Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"غزو الجنة" حنين إلى الأوطان البعيدة وذكريات الطفولة

لوحات المصري محمد صبري تلامس معنى مقدساً يتلمس البهجة والسعادة في تفاصيل كائنات هجينة وبشر عابرين

من أعمال محمد صبري بمعرضه "غزو الجنة"  (معرض الفنان بغاليري الزمالك)

ملخص

لوحات المصري محمد صبري تلامس معنى مقدساً يتلمس البهجة والسعادة في تفاصيل كائنات هجينة وبشر عابرين

فيض غامر من الأجساد والوجوه المرسومة يلاحقك حال مرورك على أعمال الفنان المصري محمد صبري المعروضة في القاهرة. سنرى في هذه اللوحات بشراً عابرين وكائنات هجينة تتشارك مساحة الرسم نفسها.

الأعمال التي يستضيفها غاليري الزمالك حتى نهاية الشهر لا بد أن تترك في نفسك أثراً، فالكائنات المحتشدة في هذه اللوحات تدعوك كي تشاركها طقسها الأسطوري الصاخب والعامر بالتفاصيل والحكايات. بين هذه الحشود تتردد أصوات الطبول وآلات العزف وتنساب أصداء الطبيعة الحانية لتلقي بظلال من السعادة والبهجة على الجميع. إنها الجنة كما تصورها الفنان محمد صبري وشكل تفاصيلها في هذه اللوحات.

 

"غزو الجنة" هو العنوان الذي اختاره صبري لمعرضه، وهو عنوان مربك بقدر ما هو خيالي، هو مربك كونه يلامس معنى مقدساً عند عديد من العقائد والثقافات. غير أن الفنان اختار هنا تأكيد هذه المعاني المشتركة، وهو يشعرنا بالفعل أننا نقف على أعتاب عالم مبهج وسعيد، عالم نتنسم فيه روائح الجنة ونستشعر في رحابه هذه السعادة التي تخيم على الجميع.

التفاصيل والطبيعة المحكمة

محمد صبري فنان بارع في صوغ التفاصيل وابتكار ملامح مميزة لتكويناته ذات الطبيعة المحكمة. في هذه التكوينات يبدو المشهد كحكاية واحدة متصلة، حكاية ممتدة منذ زمن بعيد، تستمد ملامحها من الرسوم والصور والهياكل الصرحية التي صنعها البشر عبر التاريخ كإشارات على حضورهم وتأثيرهم أو هيمنتهم. تتجاور هنا صور من الشرق والغرب، وتتسع حدود المساحة لتشمل العالم أجمع.

 

في هذه الأعمال يمكننا العثور على إشارات عديدة من الفن المصري القديم، تتجاور مع إشارات أخرى أو زخارف بابلية وفينيقية أو يونانية، أو قد تصادفنا أحياناً علامات منتمية إلى حاضرنا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام هذه الأجواء الخيالية لن يدهشنا بالطبع هذا التبادل اللافت للأدوار بين الكائنات وعناصر الطبيعة، فنحن أمام قريحة خصبة يلهو صاحبها بالتفاصيل ويرتب عناصر الطبيعة كما يحلو له. سنرى في هذا العالم الخيالي أسماك محلقة وفراشات تداعب أنامل العازفين، أما حيوانات الحقول فتستعيد هنا من جديد مكانتها المقدسة، والكؤوس والمفاتيح وعناقيد العنب هي رموز تفتح بدورها أبواباً للسرد والحكايات والتأويل.

النحت والتصوير

تجدر الإشارة أن الفنان محمد صبري قد تخرج في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وهو يعمل حالياً في تدريس هذه المادة بنفس الكلية. ولهذا يجمع الفنان بين ممارسة النحت والتصوير ويحرص على الجمع بينهما كذلك في معارضه الفردية. يضم المعرض الحالي عدداً من الأعمال النحتية المنفذة على الأحجار إلى جانب عمل واحد من خامة البوليستر.

 

أعمال التصوير والنحت في تجربة محمد صبري يكملان بعضهما البعض، ففي حين يتميز النحت لديه بتماسك الكتلة، يعطيه التصوير المجال لتجاوز هذا التماسك أو التحرر عموماً من الصياغات الجامدة. ومن اللافت هنا أن هذه الأشكال والعناصر التي نطالعها في أعمال الفنان النحتية يمكن العثور على مقابل لها في لوحاته، كما أن الأجساد والوجوه المرسومة تبدو في معظمها كدراسات أولية لمشاريع نحتية.

 

 

المعنى المراد من "غزو الجنة" هنا يحمل دلالة رمزية بلا شك، فالجنة قد تكون هي أوطاننا التي ابتعدنا عنها أو حتى ذكريات طفولتنا، هذه الذكريات التي تتشكل ملامحها من جديد في خيالنا وتتحول مع الوقت إلى أسطورة أو خرافة يلفها الحنين والمشاعر الدافئة.

المزيد من ثقافة