمطرب الراب زياد ظاظا، وكشف عن أنه سمع كل أغاني زياد التي لم تصدر بعد، لكنه تأثر جداً بأغنية "60 جنيه" لأن لها موضوعاً مهماً وإنسانياً جعله مشغولاً به ومتأثراً بشكل جعله يتحمس لتحويلها إلى فيلم.
وعن مغامرة عمل فيلم قصير من بطولة مطرب راب وتقديمه كممثل، أكد سلامة "أعلم أن الفيلم تجربة جديدة وبها مغامرة قد تكون غير مضمونة، لكنني مؤمن بنظرية مهمة جداً، وهي أن السينما خلقت كي نجرب ونكتشف عوالم جديدة وندخل في مغامرات من دون الاعتماد على قواعد للنجاح المضمون".
وأشار إلى أنه لم يكن متأكداً من ردود فعل الجمهور، ويعلم أن العمل قد يثير الجدل أو الاختلاف، و"هذا أيضاً ضمن شغف أي شخص يعمل بالفن وصناعة السينما".
وعن اختياره أن يكون العمل روائياً قصيراً على رغم أنه مخرج للأفلام الطويلة، قال سلامة "ربما أردت أن أقترب من السينما القصيرة، وكان لدي شعور بأن الموضوع يكفيه فيلم قصير، فلم يكن لدي أكثر من هذا لكي أحكيه، إضافة إلى أن عمل المخرج في فيلم قصير يجعله أكثر حرية في طريقة العرض والحكي، وله أن يختار ما يريده فقط من دون تطويل لاستكمال أركان حتمية في فيلم طويل".
انتقد بعضهم ظهور الفيلم بصورة شديدة القتامة من حيث الإضاءة، وعن ذلك كشف عمرو سلامة أن "الفيلم عرض في المهرجان بقاعة عرض غير مهيأة، لذلك ظهرت صورته قاتمة بشكل أكبر من الصورة الحقيقية، وطبعاً لا أنكر أن الفيلم في الأصل إضاءته خافتة بشكل مقصود لتناسب طبيعة الموضوع، لكن على شاشة طبيعية ستكون أفضل كثيراً مما ظهرت عليه بالمهرجان".
وتردد أن عمرو سلامة كان يرفض المشاركة في مهرجان "الجونة" بفيلم الافتتاح لأنه تعرض لموقف حرج في افتتاح الدورة الأولى التي شارك فيها بفيلم "الشيخ جاكسون"، الذي انصرف ضيوف الافتتاح من الحفلة قبل مشاهدته.
وقال سلامة إنه يشعر بارتباط وثيق بالمهرجان، لكنه تأثر جداً بما حدث في الدورة الأولى، ومع ذلك رحب بالمشاركة في الافتتاح بفيلم قصير حتى يشاهده الناس في 18 دقيقة، بخاصة أنه يقدر الإرهاق والتطويل والجهد الذي يتعرض له الحاضرون في أول يوم من المهرجان، وهو يوم الافتتاح الذي يكون مزدحماً بالتكريمات والفعاليات.
حماسة للموهبة
وهاجم بعضهم اختيار مطرب راب ليكون بطلاً لفيلم، بخاصة أن هناك اتجاهاً ضد عمل غير الدراسين للفن في المجال، ورد سلامة على هذا الاتهام قائلاً "أنا شخصياً من عشاق موسيقى الراب ومطربي هذا المجال، وأراه لوناً موسيقياً يعبر عن الجيل الجديد، لذا أبحث دائماً على فرص للعمل مع مطربيه".
وأشار إلى أنه ضد الوقوف في وجه أية موهبة قادرة على التمثيل، سواء مطرب راب أو "أنفلونسر" أو أية مهنة أخرى، لأن الموهبة في النهاية هي المقياس وليس الدراسة وحدها، ويجب ألا نحارب الموهوبين لمجرد أنهم لم يدرسوا الفن على رغم أنهم يملكون كاريزما تجعلهم ممثلين مميزين".
وأخيراً يشارك بالمهرجان الفيلم المصري "المعزة"، وتدور أحداثه حول فتاة صغيرة تقع فريسة لأطماع إحدى الشركات الغربية التي تسعى إلى السيطرة على المصدر الوحيد للمياه في قريتها، فتهرب إلى الصحراء بصحبة معزتها بحثاً عن والدها وتتعرض لكثير من الأخطار.
الفيلم بطولة نخبة من الممثلين المصريين والأجانب منهم جون سافاج وميرا سورفينو وعمرو سعد وسيد رجب وجيسيكا حسام ومايا طلام وعارفة عبدالرسول، ويتضمن فريق عمل الفيلم مدير التصوير ديفيد فلاستيس ومصمم الملابس أندريا سورنتينو ومهندس الديكور أحمد فايز، ومؤثرات خاصة لفيتوريو سودانو المرشح للـ"أوسكار" مرتين، والفيلم من كتابة وإخراج إيلاريا بوريللي.