ملخص
مسلحون من البحرية الإيرانية يصعدون إلى ناقلة نفط أميركية قبالة سواحل عمان ويحتجزونها... إليكم تفاصيل القصة
أعلنت صحيفة التايمز أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أطلع وزراء الحكومة على التدخل العسكري الوشيك ضد الحوثيين مساء الخميس. وأضافت الصحيفة أنه "من المتوقع أن تنضم بريطانيا إلى الولايات المتحدة في شن غارات جوية على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن".
من جهة أخرى، قال الجيش الأميركي إن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن على ممرات شحن دولية في خليج عدن اليوم الخميس.
من جهتها، أعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أن "الوضع في قناتي السويس وبنما تحت السيطرة وينبغي ألا يؤثر كثيراً على الأسعار".
احتجاز ناقلة نفط
وطالبت الولايات المتحدة الخميس إيران بالإفراج "فوراً" عن ناقلة نفط احتجزتها في بحر عمان رداً على مصادرة واشنطن العام الماضي منها، شحنة من النفط تعود لطهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل للصحافيين "على الحكومة الإيرانية أن تفرج عن السفينة وطاقمها فوراً. هذه المصادرة غير المشروعة هي التصرف الأحدث من إيران أو المُسهَّل من إيران بهدف عرقلة التجارة الدولية".
وكانت طهران أعلنت اليوم الخميس أن قواتها البحرية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في بحر عمان، رداً على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي.
وكانت واشنطن أكدت في سبتمبر (أيلول) 2023 أنها صادرت في أبريل (نيسان) من العام ذاته، شحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة تحمل اسم "السويس راجان" تديرها شركة يونانية، وكان هذا الإعلان أول تأكيد رسمي للواقعة التي أعقبها قيام طهران بمصادرة ناقلتين في مياه الخليج في أبريل ومايو (أيار) الماضيين.
وأتى ذلك في سياق من التجاذب بين إيران وعدوتها اللدودة الولايات المتحدة في منطقة الخليج، وتتهم واشنطن طهران بالوقوف خلف سلسلة هجمات على حركة الملاحة في المنطقة، ومصادرة ناقلات نفط والتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليها لتصدير الخام وبيعه في الأسواق مثل نقل الشحنات من سفينة إلى أخرى في عرض البحر.
وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل عام 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق الدولي في شأن ملف طهران النووي وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها.
أمر قضائي
وكانت البحرية الإيرانية أعلنت في وقت سابق اليوم الخميس أنها صادرت ناقلة نفط في بحر عُمان بناء على "أمر قضائي"، وفق الإعلام الرسمي.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن "القوات البحرية للجيش الإيراني أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي".
أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان "يو كاي أم تي أو" و"أمبري"، اليوم الخميس، بأن مسلحين صعدوا إلى متن سفينة في خليج عُمان على مقربة من إيران، مشيرتين إلى فقدان الاتصال بها.
وأشارت "يو كاي أم تي أو" التي تديرها القوات البحرية الملكية البريطانية إلى أنها تلقت تقريراً من مدير الأمن بـ"سماع أصوات مجهولة عبر الهاتف" مع ربان السفينة.
وقالت شركة "أمبري" لأمن الملاحة البحرية رداً على طلب من وكالة الصحافة الفرنسية "صعد على ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً (92.6 كيلومتر) إلى شرق ولاية صحار العمانية".
وأضافت الشركة بعد ذلك في بيان أن "الناقلة كانت تتحرك بسرعة 11.4 عقدة (نحو 21 كيلومتراً في الساعة) واستمرت في التحرك بتلك السرعة في مسار ثابت بعد ساعة من وقت الصعود عليها المبلغ عنه"، لافتة إلى أن الناقلة بدَّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال معها و"توجهت نحو بندر جاسك في إيران".
وأوضحت "أمبري" أن المسلحين المشتبه فيهم يرتدون "زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء" و"أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة، مشيرة إلى الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها لوحقت قضائياً سابقاً لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة وفرضت عليها غرامة.
وبحسب موقع "مارين ترافيك" لرصد حركة الملاحة، انطلقت سفينة "سانت نيكولاس" من ميناء البصرة في جنوب العراق وكانت متجهة إلى تركيا.
نزاع على الناقلة
وكانت ناقلة النفط "سانت نيكولاس" محل نزاع العام الماضي بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تحفظت واشنطن عليها في 2023 في عملية لإنفاذ العقوبات لكن السفينة كانت تبحر تحت اسم مختلف وهو "سويز راجان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الولايات المتحدة في ذلك الوقت إن الحرس الثوري الإيراني كان يحاول إرسال نفط مهرب إلى الصين في انتهاك للعقوبات الأميركية.
وقالت شركة "إمباير نافيجيشن" ومقرها اليونان اليوم الخميس لوكالة "رويترز"، إنها فقدت الاتصال مع السفينة التي تشغلها لدى إبحارها قرب صحار العمانية وعلى متنها 19 من أفراد الطاقم أحدهم من اليونان و18 من الفيليبين، وأشارت الشركة إلى أن الناقلة تحمل شحنة حجمها 145 ألف طن متري من النفط من البصرة في العراق ووجهتها كانت ميناء علي أغا في غرب تركيا عبر قناة السويس.
وبينما هاجم الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران السفن التجارية في البحر الأحمر منذ أكتوبر (تشرين الأول) لإبداء الدعم لحركة "حماس" التي تتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، تركزت هجماتهم في مضيق باب المندب إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.
أما واقعة اليوم الخميس فقد حدثت بالقرب من مضيق هرمز بين عمان وإيران.
ولم يرد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية بعد على طلب للتعليق ولم يدل بمزيد من المعلومات.
وكانت السفينة سويز راجان تحمل أكثر من 980 ألف برميل من النفط الخام الإيراني المهرب العام الماضي عندما تم احتجازها ومصادرة النفط في عملية أميركية لإنفاذ العقوبات.
ولم تتمكن من تفريغ الخام الإيراني لنحو شهرين ونصف الشهر بسبب مخاوف من فرض عقوبات ثانوية على السفن التي تستخدم في تفريغه، وتم تغيير اسمها إلى "سانت نيكولاس" بعد تفريغ الشحنات.
اتهامات متبادلة
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيرة ومصادرة ناقلات نفط.
في يوليو (تموز) الماضي، أعلنت البحرية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة تجارية "يحتمل أن تكون متورطة في أنشطة تهريب" في منطقة الخليج، غداة اتهامها البحرية الإيرانية بمحاولة احتجاز ناقلتي نفط تجاريتين قبالة سواحل عمان.
ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أعلنت واشنطن وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة بهدف ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيس الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خُمس إنتاج النفط العالمي.
في منطقة أخرى، شهد البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية سلسلة هجمات أو اعتراضات لسفن نفذها المتمردون اليمنيون الحوثيون، تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأعلن الحوثيون أنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل أو إسرائيلية.