Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل من علاقة لـ"أنصار الله" الطاجكية بهجمات إيران؟

ردود فعل "طالبان" بعد الانفجار الدموي في كرمان تثير شكوكاً تكشف رغبتها باللعب باسم التنظيم الإرهابي

سيارات مدمرة وخدمات طوارئ بالقرب موقع انفجاري كرمان في إيران (أ ف ب)

بعد يوم من الهجوم الانتحاري الدامي في كرمان الذي وقع تزامناً مع الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" السابق التابع لـ"الحرس الثوري"، قال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد إن "داعش قمع في أفغانستان ودُمر جميع قواعد هذه المجموعة".

لكن مجاهد تحدث في الوقت نفسه عن "عدد قليل من أعضاء داعش في أفغانستان يتراوح بين 70 إلى 80 شخصاً وهم مختفون ونلاحقهم في البلاد".

طبقاً لادعاءات ذبيح الله مجاهد أغلق ملف "داعش خراسان" في أفغانستان، ولم يعد هذا التنظيم يهدد نظام "طالبان" والشعب الأفغاني، لكن القضية تكمن في أن ذبيح الله وبقية الناطقين باسم الحركة لا يقدمون معلومات صحيحة دائماً.

ولعل استراتيجية الناطقين باسم "طالبان" حول المعارضين لهم تتبنى سياسة عدم الاهتمام بهم ثم عدم الاكتراث بتهديداتهم، وفي حال وقوع حادثة كبيرة يروجون إلى الأخطار ويعتبرون التهديدات كبيرة، ويحاولون عدم تسريب معلومات إلى الإعلام وتبني الصمت.

وكانت "رويترز" نقلت عن مصادر أميركية قولها إن هجوم كرمان نفذه فرع خراسان لـ"داعش" المستقر في أفغانستان. وسبق أن ذكر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الخميس الماضي، أن "داعش" يعد تهديداً مستمراً لأفغانستان والمنطقة.

ونشر موقع "المرصاد" الذي تستغله إدارة استخبارات "طالبان" لبث الإشاعات، صور المهاجمين الانتحارين أول من أمس الجمعة، وادعى أن المعلومات التي يملكها تشير إلى أنهم من طاجكستان.

وهذا الموقع أسسته إدارة الاستخبارات التابعة لـ"طالبان" من أجل الترويج ضد "داعش"، والذي ذكر بدوره أنه "من خلال الصور التي نشرت للمهاجمين في كرمان تشير المعلومات إلى أنهما مواطنان من طاجكستان".

بعد ساعات من نشر هذه المعلومات، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيان أنها "كشفت هوية أحد المهاجمين وهو من طاجكستان وأنه لم تحدد بعد هوية الانتحاري الآخر".

كانت تقارير أثبتت مشاركة المواطنين الطاجيكيين في الهجمات التي شنها "داعش" خلال السنوات الماضية، في إيران وأفغانستان وباكستان، لكن القضية الأساسية في ما يتعلق بالهجوم في ذكرى مقتل قاسم سليماني في كرمان هو أن "داعش خراسان" غطى على صورة المهاجمين ولم يذكر أنهما من طاجكستان، في حين أن "داعش" لم يغط صورة المهاجمين في كثير من الأحيان أو إذا ما غطى في وقت سابق على صور أعضائه، فإن بياناته تكشف هوية هؤلاء من خلال ذكر كلمات مثل الخراساني واللوغري والقندهاري والطاجاكستاني.

 يشار هنا إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي ومن خلال إعلان هوية المهاجمين يحرص على بث رسالة مفادها بأن لديه نفوذ بين مواطني بلدان المنطقة لإيجاد مزيد من التفاعل الإعلامي.

وفي حين أن بيان "داعش" حاول إخفاء هوية مهاجميه في العملية الأخيرة، كشفت إدارة الاستخبارات التابعة لـ"طالبان" عن هويتهم وذكرت أنهم من طاجكستان.

وطرح هذا الموقع حتى تورط حكومة طاجكستان في تجنيد المهاجمين ما يكشف اهتمام حركة "طالبان" بشن حرب دعائية ضد طاجكستان من خلال اللعب باسم "داعش".

أما الأمر الآخر اللافت فهو كيفية تناول حركة "طالبان" موضوع الانفجار في كرمان من خلال نشر بيان مقتضب لوزارتها الخارجية وجرى بثه متأخراً بيوم واحد. وهذه الوزارة لم تصف الهجوم بـ"الإرهابي" واكتفت بالتعاطف مع الضحايا ومسؤولي النظام الإيراني.

ماذا عن جماعة "أنصار الله"؟

حاملة اسم الميليشيات اليمنية الموالية لإيران، انتشرت مجموعة "أنصار الله" الإرهابية مشكلة من مواطنين طاجيكيين بل وتعمل تحت غطاء "طالبان" في ولاية "بدخشان" الأفغانية قرب الحدود مع طاجكستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقائد هذه المجموعة التي يبلغ عدد أعضائها بين 100 إلى 200 شخص شاب من طاجكستان اسمه "دوست محمد محمدوف" ومعروف باسم مهدي أرسلان. والمقاتلون الطاجيكيون حملوا السلاح ويحاولون تأسيس إمارة إسلامية في طاجكستان تشبه إمارة "طالبان" الأفغانية. ويطلق هؤلاء على أنفسهم "طالبان طاجكستان" أسوة بالحركة الأم في أفغانستان، إذ حاربوا بجانبها ضد الحكومة السابقة في كابول.

وبعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان حصل حلفاؤهم الخارجيين المستقرين في أفغانستان على دعم وإمكانات أكثر. وكانت صحيفة "لانغوار جورنال" التي تهتم بمتابعة أنشطة الميليشيات المختلفة قالت في وقت سابق إن "طالبان" منحت جماعة "أنصار الله" الطاجكية مسؤولية إدارة خمس مدن في ولاية بدخشان.

وطبقاً لهذا التقرير، تولى مهدي أرسلان قائد جماعة "أنصار الله" الطاجكية إدارة مدن ننسي ومايمي وكوف آب وخاهان وشكي في بدخشان الأفغانية. وكان أرسلان يحظى بدعم حاكم بدخشان قاري فصيح الدين الذي يتولى حالياً مهمة رئاسة أركان الجيش في حكومة "طالبان".

وكانت جماعة "أنصار الله" تقاتل تحت إشراف قاري فصيح الدين ومولوي أمان الدين منصور ضد قوات الأمن العائدة للحكومة الأفغانية السابقة، وبعد عودة "طالبان" إلى السلطة حصلت على دعم كبير في إدارة المدن الواقعة على الحدود مع طاجكستان.

وكان ثلاثة من أعضاء جماعة "أنصار الله" عبروا الحدود مع أفغانستان نحو طاجكستان ومعهم أسلحة ثقيلة من أجل تنفيذ عمليات هناك لكنهم قتلوا في اشتباك مع قوات حرس الحدود قبل الوصول إلى الهدف.
وسبق أن كشفت اللجنة الوطنية الطاجيكية هوية هؤلاء الأفراد وأعلنت أنهم من منتسبي "أنصار الله"، في حين لم ترد تفاصيل عن هجمات كرمان في مراسم ذكرى مقتل قاسم سليماني لكن ردود فعل "طالبان" تعد لافتة.

وكانت المصادر الأمنية كشفت أنه خلال الأشهر الأولى من هيمنة "طالبان" على الحكم في أفغانستان منحت الحركة مئات جوازات السفر الأفغانية لإرهابيين متحالفين مع "طالبان" من بينهم أعضاء في جماعة "أنصار الله"، إذ حصل بعضهم على جوازات سفر أفغانية.

لكن يظل لافتاً أن "طالبان" لم تصف العملية في كرمان بأنها إرهابية وأعلنت عن هوية المهاجمين الطاجيكيين قبل الأمن الإيراني، وهو ما يطرح هذا السؤال التالي، هل أن المهاجمين قدما من بدخشان أو كابول إلى مدينة كرمان الإيرانية؟

على رغم أنه لا توجد إجابة واضحة في هذا الشأن لكن اللعبة التي تخوضها "طالبان" مع "داعش خراسان" تثير الشكوك من احتمال تحويل "داعش" إلى أداة تعمل من أفغانستان وتشن هجمات على البلدان المجاورة.

طبقاً لما أوردته المصادر المطلعة في بدخشان، فإن مهاجمي جماعة "أنصار الله" الذين حاولوا خلال العامين الماضيين الوصول إلى طاجكستان عبر أفغانستان يحظون بدعم كامل من "طالبان" لأن شبكة تهريب المخدرات والأسلحة والبشر في الحدود الأفغانية تديرها "طالبان" وتتمتع جماعة "أنصار الله" بحرية في بدخشان. 

تعمل "طالبان" على تحريض "طالبان باكستان" وهم حلفاء قديمين لهم ولديهم قواعد في شرق أفغانستان. وثبت تدخل "طالبان" في تسهيل أنشطة المهاجمين الانتحاريين والإرهابيين في طاجكستان وباكستان، لكن هناك شكوكاً في ما يتعلق بالهجمات الإرهابية في إيران.

جزء من هذا الغموض يعود إلى العلاقات التي يقيمها النظام الإيراني مع بعض المجموعات الإرهابية مثل "القاعدة" و"حماس" و"طالبان"، والجزء الآخر يعود إلى اللعبة المعقدة بين "داعش خراسان" و"طالبان" في أفغانستان.

إذا ما فلت النظام الإيراني من الأسئلة والاتهامات التي يطرحها منتقدوه في ما يتعلق بالهجمات الدامية في مدينة كرمان، فإن المتهم الثاني هو نظام "طالبان" لأن هناك إرهابيين من بلدان مختلفة منها طاجكستان يعملون تحت عباءة الحركة ويتمتعون بإمكانات كثيرة من أجل تنفيذ عمليات إرهابية.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات